أطلقت محكمة القضاء الإدارى الرصاصة الأخيرة فى نعش النظام السابق بعد أن أصدرت حكمها التاريخى بحل المجالس المحلية التى يسيطر عليها فلول النظام السابق.. ومن منطلق «حلاوة الروح» نظم أعضاء تلك المجالس ثورة البلطجية يوم الثلاثاء «الأسود» بهدف الانقلاب على الثورة والهروب من مصيرهم المشئوم لكن كالعادة انكشف مخططهم وانقلب السحر على الساحر، وعلم الجميع أن فلول النظام أرادوا التخفى فى عباءة أسر الشهداء وخططوا للوقيعة بين الشعب والشرطة والعودة للانفلات الأمنى الذى صاحب الأيام الأولى للثورة مستغلين احتفالات مسرح البالون بأسر الشهداء لتكون بداية انطلاق تنفيذ المخطط الخبيث. أكتوبر تواجدت فى الميدان وتحدثت مع بعض الشباب ورصدت من خلال بعض مصادرها تفاصيل المؤامرة. البداية كانت اتصالات سرية بين أعضاء المجالس المحلية للحزب الوطنى السابق وبعض البلطجية بعد صدور قرار حل المجالس المحلية وتم عقد اجتماع بينهم فى فيلا كبيرة بالحى المميز بمدينة أكتوبر، طالبوا فيه بتجميع البلطجية والتوجه إلى ميدان التحرير لنصب الخيام والاعتصام بحجة أنهم يدافعون عن حقوق شهداء الثورة ثم يقومون باستفزاز رجال الشرطة للدخول فى اشتباكات معهم واحراجهم أمام الرأى العام وترويج شائعات بأن الأمن يعتدى على المتظاهرين مما يعيد البلاد لحالة الانفلات الأمنى الذى صاحب الأيام الأولى للثورة. على أن يقوم البلطجية بمهاجمة هذا الاحتفال والاشتباك مع رجال الشرطة لتبدو الصورة أن الأمن يعتدى على أسر الشهداء وبعد انتهاء أحداث البالون بدأ الشباب يتجمع بميدان التحرير حوالى الساعة العاشرة والنصف مساءً ولكن الغريب أن معظم هؤلاء الشباب ليسوا شباب الثورة بل تظهر عليهم ملامح الإجرام والبلطجة ولم نشهدهم من قبل بميدان التحرير كما أن بعضاً منهم أتى إلى التحرير بالدراجات البخارية وهم يحملون حقائب سوداء بها حجارة وزجاجات وجلسوا وسط الميدان للاتفاق على سيناريو الاشتباك، واللافت للنظر، بأنهم كانوا يتلقون اتصالات هاتفية مستمرة من قبل أشخاص مجهولين يقومون بتوجيههم بأوامر حسب متطلبات الخطة التى يدبرونها. بدأت عملية الاشتباك فى الميدان بهتافات معادية للحكومة والقضاء والشرطة استمرت حوالى نصف ساعة ثم حضرت قوة من الشرطة لتأمين الميدان وحاولوا التحدث مع هؤلاء الشباب بشكل مباشر، وتهدئتهم والوصول إلى حل يرضيهم إلا أنهم فشلوا فى ذلك وتطور الأمر من جانب البلطجية وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة وإلقاء زجاجات المولوتوف على المحال التجارية والسيارات الموجودة بالميدان واشعال النيران فيها. وعندما فطن وزير الداخلية لهذا المخطط اعطى الأوامر بالانسحاب حتى لا تحدث معركة أخرى بين الشرطة وهؤلاء البلطجية ووقوع خسائر فى الأرواح واحراج رجال الشرطة أمام الرأى العام. الغريب فى الأمر أن معظم هؤلاء الشباب الذين تجمعوا بالتحرير أتوا من المناطق الشعبية ومعهم وجبات غذائية وعصير من نوع محدد داخل حقائبهم مما يؤكد وجود مخطط لهذه الموقعة الجديدة. من جانبه قال مصدر أمنى: هؤلاء الشباب لا ينتمون لشباب الثورة فنحن جميعاً نعرف سلوك شباب الثورة أثناء التظاهر والتحدث مع الآخرين ويؤكد أن هؤلاء الأشخاص مأجورون بهدف إحداث الوقيعة بين رجال الشرطة والشعب مرة أخرى وأتوا بشكل منظم إلى الميدان بعضهم يستقل دراجات بخارية ومعه حقائب محملة بأسلحة بيضاء لمهاجمة الأمن بحجة أنهم يدافعون عن أسر شهداء الثورة وهذا ليس صحيحا. بل أتوا لإثارة البلطجة والفتنة وقيل إنه تم الاتفاق مع مافيا البلطجية لتجميعهم بميدان التحرير، ويتجه بعضهم إلى مبنى وزارة الداخلية