تعيش فى احدى القرى النائية البعيدة عن المدينة.. قرية تنتمى لإحدى محافظات الشمال القريبة من البحر.. تبلغ من العمر الثانية والأربعين.. عاشت حياة بائسة منذ فتحت عينيها على الدنيا.. واكتمل البؤس والشقاء بزواجها.. نعم الزوج كان من إحدى القرى المجاورة وتعيش اسرته مثل اسرتها حياة فقيرة الا انها وافقت على الارتباط به لعله المخرج من حياة البؤس.. ولكن زاد على البؤس النكد والتعاسة.. بالرغم من انها عندما دخلت عش الزوجية وكانت تتمنى أن تعيش سعيدة مسرورة مع الزوج. ولكن سرعان ما تأكدت انها لن تشعر بالسعادة فالزوج يسىء معاملتها منذ الاسبوع الأول من ارتباطها به.. أيام وشهور كانت تظن انه سوف ينصلح حاله ويعاملها معاملة حسنة اعتمادا على انها سوف تنجب له أولاده والاطفال سوف يربطون بينها وبين زوجها ولكنه حلم جميل سرعان ما استيقظت منه مبكرا.. زادت المعاملة السيئة وظلت هكذا سنوات.. كانت تتحمل الاهانة بل والضرب من أجل الاطفال كانت تعمل كالجارية فى المنزل وبالرغم من ذلك تدعو الله ان يهدى الزوج ويراعى الله فيها ولكن هيهات.. ازداد قسوة ومعاملة سيئة لها عندما بدأت تشعر بالتعب والوهن وتكل من طلبات المنزل والاولاد والزوج وأصبحت غير قادرة على الوقوف على قدميها.. دقات قلبها سريعة.. تقوم من النوم فى عز الليل وهى تمسك برقبتها وتشعر انها تكاد تختنق.. حاولت اخبار الزوج بالأمر إلا أنه صم أذنيه عن كلامها وكأنه لم يسمع شيئا.. زادت معاناتها.. نصحها المحيطون بها بالذهاب إلى الوحدة الصحية لاستشارة الطبيب.. الذى صرف لها بعض الأدوية ولكن الحالة ظلت كما هى بل بدأت تزداد سوءا.. عادت اليه مرة اخرى وهذه المرة طلب منها ان تذهب إلى المستشفى العام بالمدينة حتى يتم اجراء تحاليل وأشعة.. عادت إلى البيت باكية متأثرة فقد أدخل الطبيب الرعب والفزع فى قلبها عندما طلب منها الذهاب إلى المستشفى.. لم تجد من يربت على كتفها ليزيل هذا الرعب إلا ابنتها الصغيرة وابنها الطفل.. لم يكترث الزوج أو حتى سألها عما فعلت عند الطبيب.. سلمت أمرها إلى الله فإنه لن يتغير ابدا وبالفعل انتقلت إلى المدينة بعد ان استدانت من جارتها اجرة الانتقال فقد رفض الزوج دفع أى مبلغ بحجة انه لا يملك شيئا وكيف له أن يسد أفواه الاطفال وكذلك يدفع لها اجرة الانتقال وقيمة العلاج.. اصطحبت ابنتها معها وذهبت إلى المستشفى وفحصها الاطباء وأجروا لها تحاليل واشعة ثم حولها الطبيب إلى المعهد القومى للأورام.. وهنا بدأت الصورة تتضح.. وأكد الاطباء انه مجرد اجراء للاطمئنان.. وبالفعل جاءت إلى القاهرة وتم إجراء فحوصات وتحاليل واشعة وكانت النهاية انها فى حاجة سريعة لإجراء جراحة لاستئصال الغدة الدرقية فهى مصابة بورم سرطانى بها ودخلت حجرة العمليات.. وخرجت منها تبحث عن الزوج الذى ظنت ان مرضها سوف يجعل قلبه يحن عليها ويتعاطف معها ومع مرضها ويقف بجوارها وجوار أولاده ولكنها لم تجده.. سألت عنه وبحثت عن الاجابة فى عيون من حولها ولكنه ظل سؤال دون جواب.. حاولت ان تلتمس الاعذار له ربما عندما تعود إلى البيت تجده بجوارها.. ظلت بالمعهد اكثر من شهرين لتلقى العلاج الاشعاعى والكيماوى.. وعادت اخيرا إلى بيتها وأولادها.. ولكنها لم تجد زوجها خرج بدون رجعة.. هجرها ولا يعلم أحد عنه أى شىء ثلاث سنوات بالتمام والكمال وهى تعيش وحيدة مع أولادها ومرضها الذى تضطر معه ان تأتى إلى القاهرة للمتابعة وتلقى العلاج وتعيش على المساعدات.. تبكى من القهر وقلة الحيلة وتطلب من يقف بجوارها ويساعدها من يرغب فليتصل بصفحة مواقف انسانية.