ساءتنى الحملة الضارية على المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى واتهامه بالتباطؤ فى تنفيذ طلبات الثوار فى سرعة محاكمة رموز الفساد من العهد البائد واستمرار بعض الوزراء من عصر مبارك. وإنصافا للحقيقة والتاريخ فإن المشير طنطاوى يكفيه فخرا وشرفا أنه اختار الوقوف إلى جانب ثوار مصر والحرص على دماء شباب مصر وحقن دمائهم. إن الامانة والموضوعية تقتضى أن نكون عادلين ومنصفين فى التعامل مع هذا الرجل. وفى هذا الاطار لا ننسى أنه أمر بعمل استفتاء على التعديلات الدستورية ثم إصدار الإعلان الدستورى واستبعاد المواد الشائنة من الدستور المتعلقة بالتوريث والمدد المفتوحة لتولى منصب رئيس الجمهورية كما استجاب المشير طنطاوى لطلبات الشباب الثوار الذين اختاروا الدكتور عصام شرف رئيسا للحكومة بعد أن حمله الثوار على أعناقهم فى ميدان التحرير رغم الشعبية والمصداقية لنجاحات الفريق أحمد شفيق فى وزارة الطيران المدنى وحكمته وصرامته كرجل عسكرى من الطراز الاول مع قناعة الغالبية العظمى من الشعب المصرى بقرارات الفريق شفيق بدليل حصوله على أعلى الاصوات فى استطلاع المرشحين لرئاسة الجمهورية الذى تم مؤخرا. لكن المشير طنطاوى انحاز فى النهاية لطلبات الثوار الشباب كما أن الابقاء على بعض الوزراء من العهد السابق من اصحاب التخصصات الفنية والاستراتيجية مثل الكهرباء والرى.. لضرورة الاستقرار فى هذه المرافق الحيوية. ولا ننكر أن هناك بعض الاخطاء والتباطؤ فى محاكمة قتلة الشهداء و الفاسدين ولكنه عيب مزمن فى النظام القضائى منذ عهود طويلة وليس مسئولا عنها المجلس العسكرى. لقد اختار المشير طنطاوى العقل والحكمة ومصلحة مصر ولم ينحرف ويندفع مثل القادة العسكريين فى ليبيا وسوريا واليمن فى قتل الثوار من الشباب والرجال والثائرات وحتى الأطفال الرضع. إنه من الظلم البيّن أن نحمّل المجلس العسكرى فوق طاقته واحتماله لأن كل أمر له حدود نقف عندها. وعلى الشباب الثوار أن يفهموا إن أعضاء المجلس العسكرى لا يستحقون ما يلاقونه من ملامة وعتاب وأحيانا بعض التطاول من غير العقلاء والراشدين ومن الواجب علينا أن نشكرهم على عطائهم ووطنيتهم وحرصهم على دماء المصريين. إنها كلمة حق مجردة ليس من ورائها إلا ابتغاء وجه الله ومصلحة مصر وأمانة الكلمة.