رسميًا.. فتح تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والدبلومات الفنية (رابط مفعل الآن)    عيار 21 يعود للارتفاعات القياسية.. أسعار الذهب تقفز 280 جنيها اليوم الجمعة بالصاغة    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024    رسميًا.. إعادة تشكيل مجلسي إدارة بنكي الأهلي ومصر لمدة 3 سنوات    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 20-9-2024 في قنا    بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله "ممكن"    فلسطين.. ارتفاع عدد الشهداء إلى 7 جراء القصف الإسرائيلي لمنزل وسط مدينة غزة    عاجل| إسرائيل تواصل الضربات لتفكيك البنية التحتية والقدرات العسكرية ل حزب الله    الصومال:ضبط أسلحة وذخائر في عملية أمنية في مقديشو    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس للاسكواش    هل يتم تشفير الدوري؟ رد حاسم من رابطة الأندية    خزينة الأهلي تنتعش بأكثر من 3 ملايين دولار (تفاصيل)    مصرع شاب دهسته سيارة مسرعة أمام مرور حلوان    حالة الطقس اليوم الجمعة 20-9-2024 في محافظة قنا    بعد فيديو خالد تاج الدين.. عمرو مصطفى: مسامح الكل وهبدأ صفحة جديدة    عبد الباسط حمودة عن بداياته: «عبد المطلب» اشترالي هدوم.. و«عدوية» جرّأني على الغناء    «ابنك متقبل إنك ترقصي؟» ..دينا ترد بإجابة مفاجئة على معجبيها (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024    رئيس الوزراء يصدر قرارًا بإعادة تشكيل مجلس إدارة بنك مصر    الأوقاف تعلن خريطة افتتاح المساجد الجديدة اليوم الجمعة    نقيب الأشراف يكرم عددًا من الشخصيات خلال احتفالية المولد النبوي الشريف    مصدر من كاف يكشف ل في الجول إمكانية تأجيل مجموعات دوري الأبطال والكونفدرالية    فلسطين تعلن قبول اعتذار الكويت ونقل مباراتهما إلى قطر    اتحاد الكرة: نفاضل بين الأجنبى والمصرى للجنة الحكام وشيتوس مستمر مع الشباب    الخسارة الأولى.. برشلونة يسقط أمام موناكو في دوري أبطال أوروبا    الإسماعيلي يعلن تشكيل لجنة فنية لاختيار المدرب الجديد    محافظ القليوبية: لا يوجد طريق واحد يربط المحافظة داخليا    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لن نعود لقطع الكهرباء مرة أخرى    الأمن يوضح حقيقة فيديو سحب شرطي لتراخيص سيارة بدون وجه حق بالقليوبية    النيابة تصرح بدفن جثة ربة منزل سقطت من الطابق السابع في شبرا الخيمة    ضبط 5000 زجاجه عصائر ومياه غازية مقلدة بمصنع غير مرخص وتحرير 57 مخالفة تموين بالإسماعيلية    المؤبد لعامل لاتجاره في المواد المخدرة واستعمال القوة ضد موظف عام في القليوبية    تطورات أحوال الطقس في مصر.. أتربة عالقة نهارا    وزير الخارجية يواصل عقد لقاءات مع أعضاء الكونجرس    حسن نصر الله: "تعرضنا لضربة قاسية وغير مسبوقة".. ويهدد إسرائيل ب "حساب عسير" (التفاصيل الكاملة)    التفجير بواسطة رسائل إلكترونية.. تحقيقات أولية: أجهزة الاتصالات فُخخت خارج لبنان    رئيس مهرجان الغردقة يكشف تطورات حالة الموسيقار أحمد الجبالى الصحية    يا قمر، عمرو دياب يتألق بحفل الأهرامات وسط حضور كامل العدد (فيديو)    أول تعليق من أمير شاهين على فرح نجل شقيقه المثير للجدل| خاص بالفيديو    حدث بالفن| هشام ماجد يدعم طفلا مصابا بمرض نادر وأحدث ظهور ل محمد منير وشيرين    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    بارنييه ينتهي من تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة    نقيب الأشراف: قراءة سيرة النبي وتطبيقها عمليا أصبح ضرورة في ظل ما نعيشه    حكاية بسكوت الحمص والدوم والأبحاث الجديدة لمواجهة أمراض الأطفال.. فيديو    وكيل صحة قنا يوجه بتوفير كل أوجه الدعم لمرضى الغسيل الكلوي في المستشفى العام    فيلم تسجيلي عن الدور