طفرة وتعاون كبير سوف تشهده العلاقات المصرية السودانية خلال الأشهر المقبلة بعد افتتاح الخط البرى بين البلدين وتأسيس مشاريع مشتركة فى مجالات الزراعة والإنتاج الحيوانى والتنقيب عن الحديد.. هذا ما أوضحه السفير السودانى فى القاهرة كمال حسن على.. فى حواره مع «أكتوبر» كما تحدث عن نتائج زيارة وزير الخارجية السودانى على كرتى لمصر، والنتائج المتوقعة للتعاون الاستراتيجى الجديد بين دولة جنوب السودان وإسرائيل. * ما أهم النتائج التى انتهت إليها زيارة وزير الخارجية على كرتى لمصر وهل انشغال مصر بالثورة يؤثر على تنفيذ ما اتفق عليه؟ ** لدينا إصرار على دفع جديد بالعلاقات بعد ثورة 25 يناير التى أضافت روحًا مهمة لعمق وخصوصية واستراتيجية العلاقة المصرية السودانية، وكنا دوما نتحدث عن ذلك خلال الأنظمة والحكومات المتعاقبة، وكانت النتائج دون الطموح خاصة فى ملف الاقتصاد والاستثمار والمصالح المتبادلة. * .. وحاليا مازالت أيضا دون الطموح.. ألا تتفق معى فى ذلك؟ ** بالقطع هى دون الطموح ولكنها بدأت تسير فى الطريق الصحيح، وقد قطعنا بالفعل شوطا لتشغيل الطريق البرى الذى سيتم افتتاحه فى شهر إبريل القادم ليكون لدينا ثلاثة طرق توزيعها كالتالى: الساحل على البحر الأحمر وشرقى النيل، وأبوسنبل غرب النيل، كما اتفقنا مع مصر على تشغيل معبر مشترك وتوقيع بروتوكول يسمح بالحركة بين البلدين وانتقال السلع والبضائع والأفراد بتكلفة أقل، ولدينا أيضا إجراءات الربط الكهربائى التى تتم حاليا على قدم وساق لأن الهدف منها دعم العمل فى المنطقة الشمالية التى خصصنا فيها لمصر مساحة مليون و250 ألف فدان صالحة لزراعة القمح والنباتات الزيتية وكل ذلك نعتبره خطوات إيجابية لإعطاء دفعة قوية لعلاقات البلدين. * هل تناولت زيارة وزير الخارجية على كرتى لمصر.. التعاون الاستراتيجى الجديد بين دولة جنوب السودان وإسرائيل؟ ** تم التطرق إليها، لكن مباحثات وزير الخارجية مع المسئولين فى مصر ركزت على العلاقات الثنائية وتنشيط التعاون الاقتصادى والسياسى والشعبى وتفعيل اتفاق الحريات الأربع وقد وعد رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزورى بأنه سيتم النظر فى هذا الإطار من الناحية السياسية وليست الأمنية وإذا كانت هناك مشاكل فى الجانب الأخير يمكن حلها بشكل ثنائى، وأى هواجس أمنية سنتعامل معها بتدابير تحمى الحدود. * هل تم التطرق لملف المياه؟ ** هناك اتفاق وتنسيق كامل بين مصر والسودان فى هذا الملف بعد مناقشة تفصيلية لرؤية مصر والسودان للتعامل مع دول حوض النيل. * هل هناك مخاوف من تلاعب إسرئيلى فى هذا الملف بعد زيارة سلفاكير لتل أبيب؟ ** أكيد لأن الجنوب به فواقد ضخمة جدا للمياه وكثير من مشروعات زيادة موارد النيل موجودة فى الجنوب وتواجد إسرائيل بالجنوب سيكون له آثار سلبية منها محاولة استبدال التعاون مع مصر والشمال بالتعاون مع تل أبيب فقط فى الملفات الحيوية وبالتالى لابد أن نكون حذرين فى الرؤية والتعامل مع هذه العلاقة الوليدة بين الجنوب وإسرائيل. * هل تتوقع زيارات لمسئولين مصريين للسودان قريبا؟ ** وزير الخارجية محمد كامل عمرو سوف يزور السودان قريبا لإستكمال التعاون والتنسيق فى كل الملفات الافريقية. * كيف ترى التصريحات السابقة لرئيس دولة الجنوب عندما تعهد بأن الدولة الوليدة لن تشكل أية مخاطر على دولة السودان؟ ** سلفاكير لم يلتزم بأى تعهد ولايتجاوب فى حل الملفات العالقة بين الشمال والجنوب ويدعم الحركات المسلحة فى دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. * هل هناك وقت زمنى لحل الملفات العالقة بين شمال وجنوب السودان؟ ** قدمنا تصورنا لملف البترول وحدد موعد «17» يناير الجارى فى أديس أبابا بوجود الوساطة الافريقية لحسم الملفات العالقة مع دول الجنوب. * هل تتوقع لقاء بين رئيسى دولتى الشمال والجنوب على هامش القمة الافريقية للتفاهم حول المستجدات؟ ** حتى هذه اللحظة لا يوجد موعد مبرمج باستثناء جلسة المفاوضات يوم 17 يناير فى أديس أبابا لحسم ملف البترول، لأنه لايمكن للجنوب أن يصدر موارده النفطية عبر الشمال دون دفع الرسوم. * هل يمكن لإسرائيل أن توجد البديل للجنوب فى مسألة تصدير النفط؟ ** صعب جدا لأن الشمال هو الطريق المؤهل لذلك والبدائل مكلفة وتأخذ من الوقت ثلاث سنوات على الأقل إضافة إلى أن الأمن فى المناطق البديلة سيئ للغاية ومركز للمتمردين. * هل أصبح الجنوب فى حضن إسرائيل نتيجة تقصير عربى؟ ** لدينا الكثير من العتب على العرب لأنهم يتعاملون مع السودان على هامش الأجندة العربية وتحدثنا كثيرا عن الوجود الإسرائيلى والآن ظهر أن التمرد كان مدعوما بالكامل من إسرائيل بالسلاح والتدريب والعمل السياسى، واللوبى اليهودى فى واشنطن. * قال وزير الخارجية السودانى على كرتى إن السودان فى انتظار مصر.. ماذا يقصد بذلك؟ ** يعنى وجود مصر فى الشمال والجنوب بقوة وليس مجرد التواجد كما يعنى ألا نترك جنوب السودان فريسة لإسرائيل ونأمل أن يكون هناك تعاون مصرى كامل مع دولتى الشمال والجنوب ونرحب بدور مصر للوساطة بين الدولتين.