هذا حوار نادر جدا بين عملاق الصحافة والأدب، وقيثارة الطرب شادية، يكشف عن مدى ثقافة وذكاء وبساطة وخفة ظل، اثنين من نجوم الزمن الجميل..وإلى نص الحوار.. شادية: بداية أحب ان اتساءل هل انت صحفى ام اديب؟ أنيس: وانا ايضا عايز اسألك انت مطربة ولا ممثلة شادية: انا اللى بسألك ؟ أنيس: اديب مشتغل بالصحافة وانتى؟ شادية تضحك كثيرا وتقول: ممثلة اشتغل بالغناء. شادية: سمعت انك لم تذهب الى السينما الا عندما تخرجت من الجامعة هل هذا صحيح؟ أنيس: فعلا، كانت اول مرة اذهب فيها الى السينما فى عام?1947 شادية: ماهو اول فيلم شاهدته؟ وما هو شعورك وانت فى ذلك العمر واول مرة تدخل سينما؟ أنيس: انا كنت فى المنصورة وكنت تلميذا مجتهدا وكان كل تفكيرى عن التلميذ هو ذلك الطفل الذى يذهب الى المدرسة ومن المدرسة للبيت وفى وقت فراغه يقرأ ويستذكر دروسه ولابد ان يكون الاول على المدرسة ، ولم يكن هناك من يخبرنى انه من الممكن ان يلعب كرة او يتفسح.. شادية : معنى ذلك انك لم تقم باللعب وانت صغير؟ أنيس: ابدا، فقد كنت مثل من يؤدى واجبه او عمله فقط ، ولما ذهبت الجامعة كنت ايضا مشغولا بأن اتفوق واكون الاول، وبعد تخرجى عام 1947، قررت ان اذهب للسينما وكان شعورى وقتها مثل الشخص الذى يرتكب جريمة، ودخلت فيلم اسمه «غراميات كارمن» وحدث لى انبهار غير عادى ودخلته ثلاث مرات كل يوم ادخل لاشاهده، وكتبت عنه كثيرا، لاننى كنت مبسوطا منه جدا ومازلت مبسوطا حتى الان، فهذا الفيلم كان بمثابة «الحب الاول» بالنسبة لى.. شادية: انت كانت لك أفعال غريبة للغاية من ضمن هذه الافعال انك كنت قبل الجامعة تغنى فى افراح اصدقائك فهل هذا صحيح؟ أنيس يضحك كثيرا ويقول: بالفعل فقد احييت فرحين على السطوح، واخذت مقابلا ذهيدا وقتها للغاية لا?يتناسب مع جمال صوتى! شادية: كنت تغنى بمفردك ام معك فرقة تعزف لك؟ أنيس: لا.. كان معى صديق لى وهو مستشار حاليا. شادية: مستشار؟!! أنيس: نعم.. كان يعزف على العود!! شادية: ماذا كنت تغنى؟ أنيس: اغانى عبد الوهاب مثل «ياوبور قولى» و«انت وعزولى زمان» شادية: اعلم انك تعشق عبد?الوهاب.. ماذا كان شعورك عندما شاهدته اول مرة؟ أنيس: اول مرة كنت مع مأمون الشناوى فقد كانت هناك فتاة ريفية ترغب فى الغناء فذهبنا معا لعبد?الوهاب ، عندما ذهبت له رأيت عبد الحليم حافظ يمسك عودا ويغنى «ياعاشق الروح» وكان وقتها «عبد الحليم» غير معروف، وعبد الوهاب كان امامه يقول «ياسلام»، وبعدها دخلت الفتاة الريفية وغنت نفس الاغنية «عاشق الروح» وكان صوتها جميلا جدا ، وللعلم سبب ذهابى لعبد الوهاب هو اننى كتبت عنه مقاله هاجمته فيها.. شادية: ياااه.. على الرغم من عشقك له هاجمته!! أنيس: نعم كالشخص الذى يهاجم نفسه!!، فمأمون قال لى انا هاعرفك على عبد الوهاب فقلت له ياريت فانا اتمنى اشوفه، وبعد ما جلست معه وانبهرت به وبشخصيته لم يمر اسبوعا حتى كتبت مقال اخر اطلب الغفران من عبد الوهاب لكتابتى المقال الاول الذى هاجمته فيها.. شادية: لماذا لم تستمر فى الغناء؟ أنيس: هاحكيلك موقف، مرة كان هناك فرح وتخيلت انى معزوما به ودخلت انا وصديقى وبدأت اغنى ووقتها كانت المعازيم مشغولة بالاكل ولم يلتفت احدا لنا، وفوجئت بالمعازيم يحدفونا ويضربونا وطلعنا نجرى انا وصديقى هذا، وبعدها قررت ان اترك الغناء.. شادية: سافرت لليابان؟ أنيس: نعم عام 1959 شادية: كنت تبعث مقالاتك من هناك وكانت فى منتهى الروعة، لانك وصفت كل بلد زرتها وصفا دقيقا، لدرجة اننى عندما ذهبت انا لليابان لم اشعر انها بلد غريبة نتيجة لوصفك الصادق لها، قرأت لك مؤخرا وصفا للزواج انه كالأكل المسلوق ليس به ملح او فلفل وليس له طعم، فهل هذا وصفا صادقا؟ أنيس: لا.. لم اقل كذلك.. انا قلت ان الزواج كالأكل الصحى.. صحى ولا?طعم له. شادية: قلت انك عندما تكون بمفردك تغنى ماهى اخر اغنية غنتها؟ أنيس: اغنية فايزة احمد «غلطة واحدة» شادية: اكيد صادفك مواقف اثناء سفرك وتجوالك حول العالم احكى لنا موقف ما تتذكره جيدا؟ أنيس: اتذكر موقف يهمك شخصيا، فى «جاكرتا» عاصمة اندونيسيا كان هناك امتحانا للطلبة الاندونسيين الذين يلتحقون بالأزهر، ولجنة الامتحان كانت مكونة من الملحق الثقافى ومنى ومن السفير، وكان الملحق القافى يسأل الطلبة مثلا هل تحفظ شيئا من القرآن فيتلو الطالب بعض الآيات ، والطالب الاخر هل تحفظ شيئا من الاحاديث فيجيب الطالب، حتى صادفنا طالب تم سؤاله هل تحفظ شيئا من التواشيح فقال نعم ثم بدأ يغنى «خمسة فى سته بتلاتين يوم.. اغنيتك». شادية: والطالب نجح؟! أنيس: نجح لانهم اعتقدوا انه يغنى تواشيح!!