الوطني لنقابة الأشراف خلال احتفالية المولد النبوي    البلشي: إطلاق موقع إلكتروني للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    رئيس جامعة القناة يتفقد تجهيزات الكلية المصرية الصينية للعام الدراسي الجديد (صور)    أمين الفتوى: سرقة الكهرباء حرام شرعا وخيانة للأمانة    التحالف الوطني للعمل الأهلي يوقع مع 3 وزارات لإدارة مراكز تنمية الأسرة والطفولة    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن»: موجة مسيئة    مدبولي: الدولة شهدت انفراجة ليست بالقليلة في نوعيات كثيرة من الأدوية    الداخلية تضبط قضيتي غسيل أموال بقيمة 83 مليون جنيه    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    التغذية السليمة: أساس الصحة والعافية    فحص 794 مريضًا ضمن قافلة "بداية" بحي الكرامة بالعريش    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    وزير التعليم العالي: لدينا 100 جامعة في مصر بفضل الدعم غير المحدود من القيادة السياسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبد الله الأشعل : أطالب المجلس العسكرى بفتح ملفات التمويل الأجنبى لمرشحى الرئاسة
نشر في أكتوبر يوم 08 - 01 - 2012

الحاكم المستبد هو الذى يستمد شرعيته من الغرب، أما الحاكم الديمقراطى فيستمد شرعيته من الشعب.. إن معاهدة السلام كنز استراتيجى لإسرائيل باعتراف نتنياهو، على الجيش أن يتبرأ من مبارك فى حالة ثبوت عمالته لإسرائيل.. هذه بعض الحقائق التى ذكرها السفير د. عبد الله الأشعل أستاذ القانون والعلاقات الدولية والاقتصاد والعلوم السياسية والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية. فى حديثه لأكتوبر وكشف الأشعل سراً- ربما يذاع لأول مرة- وهو أن بعض مرشحى الرئاسة يتلقون أموالاً من الخارج، وطالب المجلس العسكرى والحكومة بفتح ملفات تمويل هؤلاء المرشحين لكشف مصادر الهبات والمنح والعطايا وطبيعة الإنفاق والأنشطة المشروعة وغير المشروعة.
أسرار كثيرة فى سطور الحوار التالى:
* فى البداية د. عبد الله الأشعل ما رأيك فى انتخابات مجلس الشعب التى ستنتهى خلال الأيام القليلة القادمة؟
** الانتخابات الحالية هى عرس ديمقراطى بمعنى الكلمة، ليس لأنها نزيهة، أو لم يحدث بها تجاوزات، أو أن التيار الإسلامى تقدم الصفوف فحسب ولكن لأن الإرادة فيها للشعب، فالمليونيات الحقيقية ظهرت فى النجوع والقرى، ظهرت أمام صندوق الانتخابات فى محافظة الشرقية التى نجحت باقتدار فى هزيمة قيادات الحزب الوطنى المنحل، كشفت الانتخابات معدن الشعب المصرى، وأنه معجون ديمقراطية، وليس فى سنة أولى ديمقراطية، أو أنه شعب لا يعرف الديمقراطية كما قال عنه أحمد نظيف عام 2005، والشعب المصرى يكشف بفطرته وذكائه المعهود من الصالح ومن الطالح. ومن المستحيل الضحك على هذا الشعب الذى علم شعوب الأرض الحضارة والإرادة.
* ألا ترى أن نجاح التيارات الإسلامية يعد مؤشراً قوياً لنجاح مرشحين معينين فى انتخابات الرئاسة القادمة؟
** هذه القراءة يجانبها الصواب، لأن فى انتخابات مجلس الشعب.. الإخوانى ينتخب الإخوانى، والسلفى ينتخب السلفى، والليبرالى ينتخب الليبرالى لأن هوية مصر إسلامية، بل إنها متدينة بالفطرة، ولهذا فقد فازت التيارات الدينية ولكن فى انتخابات الرئاسة الوضع مختلف تماما لأن المرشح الفائز سيكون رئيسا لكل المصريين، ومن هنا يجب أن يكون المرشح مستوعباً لكل التيارات وعلى قدم المساواة من كل المصريين فالإخوانى أو السلفى أو الليبرالى سيبحث عن مرشح توافقى، يفهم سياسة ويستطيع التعبير عن الكل، ولابد أن يكون المرشح على دراية كاملة بالعلاقات الدولية والسياسة الداخلية، وقادرا على مواجهة المشاكل والعمل على حلها بعقلانية وحلول غير تقليدية، وأنا على يقين أن الشعب سيختار الأصلح والذى يضع مصلحة مصر العليا فوق أى اعتبار.
