يترحم تلاميذ المدارس وأولياء الأمور الآن على زمن الأستاذ حمام الذى علم أجيال الأربعينات والخمسينات معنى التربية والتعليم، أما أحفاد الأستاذ حمام.. والمقصود طبعا معلمو اليوم - فقد شغلوا أنفسهم بالحديث فى الفضائيات، وتنظيم المليونيات والاعتصامات، ونسوا أو تناسوا أصول التربية والتعليم والواجب المقدس والرسالة السامية التى اختص بها الله العلماء والأنبياء. ومع هذا فقد أكد د. أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعلم بأنه سيتم الانتهاء من إعداد مشروع قانون الكادر الجديد بالتعاون مع وزارة المالية قبل نهاية العام الدراسى الحالى. وأضاف الوزير أيضا بأنه سيتم عرض مشروع القانون على المعلمين بعد الانتهاء منه لإبداء آرائهم قبل عرضه على الحكومة الحالية. وأضاف أن الوزارة بصدد وضع جدول زمنى يمكن من خلاله تنفيذ مطلب المعلمين إلى جانب قيام الوزارة بدراسة وعرض باقى المطالب التى نادى بها المعلمون وعلى رأسها إعادة تكليف خريجى كليات التربية من أجل ضمان الحقوق التعليمية المقدمة للطلاب إضافة إلى وضع حد أدنى للأجور حديثى التعيين 1200 جنيه، وأكد ممثلو روابط التعليم أن الوزير وعد أيضا بصرف حافز إضافى مع استبعد مكافأة الامتحان بالكامل من حافز الجودة بالإضافة إلى صرف حافز الإثابة بأثر رجعى فضلا عن تثبيت 130 ألف معلم مساعد و62 ألف متعاقد بالحصة وتثبيت 30 ألفا آخرين خلال الفترة القادمة. ومع كل هذه الإجراءات يطالب ياسر جابر المتحدث الرسمى لنقابة المعلمين المستقلة بالاسكندرية بإقالة وزير التربية والتعليم ومساعديه ووضع حد أدنى للأجور موضحا أن النقابة المستقلة تنوى تنظيم مليونية بالتعاون مع حركة شباب المعلمين من خلال تنظيم اعتصام مفتوح حتى تتحقق المطالب. وفى ذات السياق تشهد الجامعات المصرية هذا الأسبوع حالة من الغضب لعدم الاستجابة لمطالب أعضاء هيئة التدريس وعلى رأسها إقالة جميع القيادات الجامعية وإجراء انتخابات نزيهة. كما هددت حركات استقلال الجامعة بالتصعيد إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم وحذروا من مماطلة مجلس الوزراء ود. معتز خورشيد وزير التعليم العالى، منتقدين عدم اتخاذهم قرار حاسم لتهدئة الأوضاع. ومن جانبه قال د. خالد سمير المتحدث الرسمى باسم حركة استقلال جامعة عين شمس إن الأساتذة لن يتراجعوا عن تنظيم إضراب بالجامعات حتى تنفيذ المطالب وهى إقالة جميع القيادات. وأوضح أن الأساتذة لن يقبلوا أن تحدث انتخابات كاملة بجامعة القاهرة بينما لم تحدث مثل هذه الانتخابات بجامعة عين شمس. بينما قال د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة السابق: أن مطالب أعضاء هيئة التدريس واضحة وهى إقالة كل القيادات التى جاءت بترشيحات من الحزب الوطنى وبمباركة جهاز مباحث أمن الدولة المنحل، لذا كان ومازال الغضب شديدا داخل الجامعات. ومشكلة وزارة التعليم العالى كما يقول د.حامد أن سياستها تسير بطريق الخطوة خطوة حسب الضغوط والإضرابات وأضاف: أريد فقط أن يكون مرتب المدرس مثل زميله بقطاع غزة المحاصر الذى يصل إلى 750 دولارا فى الشهر. وقال د. شريف سالم أحد منسقى اضراب الأساتذة بالجامعات أنه جار إعداد البوسترات الخاصة بالمظاهرات لتعليقها بالجامعات وسيبدأ الاضراب من الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا وإذا لم يتم الاستجابة لمطلب الاساتذة فى الأسبوع الثانى فإن الأساتذة سيبدأون فى اتخاذ خطوات تصعيدية بالاضراب لتكون وقفات يومية ومستمرة أمام إدارات الكليات والجامعات. من جانبه قال الدكتور محمد سكران الأستاذ بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة إنه ينبغى على القيادات الجامعية ضرب المثل فى إنكار الذات وعليهم أن يتقدموا باستقالاتهم فورا لأنهم فى النهاية أساتذة جامعة وهذه المناصب لا تقدم ولا تؤخر. وأضاف سكران أن هناك بوادر إيجابية تمت خلال انتخابات القيادات الجامعية منها الإقبال الشديد على اللجان الانتخابية فضلا عن انتقاء الشخصيات المرشحة لشغل المناصب على أساس البرامج المميزة التى تقدموا بها وهذا لا ينفى وجود بعض المظاهر السلبية مثل الشللية لكن يجب ألا ننسى أن هذه التجربة هى الأولى من نوعها، لذلك فإن كل الجامعات تريد أن يكون بها انتخابات على مستوى كل القيادات وليس بعض الكليات أو الجامعات، ومما لاشك فيه أن الإضراب الذى يقوم به أعضاء هيئة التدريس سيؤثر على العملية التعليمية وحتى لو كانت المطالب مشروعة لا ينبغى أن يقوم أعضاء هيئة التدريس بعمل إضراب يؤدى إلى تعطيل الدراسة بالإضافة إلى أن الطالب سيتخذمن هذه الاضرابات ذريعة للاستهتار.