للاشتباك مع رجال الأمن واشغالهم بهذه الموقعة الجديدة وتذهب مجموعة أخرى مسلحة على أعلى مستوى إلى سجن المزرعة لتهريب كبار الدولة المحبوسين خارج مصر عن طريق شرم الشيخ إلى إحدى الدول العربية. ثورة مضادة كما أكد حسام عمار المتحدث الرسمى باسم ائتلاف شباب الثورة أن هناك ثورة مضادة تريد افشال الثورة المباركة التى قادها الشباب الواعى، فرموز النظام السابق لم ولن يتركوا أماكنهم بسهولة، فهم يحاربون الشعب بكل قوة لإنقاذ أنفسهم من السجن المنتظر ونحن التقينا وزير الداخلية وأكدنا له أننا لم ندع للتظاهر فى ميدان التحرير وهؤلاء الشباب لا يمثلون شباب الثورة فأشكالهم غريبة علينا، وأغلب الظن أنهم بلطجية مأجورون من المناطق العشوائية تجمعوا بعد قرار حل المجالس المحلية لعمل وقيعة بين شباب الثورة والشرطة وهذا أمر محال لأن التعامل مع رجال الشرطة اختلف بعد الثورة فهم الآن يحافظون على أمن مصر وعلينا جميعاً من فتن النظام السابق. وهناك مذكرة تفصيلية أرسلناها إلى المسئولين تكشف مخططات الثورة المضادة التى يجرى تنفيذها من ميدان مصطفى محمود بمعرفة أتباع وأعوان النظام السابق. وطالب شباب الثورة رئيس الحكومة الذى استمد شرعيته من ميدان التحرير بأن يتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الثورة من بقايا النظام وأعوانهم من البلطجية الذين قتلوا ثلاثة من شباب ائتلاف الثورة بالمنصورة منذ أيام وأكد عمار أن ميدان التحرير سيبقى نابضاً بالحياة وهذه رسالة إلى أذناب النظام الفاسد الذين يشكلون الثورة المضادة بميدان مصطفى محمود بدعوة ظاهرها مصالح الشعب وباطنها قتل أهداف الثورة المجيدة ولكن نحن جميعاً مستعدون وميدان التحرير وجميع الميادين مستعدة للحفاظ على ثورتهم من مؤامرات الثورة المضادة كما أن جميع طوائف الشعب مستعدة لتحمل المعاناة لأن هناك ثمنا يجب أن ندفعه لحصد ثمار الثورة. وتساءل جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية عن سبب التباطؤ فىمحاكمات المتورطين فى قتل شهداء الثورة حتى الآن مضيفاً: نحن لا نضغط على القضاء ولكن محاكمات الثورة لابد وأن تختلف عن المحاكمات العادية فنحن نتحدث عن 800 شهيد وإصابة 5 آلاف مصاب بعاهات مستديمة وطالب بإنشاء محاكم طارئة لسرعة المحاكمات إرضاء للشعب حتى يشعر أهالى شهداء الثورة باستعادة حقوقهم وأنه تم القصاص من قتلة أبنائهم فنحن الذين نعطى الفرصة لفللول النظام السابق أن ينهشوا فى جسد الثورة عن طريق الفتن والمؤامرات وحشد البلطجية كما رأينا فى ميدان التحرير فهم يريدون إثارة الشغب والوقيعة بين الشعب والشرطة والجيش. أما د. عمار على حسن الباحث فى الاجتماع السياسى فيرى أن ما حدث بميدان التحرير مخطط ومدبر من بقايا النظام السابق الذى سقط بعد قيام الثورة، فالشباب الذى تجمع بالتحرير مؤخراً هم بلطجية الحزب الوطنى المأجورون لإحداث وقيعة وانفلات أمنى عن طريق استفزاز الشرطة والمتاجرة باسم أهالى الشهداء ولكن أهالى من ضحوا بحياتهم محترمون وعلى خلق لا يفعلون مثل هذه الأفعال، فأهالى الشهداء انضموا إلى مظاهرة سلمية بماسبيرو وأنا ذهبت إليهم وتحدثت معهم فهم يطالبون بحقوق أبنائهم فقط بأسلوب سلمى. ومن بين الأسباب الحقيقية التى أدت لاندلاع الأحداث هو قرار القضاء الإدارى بحل المجالس المحلية الذى كان صدمة ل 52 ألف عضو بالمحليات فتجمعوا فى جلسات سرية واتفقوا على إثارة الفوضى والشغب بالشارع عن طريق تأجير بلطجية الحزب الوطنى المنحل بمقابل مالى كبير لضرب الشرطة، وإحداث نوع من الانفلات الأمنى، لتعود إلى الأذهان من جديد فكرة إما النظام السابق وإما الفوضى.