* وما دام الأمر كذلك فما هو تصور د.الأشعل لحل مشكلة البطالة؟
** هذه المشكلة المتراكمة تحتاج إلى حلول دقيقة تتطلب 3 إجراءات عاجلة، الإجراء الأول: صرف بدل بطالة لمدة عام أو لحين العثور على عمل، ويتم تمويل ذلك من صندوق يتم إنشاؤه خصيصا من عائدات قضايا الفساد والأموال المنهوبة والمستردة من فروق عقود الغاز والبترول، والحد الأقصى للأجور، ويتمثل الإجراء الثانى فى تشجيع القطاع الخاص ودعم المشروعات الصغيرة والتى تعتبر البوابة الرئيسية لتشغيل العمالة، ويجب أن تحتذى مصر بدولة مثل الصين والتى نجحت من خلال دعم هذه المشروعات فى تخفيض نسبة البطالة إلى 1% وهى نسبة لم تتحقق حتى الآن فى دولة مثل اليابان أو الولايات المتحدة الأمريكية.
والغريب أن مصر بجلالة قدرها تبحث عن فرصة عمل فى الوقت الذى تمتلك فيه ثروة بشرية، قلما تجدها فى أى دولة فى العالم، أما الإجراء الثالث للقضاء على مشكلة البطالة فيكمن فى إنشاء مشروعات قومية كبرى فى مجالات الزراعة والنقل والسياحة والتعدين والصيد والتعليم، ومن هنا تتحول الطاقة المعطلة إلى قوة منتجة مما يعود بالنتائج الإيجابية على الأمن والاستقرار ودفع عجلة الإنتاج.
* بصفتك مرشحا محتملا لرئاسة الجمهورية، ما العمل لسد عجز الموازنة الآن؟
** بالمناسبة الحكومة هى التى تضع الموازنة ويمكن لها تقليصها إلى أقصى درجة دون الإخلال بحقوق المواطن البسيط، أو الاقتراب من حصته من الدعم، فلابد ومن الآن تنفيذ سياسة الترشيد الحكومى، إذ ليس من المعقول أن تخصص المليارات لحفلات الاستقبال والتشريفات والزيارات.. وليس من المعقول أيضًا أن يتحكم المسئول فى أموال المؤسسة التى يعمل فيها وكأنها عزبته الخاصة، ولابد من ضبط إيقاع المليارات التى يتم صرفها على أصحاب الوظائف الخاصة أو المرموقة.. لأنها أموال الشعب. ولابد من النظر فى البعثات الدبلوماسية فى الخارج وتحجيم عددها إذ كيف يكون لدولة مثل مصر لها 180 بعثة يتواجد فيها آلاف الموظفين الذين يصرفون رواتبهم بالدولار فى وقت تعانى فيه من نقص حاد فى العملات الأجنبية، وأغلب أعضاء هذه البعثات يحتاجون إلى دروس تقوية فى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
* ولكن ما الحل فى هذه المشكلة؟
** الحل هو تخفيض عدد البعثات، خاصة فى الدول التى ليس لها ثقل دولى.. هل تتصور أن لنا بعثة دبلوماسية، فى زنزبار، وهى جزء من تنزانيا، فى حين تجد دولا فى الاتحاد الأوروبى بجلالة قدرها لا يوجد لها تمثيل دبلوماسى فى مصر أم الدنيا كما يقولون، بل إن بعض الدول تكتفى بتمثيل بعثه أو بعثتين فى شمال إفريقيا أو الوطن العربى كله لترشيد الإنفاق.. فهم فى أوروبا يحرصون على صيانة وحفظ المال العام، ونحن نتفنن فى إهدار المال العام.
