تسود حالة من الاستياء الشديد داخل الأندية الجماهيرية بعد توالى عقوبات لجنة المسابقات باتحاد الكرة عليها بسبب إشعال الجماهير للمشاريخ من المدرجات خلال مباريات الأسابيع الماضية من الدورى العام، وتنوعت العقوبات ما بين غرامات مالية فادحة تصل إلى 50 ألف جنيه للمشروخ الواحد وتصاعدت إلى إقامة مباريات خارج الأرض ثم كانت إقامة المباريات بدون جمهور وهو ما سيواجه الزمالك فى مباراته بعد القادمة مع اتحاد الشرطة والأهلى مع الداخلية ثم مع الإسماعيلى.. وهو ما قد يهدد باستمرار المسابقة وحدوث مالا تحمد عقباه خاصة فى ظل تهديدات جماهير قطبى الكرة باقتحام الاستاد الذى ستقام عليه المباراتان فى حالة منعهما من الدخول. المسألة أصبحت لا تبشر بالخير خاصة فى ظل ضجر مسئولى الأندية من حرمانهم من مصدر مهم من مصادر تمويل النادى وهى الحضور الجماهيرى للملاعب وما يزيد الأمر صعوبة هو فرض غرامات مالية فى نفس الوقت فالنادى يدفع ولا يتحصل فى المقابل على شىء. فى البداية يؤكد عامر حسين رئيس لجنة المسابقات أن هذه العقوبات هى الضامن لتراجع الجماهير عن عنادهم، مشددا على أن اتحاد الكرة يحمّل المسئولية إذا ما قرر إلغاء العقوبات المضادة لإشعال الشماريخ فى المدرجات. وأضاف أنه فى حال إلغاء العقوبات والتى هى إما الغرامة المالية ثم تتصاعد لنقل مباراة خارج الأرض ثم العقوبة الأكبر باللعب بدون جماهير، ففى حال الإلغاء وقتها لن نستطيع السيطرة على الجماهير فى ظل الظروف الراهنة، بجانب أنه قد تتطور الأمور ويحدث مالا تحمد عقباه بين جماهير الأندية. وفى النهاية طالب إدارات الأندية خاصة الجماهيرية القيام بواجباتها فى حث جماهيرها على التشجيع المثالى وعدم إثارة المشاكل حتى لا تتعرض الأندية للعقوبات المتكررة لأن النادى فى النهاية هو الخاسر ماديا وجماهيريا، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة حرجة ولا تحتمل أى توتر أو انفلات جديد. فى حين أكد جلال إبراهيم رئيس نادى الزمالك أنه حزين وغير راض عن العقوبات المتتالية التى تصيب ناديه، بل إنه عبر عن غضبه من القرارات التى تخرج من اتحاد الكرة بنقل مباريات الفريق خارج أرضه وخوضه مباريات أخرى على أرضه ولكن بدون جمهور بخلاف الخصومات والعقوبات المالية. وشدد على أن إدارة أى ناد لا تملك السيطرة على جماهيرها، وإن كان - من وجهة نظره - إشعال الشماريخ لا يعد مخالفة بل هو تعبير عن السعادة وهى ليست مقصورة على الملاعب المصرية فقط فإشعال الشماريخ منتشر فى الملاعب العالمية. وأوضح أن اتحاد الكرة يتحامل على الأندية الجماهيرية بحرمانها من تواجد جماهيرها فى المدرجات لسببين: الأول وهو ما يتعلق بحرمان اللاعبين من المساندة والتشجيع وهو ما يؤثر على مسيرة الفريق، والثانى يتعلق بحرمان النادى نفسه من مورد مهم من الموارد التى يعتمد عليها فى ضخ الأموال لخزانته والصرف على أنشطته بخلاف الأعباء المالية التى يتكبدها النادى فى نقبل المباريات خارج القاهرة من تكاليف سفر وغيرها. واختتم جلال إبراهيم أن قرارات لجنة المسابقات والعقوبات التى توقعها على الأندية لا تقدم أى حلول، فالمسألة دخلت فى إطار العناد بين الجماهير والاتحاد وهو ما يهدد بأن تقام المباريات القادمة لكل ناد بدون جمهور. وطالب رئيس الزمالك جميع الأندية المصرية بالتصدى لعشوائية اتحاد الكرة فى قراراته بعد وضع الأمن فى مواجهة مع الأندية، كما طالب الجماهير بالتوقف عن إشعال الشماريخ لتفويت الفرصة على اتحاد الكرة مع ضرورة قيام لجنة المسابقات بقصر العقوبات فى حالة رمى الشماريخ فى أرض الملعب فقط. وسانده عدلى القيعى مدير لجنة التعاقدات والاستثمار بالنادى الأهلى، حيث قال إنه لو تحققت النتائج المرجوة من هذه العقوبات فأهلا وسهلا بها، ولكن لم يبق من الوسائل المنطقية لحل هذه المشكلة سوى فتح حوار مع شباب الألتراس ووضعهم أمامهم مسئوليتهم، أما العقوبات فمن الواضح أنها لم تأت بنتيجة والأمور تتصاعد ويبدو أن اتحاد الكرة سعيد بالغرامات المالية الكبيرة التى تدفعها الأندية. وقال إن الأندية ستدخل مرحلة الخراب والانهيار سواء من افتقادها لجماهيرها التى يمثل حضورها للملاعب جزءا مهما من الموارد المالية، أو لمعاناتها مع الاتحاد فى أزمة رعاية المؤتمرات.