يقول الإمام على كرم الله وجهه عندما مات الرسول: مات الذين أحبهم فعليك يا دنيا السلام فقد كنت رضيع وصالهم والطفل يؤلمه الفطام. الموت حق وكل نفس ذائقة الموت وكل من عليها فإن ولا يبقى إلا وجه ربك ذى الجلال والإكرام ويقول الشاعر: قالوا دهت مصر دهاءً فقلت لهم هل غُيِّض النيل أم زلزل الهرمُ قالوا أشد وأدهى فقلت ويحكم إذن مات أنيس منصور وانطوى العلمُ تعلمنا من الكاتب الصحفى الكبير المرحوم/مصطفى أمين أن العمالقة لن تموت وإن أنيس منصور هذا العملاق والكاتب والفيلسوف والأديب الكبير والصحفى الفذ سيظل يعيش فينا بعلمه وكتبه وأفكاره وحكمه وفلسفته وسيذكره التاريخ ما بقيت الحياة فكان أبونا العقاد يقول: لا تكفينى الحياة مرة واحدة، فقد كان أنيس منصور تلميذًا للعقاد وقديسًا فى محراب العلم فهو كالمعين لا ينضب وسنظل نغترف من علمه ما حيينا ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يموت ابن آدم وينقطع عمله فى الدينا إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية أو علم ينتفع به. وإن أنيس منصور لن يموت فإذا غاب عنا بجسده فهو حاضر بعلمه وكتبه وتراثه وفلسفته ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يسكنه فسيح جناته. أحمد النمر - كاتب ومحلل سياسى.