* هل تتوقع أن تتحول ثورة 25 يناير إلى ثورة جياع؟
** ثورة 25 يناير هى قبس من روح الله، وبالتالى فالله سبحانه وتعالى قادر على وأد أى مخطط لإفساد الثورة، وأخشى أن يحدث مالا يحمد عقباه يوم 25 يناير وأن يتكرر سيناريو إحراق المجمع العلمى، وعندها يتحمل كل طرف مسئوليته فى إدارة شئون البلاد.
* وماذا عن ثورة الجياع؟
** الخطر الحقيقى فعلًا فى الطبقات الكادحة فى العشوائيات وهى الطبقات التى حرمت من كل الحقوق والواجبات على مدار ال 30 عامًا الماضية.. ولابد من الآن- وليس غدًا- إعادة التوازن الاجتماعى بين طبقات الشعب المصرى، فليس من العدل طبعًا أن يمتلك مواطن ما الملايين والمليارات فى حين يوجد مواطن آخر لا يجد قوت يومه، وليس من العدل امتلاك رجل أعمال شاليهات ومنتجعات وفيلات على الطريق الصحراوى وشواطىء البحار والأنهار، ويوجد مواطن آخر ينام فى غرفة واحدة مع 6 أو 7 من أولاده.
ويتابع د. الأشعل قائلًا: إذا لم تتحقق العدالة الاجتماعية، فى أسرع وقت وساءت الأوضاع المعيشية أكثر مما نعيش فيه فإن الأمور تنذر بالخطر، ولهذا، فلابد من العناية بالأقاليم المهمشة كسيناء، ومحافظات الصعيد والصحراء الغربية، والوادى الجديد وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وربطها بالوطن العربى، مع العناية أيضًا بالفئات الأكثر فقرًا كسكان العشوائيات فى الدويقة، ومنشية ناصر، وعزبة القرود، وعزبة الصفيح، ورملة بولاق بالإضافة إلى سكان المقابر وعمال التراحيل، وذوى الاحتياجات الخاصة واليتامى وأهالى الشهداء والعوانس، والتواصل مع المصريين فى الخارج.
* أعرف أنك من الدبلوماسيين القلائل الذين هاجموا مبارك فى عز حكمه.. ما مقومات هذا الهجوم؟
** أنا كنت على يقين أن آل مبارك ينهبون مصر، ويخططون لجعلها ملكًا عضودًا، ولذلك صدر لى كتاب فى يناير 2010 أى قبل الثورة بعام كامل بعنوان «مصر من الجمهورية الوراثية إلى الديمقراطية»، كشفت فيه تفاصيل عملية توريث الحكم لجمال مبارك وترزية القوانين، ودور سيدة القصر فى هذه القضية، وتبين أن تلك العائلة كانت تدير مصر لحسابها الخاص.. والأخطر من ذلك أن مبارك كان يتقرب لإسرائيل على حساب الدم العربى والشهداء المصريين، فلم يتحرك له جفن عندما أحرقت إسرائيل غزة، وقام بغلق المعابر لتضييق الخناق على الشعب الأعزل لكسب ود إسرائيل وأمريكا، كما لم يحرك ساكنًا عندما صوبت إسرائيل نيران مدفعيتها، ورصاصها الغادر إلى صدور الجنود المصريين على الحدود.
ويضيف د. الأشعل قائلًا: إن مبارك مسئول مسئولية كاملة عن اغتيال السفير المصرى فى العراق إيهاب الشريف، وضلوع مبارك فى إذلال مصر وتدمير علاقتها مع السودان والجزائر ودول حوض النيل.
* لماذا اتهمت الرئيس السابق بالخيانة العظمى فى البلاغ الذى قدمته للنائب العام؟
** اتهمته بالخيانة العظمى لأنه بدلاً من أن يقدم الدعم للمواطن المصرى ويرفع مرتبات المواطنين، ويوفر الأسمدة للفلاحين، ويستكمل المشروعات الكبرى، ويدعم المشروعات الصغيرة، ويوفر فرص عمل للشباب.. بدلاً من هذا كله يقدم الدعم للمواطن الإسرائيلى ويصدر له الغاز بأقل من الأسعار المحلية، ويضيع على مصر مليارات الدولارات سنوياً، كما أنه جعل أراضى سيناء مستباحة للإسرائيليين ومحرمة على المصريين، وإلى الآن جميع المدن والقرى السياحية الموجودة فى سيناء من نصيب الإسرائيليين، وكما يؤكد الواقع فإن دخول بعض الشواطئ فى سيناء ممنوع على المصريين.. واتهمته لأنه وزع أرض مصر فى توشكى والعوينات وشرق التفريعة وسيناء على المحاسيب ورجال الأعمال العرب، كما باع فدان الأرض للوليد بن طلال ب 50 جنيهاً وحرم شباب مصر من خيرات هذا البلد العظيم.. وبسبب سياساته الفاشلة قام بتدمير مصر وإذلال شعبها وترحيله لدول الخليج وأوروبا، وضياع هيبة مصر بين الأمم.
