الصدام.. قادم لا محالة.. رغم تمنياتنا ألا يحدث.. رغم أن هذا ما يتوقعه الخبراء السياسيون والاستراتيجيون بين التيار الدينى والقوى الليبرالية والعلمانيين واليساريين وأيضاً مع من يديرون شئون البلاد.. يتوقع أن يكون الصدام فى الربيع القادم.. بعد أن تكتمل مراحل الانتخابات البرلمانية «الشعب والشورى».. ولأن الأيام حبلى بالأحداث ولأن نتائج الانتخابات البرلمانية قد أظهرت صعود وتفوق التيار الدينى «إخوان وسلفيين» ولأن بعض عناصر هذا التيار قد أصابها الغرور والخيلاء.. وشعروا بأن الوطن ملك أيديهم من خلال تصريحات وآراء غير مسئولة لا تراعى أن الوطن ملك لكل من يعيش على ترابه بمختلف ألوانه.. ومن مظاهر هذا الغرور والاستعلاء رفض الإخوان دخول المجلس الاستشارى الذى يعاون المجلس العسكرى فى شئون البلاد وهذا الاستعلاء والزهو والاستعجال قد تناسى الإخوان أنه سبب لهم كوارث على مدار التاريخ.. وهذا الاتهام شعر به الدكتور محمد بديع المرشد العام ودعا الأعضاء إلى عدم الاستعلاء والغرور.. أما القوى الليبرالية والعلمانية واليسارية التى تفتقد التواصل مع الشارع.. وتدعى أنها النخبة التى تقود عبر شاشات الفضائيات ووسائل الاعلام عليها أن تفيق من سباتها العميق.. ونهدى لها ما قاله الأخضر الإبراهيمى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وزير خارجية الجزائر الأسبق:(إن النخبة هى سبب كوارث الجزائر وهى التى تسببت فى مطلع التسعينيات فى صعود الإسلاميين فى الجزائر وتسببت فيما يشبه الحرب الأهلية التى سقط فيها اكثر من 200 ألف قتيل من الأبرياء.. لأن النخبة بعدت عن الشارع.. وتقرب إليه الآخرون).. واعترف الرجل كواحد من النخبة أننا عندما كنا فى جبهة التحرير تقود تحرير الجزائر من المستعمر كنا نجلس وسط الناس فى المقاهى والشوارع والأزقة وعندما وصلنا للحكم بعدنا عن الناس فبعدوا عنا.. وهذه رسالة للنخبة.. وإذا كان المشهد السياسى الآن مرعبا ومقلقا ومحيرا.. ومستقبل مصر ونظامها السياسى القادم على المحك وفى مهب الريح بفعل صراع الجميع.. لهذا نتساءل: أليس فينا رجل رشيد يدعو الجميع للحوار والتنازل بعيداً عن الحكومة ومن يديرون البلاد وبعيداً عن غرور مقاعد البرلمان.. ليجلس الجميع للوصول لتوافق يضعون فيه مصلحة الوطن ولننظر حولنا قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه؟!.. أنا متفائل أن هناك عقلاء وراشدين من كل القوى تريد بمصر خيراً.. يارب!!