بين 19،16 أكتوبر المقبل يختار الحزب إلاشتراكى الفرنسى مرشحه فى معركة الرئاسة. أبرز الوجوه الاشتراكية التى تخوض السباق مارتين أوبرى زعيمة الحزب الحالية وابنة جاك ديلور رئيس المفوضية الأوروبية السابق. من هى أوبرى وبماذا تختلف عن سيجولان رويال التى خسرت الرهان فى الدورة السابقة؟ أوبرى كانت سابقاً تتولى حقيبة وزارة العمل، وهى التى كانت مهندسة ما يسمى بنظام ال35 ساعة عمل فى الأسبوع وفى الكلمة التى ألقتها فى معقلها الانتخابى مدينة «ليل» قبل أسبوعين ركزت على حلمها القديم فى تحويل فرنسا إلى مجتمع أكثر مساواة بعيداً عن الاستقطاب، كما هو الحال، على حد قولها، فى عهد ساركوزى. وحاولت الظهور على أنها الأكثر تصميما على قيادة الأمة الفرنسية، وذلك رداً على منتقديها بأنها تفتقر إلى الحرارة والحماسة. يذكر أن أوبرى دخلت سباق الرئاسة الفرنسية بعد الخروج الدراماتيكى المثير للزعيم الاشتراكى السابق دومينيك ستراوس - الذى يواجه اتهامات بالاغتصاب والتحرش الجنسى فى الولاياتالمتحدة. وفى مواجهة أوبرى هناك شخص آخر متمرس فى السياسة هو فرانسوا هولاند - الأمين العام السابق للحزب الاشتراكى، وأحد أبرز المرشحين بعد غياب ستراوس - كما أن هناك سيجولان رويال التى هزمها ساركوزى فى انتخابات 2007، والمرشحين أرنومونتبورج ومانويل فالس. وسط هذا التزاحم القوى داخل الحزب الاشتراكى الفرنسى، ماهى خطوط مارتين أوبرى فى خوض المعركة الرئاسية؟ المقربون منها يقولون إنها «بلدوزر» تتحرك ولاتتوقف حتى تحقق أهدافها. ولذلك دخلت بقوة السباق الرئاسى إلى درجة بدت معها وكأنها تجاهلت المرشحين الآخرين من أهل اليسار. وتوجهت مباشرة بالخطاب إلى زعيم اليمين. وتكشف استطلاعات الرأى الأخيرة عن أن اليسار الفرنسى هو المفضل فى هذه المرحلة، والمرشح للفوز فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، المقرر اجراؤها فى ربيع عام 2012. وتأتى محاولة أوبرى كإشارة إلى بدء الاشتراكية لأول سباق لهم على الطريقة الأمريكية لاختيار مرشحيهم للانتخابات الرئاسية. وقد اختارت أوبرى مدينة ليل كى تبدأ فيها حملتها الانتخابية، إذا أنها تشغل منصب رئيس بلديتها، كما أنها تقدم نفسها فى صورة المرشحة القريبة من الناس. وقد أطلقت موضوعاً محلياً وأبدت من خلاله ملاحظات ساخرة على ساركوزى بسبب انصرافه عن الثقافة والمثقفين، خلال حملة انتخابات الرئاسة السابقة. وفى ضوء عشقها للموسيقى الكلاسيكية، وخبرتها فى الشئون الثقافية، ستعتمد أوبرى على دعم وتأييد الشخصيات الكبيرة فى عالم السينما والفنون. وقد تم تصميم المنصة التى ألقت من فوقها خطابها بخلفية زرقاء شبيهة بتلك التى يستخدمها ساركوزى مملوءة بأعلام فرنسا وأوروبا، والشعارات الخاصة بالحزب الاشتراكى وصور مشاهيره، الأمر الذى تريد من خلاله تأكيد أنها غير مقيدة بما يفرضه عليها الحزب الاشتراكى وقد حملت بشدة على أسلوب ساركوزى المندفع وسياسته المثيرة للخلافات والجدل بين العاملين والعاطلين من العمل وبين الفرنسيين والأجانب وفى خطاب ألقته مؤخرا فى باريس قالت أوبرى: إن الجمهورية وديمقراطيتنا منهكتان، بسبب ثلاث سنوات من الساركوزية، وزعمت أن حزبها سوف «يرمم ما تضرر فى فرنسا». إذا فازت بالانتخابات فى عام 2012 وأضافت: أن الميثاق الاجتماعى منتهك والميثاق الجمهورى منهك.. وكل ذلك حصيلة رئاسة ساركوزى.