ويكفى أن تعرف أن عقد تصدير الغاز الذى أبرمه نظام مبارك مع إسرائيل يعد مؤامرة مكتملة الأركان، بل مؤامرة معقدة يصعب حلها لأنها كانت أشبه بصفقة تآمروا عليها بليل وكان الشعب المصرى هو الضحية لأن النظام ممثلاً فى الرئيس السابق والحكومة ومجلس الشعب السابق ووزير البترول سامح فهمى والهيئة العامة للبترول، كل هذه الجهات تصرفت سراً بعيداً عن الشعب، أو حتى مجلس الشعب وكانت صفقة مؤامرة الغاز اغتصاب قامت بتنفيذه السلطة التنفيذية بعيدأً عن أعين السلطة التشريعية.
وبعد هذا كله- والكلام على لسان د. عبد الله الأشعل- أطالب المجلس العسكرى بالتبرؤ من الرئيس السابق وسحب الأوسمة والنياشين التى منحتها إياه القوات المسلحة خاصة بعد اعتراف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأن العلاقة بين اسرائيل ومبارك لن تعوض.. وأن معاهدة السلام التى أبرمتها إسرائيل مع مصر والأردن كنز استراتيجى، فليس من المعقول إذن أن يصرح رئيس الكيان الإسرائيلى بمثل هذه التصريحات إلا إذا كانت العلاقة بينهما «سمن على عسل» وأن حسنى مبارك باع مصر بالجملة والقطاعى للكيان الصهيونى.
* وما تعليق د. عبد الله الأشعل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية على قضية التمويل الأجنبى، والتفتيش المفاجئ على منظمات حقوق الإنسان؟
** أولاً التمويل الأجنبى نظام معمول به فى كل بلاد الدنيا وتعترف به المنظمات الدولية، ومصر من أولى الدول التى وقعت على معاهدات ومواثيق متعلقة بهذا الشأن، ويجب على الجميع احترام القانون لأن ثورة 25 يناير قامت لاحترام القانون وتطبق مبدأ الحرية والشفافية، والعدالة الاجتماعية، أما عملية الاقتحام التى قامت بها قوات الأمن لتلك المقرات فإنها غير مقبولة وذلك لوجود إجراءات متبعة نظمها القانون قبل اتخاذ إجراءات التفتيش المفاجئ، وإذا كان تمويل منظمات المجتمع المدنى من وراء ظهر الدولة قضية خطيرة فإن الأخطر من ذلك هو قضية تمويل مرشحى الرئاسة.
* وهل يوجد تمويل خارجى لمرشحى الرئاسة؟
** من الأشياء التى نعرفها جميعا أنه يوجد تمويل خارجى لبعض مرشحى الرئاسة.. ولكن فى المقابل أنا على يقين من أن الأجهزة المعنية سواء كانت رقابية أو سيادية على علم تام وبها وتراقبها، وأنها تنتظر الفرصة لفتح تلك الملفات فى الوقت المناسب.
* ولكن ما هى الجهات الممولة؟ وما هى الأسماء المستفيدة؟
** هناك أحد المرشحين يسافر شهريا إلى إيران ليس بالطبع من أجل عيون أحمدى نجاد أو المشاركة فى التدريبات البحرية الإيرانية فى الخليج العربى او السياحة فى مضيق هرمز.. ولكنه يسافر لحاجة فى نفس يعقوب، كما يتلقى مرشح آخر دعما من سوريا وحزب الله، كما يوجد مرشح رابع على علاقة وثيقة بدولة خليجية يهمها فى المقام الأول نشر الفكر الذى تعتنقه، وتعتقد ان هذا المرشح هو الباب الملكى لانتشار هذا الفكر متجاهلة طبيعة الشعب المصرى الذى يميل «بطبعه» إلى الوسطية ويرفض الأفكارالمتطرفة.
ومن خلال مجلة أكتوبر أدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة- كما يقول الأشعل- إلى فتح ملفات التمويل الأجنبى لمرشحى الرئاسة، وأن يكشف عن الشيكات التى تأتى من الخارج بأسماء المرشحين، مع توضيح معدل الصرف، لأن تجاهل هذه القضية يعد عدواناً على حقوق المرشحين الآخرين الذين لا تربطهم علاقة بأى دولة خليجية أو عربية أو أجنبية، ولا معين لهم إلا الله، ووقوف أبناء الشعب المصرى بجانبهم.
ويشير د. عبد الله الأشعل إلى أن تحقيقات النيابة كشفت بعد حريق المجلس العلمى أن أحد الأسماء المرشحة أنفقت مبالغ طائلة على حركات وشخصيات محددة للضغط على المجلس العسكرى لتنفيذ مطالب بعينها، والبقاء فى الميدان لأطول فترة ممكنة.
* د. عبد الله.. خبر طريف أذاعته إحدى الجرائد العبرية مفاده أن يهود إسرائيل لهم حقوق وأصول فى السعودية على أساس أن أجدادهم كانوا يسكنون المدينة المنورة أيام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقد أجبروا على الرحيل بعد أن تركوا الجمل بما حمل.. فما تعليقك؟
** يضحك قائلا: هذا الكلام باطل أريد به باطل أيضا لأنه لا علاقة ليهود إسرائيل، أو حتى يهود بنى إسرائيل أيام نبى الله موسى بيهود اليوم او حتى يهود المدينة المنورة الذين طردوا شر طردة بعد خيانتهم ونقضهم العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن اليهود الذين كانوا يسكنون فلسطين بعد دمار المعبد الثالث، تم القضاء عليهم بمعرفة الملك بنوخذنصر.
وعلى كل- كما يقول الأشعل- إذا قبل الغرب هذا المنطق بأن يكون لليهود حق العودة إلى المدينة المنورة الذين لم يقيموا فيها إلاّ 150 عاما فقط فإن المسلمين لهم الحق أيضا فى العودة إلى بلاد الاندلس التى أقاموا فيها 8 قرون حتى ان حضارتهم التى سيطرت على أوروبا آنذاك مازالت قائمة حتى الآن وأن مساجد قرطبة، وأشبيلية تتحدث عن نفسها، وكأنها تقول: هذه الآثار تدل علينا، فانظروا بعدنا إلى الآثار.
* د. عبد الله ماذا تفعل مع إسرائيل إذا فزت بمنصب رئيس الجمهورية؟
** لابد من أن تكون المعاملة بالمثل مع التأكيد بأن زمن التبعية انتهى.. فالحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، ومصر دولة قوية وغنية، ولا تقبل ضغوطا من أحد، ولا تنتظر معونات أيضا، ولن تمثل أمريكا أو إسرائيل ورقة ضغط على مصر، فمصر صاحبة الحضارة والتاريخ هى أم الدنيا، والعيب فى الحكام الذين نهبوا البلاد والعباد.
ولابد من النظر فى معاهدة السلام وتعديل البنود المجحفة التى تهدد الأمن القومى المصرى، وحتى يعلم القاصى والدانى، فإن إسرائيل «مشروع» وطن بمعنى أنها وطن مؤقت لشعب مصيره الشتات ولذلك أدعو يهود إسرائيل إلى العودة إلى أوطانهم، وأدعو اليهود المصريين أن يعودوا إلى مصر التى احتضنتهم أطفالا، ونحن مسئولون عن تعويضهم، ومصر أحق باليهود، فمصر مهد الديانات الثلاثة.. احتضنت موسى وعيسى وأصحاب محمد عليهم السلام، أما إسرائيل فهى دولة عنصرية لا تقبل إلاّ اليهود.. ثم من الذى أعطى إسرائيل الحق أن تتكلم باسم اليهود؟!.. إن إسرائيل تريد فعل ما يحلو لها بدعم من أمريكا وأوروبا، ولكن للأسف يتم هذا بدعم الحكام العرب الذين استمدوا شرعيتهم من الغرب، ويأمل د. الأشعل أن تفرز ثورات الربيع العربى حكاما على قدر من المسئولية والأمانة، وأن تكون الأنظمة الجديدة أنظمة ديمقراطية مستمدة شريعتها من الشعب.
ويقول: إذا فزت بمنصب الرئيس سأقتدى بالفاروق عمر بن الخطاب الذى قال عنه رسول قيصر- وهو منصب يشبه السفير الآن- حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر.
* د. أشعل بصفتك مرشحا لرئاسة الجمهورية، وأستاذا للقانون الدولى والاقتصاد والعلوم السياسية ماهو المصير المتوقع للرئيس السورى؟
** الرئيس السورى أخطأ عندما واجه شعبه بالرصاص، وكان يجب عليه التنحى وترك الساحة للمؤسسات التشريعية لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة ولكنه استعان بالجيش لوأد الثورة، التى تحولت مع الوقت إلى ثورة مسلحة من المتوقع أن يتساقط فيها الآلاف والآلاف من القتلى والشهداء، وفى المقابل من الصعب أن يستمر الرئيس السورى فى الحكم بعد شلالات الدم التى تجرى على الأرض من عروق الشعب السورى.
* د. عبد الله بعيدا عن الشأن العام لماذا قدمت استقالتك من وزارة الخارجية؟
** لأنى عانيت الأمرين فى أروقة الوزارة خاصة من أساليب الواسطة والمحسوبية المتفشية فى شغل الوظائف واختيار أبناء الأكابر على حساب المتفوقين من أبناء الشعب بصرف النظر عن الكفاءة، وأؤكد لك أن 90% من العاملين بوزارة الخارجية وبالتحديد فى السلك الدبلوماسى يشتغلون بالواسطة والمحسوبية والأبواب الخلفية، ولأنى أحفظ القرآن الكريم.. وتربيت على المبادئ والقيم من مشايخ الكتاب وأسرتى فى الشرقية أرفض الطرق الملتوية وأعلم جيدا أن أقرب الطرق أسلكها.. وبالتالى كنت أعترض على هذه السلوكيات.
* من أفضل وزير عملت معه فى الخارجية؟
** لابد من الاعتراف أن الدبلوماسية المصرية قامت بتخريج كوادر سياسية عظيمة وعلى رأسهم المرحوم السفير والوزير محمد إبراهيم كامل، والسفير والوزير إسماعيل فهمى، والدكتور عصمت عبد المجيد، ود.بطرس غالى والذى يعد أستاذ الأجيال فى الدبلوماسية والعلاقات الدولية.
* وماذا عن عمرو موسى وأحمد ماهر؟
** عمرو موسى كان رجلا داهية نجح فى الاستفادة منى إلى أقصى درجة وكان يقبل النقد، ويعكف على دراسة الاقتراحات التى كنت أقدمها له مع أنه كان معروفا بالشللية واختيار شخصيات بعينها لإدارة الوزارة بصرف النظر عن المهنية أو الكفاءة.. أما أحمد ماهر فكان يتمنى خروجى من الخارجية بأى طريقة، ولذلك عندما قدمت له الاستقالة، طلب منى أن تكون بناء على رغبتى، ولكنى رفضت هذا الاقتراح وكتبت فيها ما أملاه علىّ ضميرى.
* وماذا جاء فى استقالة د. عبد الله الأشعل التى قدمها لوزير الخارجية الراحل أحمد ماهر؟!
** قلت له إننى استقيل يا سيادة الوزير احتجاجا على قمة الملهاة، ففى الوقت الذى تبحث فيه الأمم عن الكفاءات والعلماء وتبعد المنافق والفاسد والسطحى عن الصف الأول، يتم إعلان الحرب علىّ، وأن تكون تهمتى الرسمية هى الإفراط العلمى والأكاديمى.
فلا يعقل يا سيادة الوزير أن أكون متخرجا فى كليتى الاقتصاد والحقوق وحاصلا على ثلاث درجات للدكتوراة من جامعات عالمية، وعلى أعلى درجة علمية عالمية فى القانون ومتخصصا فى الدراسات الإفريقية والعربية والخليجية والدولية والقانونية والتحكيم والدبلوماسية والإسلامية وعضوا فى عشرات المجالس والمنتديات، ومع ذلك تجمد كل هذه الطاقات ولا يستخدم منها فى الوزارة شىء يذكر، ومع ذلك فقد قبل السيد أحمد ماهر وزير الخارجية الأسبق استقالتى بانشراح صدر، ويبدو أنه تنفس الصعداء بعد خروجى من مبنى الخارجية.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.