رغم الاستقالة التى تقدم بها سامى الشريف من منصبه كرئيس لاتحاد الإذاعة والتليفزيون - وأيضا بالرغم من أن مجلس أمناء الاتحاد قد اختار اللواء طارق المهدى ليتولى مهمة الإشراف على إتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو الأمر الذى لاقى قبولا وارتياحا من كل العاملين فى ماسبيرو لثقتهم فيه وفى بداية إصلاح منظومة الإعلام المرئى المسموع - إلا أن ماسبيرو لا يزال مشتعلا.. ولم يهدأ حتى الأن!! ماسبيرو لا يزال يعيش حالة من الاحتقان التى تسفر يوميا عن اعتصامات وإضرابات وتظاهرات داخل المبنى من جانب العاملين فى قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون - تظاهرات يقودها ثوار ماسبيرو - تظاهرات تتراشق خلالها الاتهامات هنا وهناك والتى طالت العديد من رموز الإعلام - وهو الأمر الذى زاد من غلظة الإحتقان بين الثوار وقيادات ماسبيرو - وهو الأمرأيضا الذى دفع المذيعة هالة أبو علم وزوجها المعلق الرياضى أحمد ناصر إلى التقدم بإستقالتيهما إحتجاجا على الأوضاع المتردية وكم الإساءات التى يتعرض لها العديد من الإعلاميين داخل ماسبيرو..! ثوار ماسبيرو وضعوا صورا لهالة أبو علم فى بهو المبنى تحمل عبارات مسيئة ومشينة وعندما تقدم أحمد ناصر لإنتزاعها تصدى له البعض وقامو بالاعتداء عليه!! وهو الأمر الذى دفعه لتحريرمحضر بالواقعة - وقد إخترت واقعة هالة أبو علم نموذجا للحديث عما يتعرض له المذيعون والمذيعات وعددمن العاملين فى قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون من أعمال تشهير داخل المبنى! حقيقة الأمر أن هناك ثورة قامت ونحن كلنا نقف بجانب ثورة وثوار يناير لكن ليس صحيحا على الإطلاق أن كل من كان يعمل فى عهد النظام السابق فاسدا.. فهذا غير معقول على الإطلاق ولا يمكن بأى حال من الأحوال تعميم هذا التفكير العدوانى!! وهذا التفكيرالعدوانى أيضا وما يحمله من هجوم وعبارات مسيئة ومشينة لرموز الإعلام فى ماسبيرو دفع عددا من مذيعات قطاع الأخبار إلى تحرير محاضر لوقائع مماثلة لواقعة هالة أبو علم لما تعرّضن له من وقائع سب وقذف فى لافتات تحمل صورهن فى بهو ماسبيرو!! وليقل لى ثوار ماسبيرو - ماذا فعلت السيدة هالة أبو علم طوال تاريخها الإعلامى - هل كانت بوقا للنظام أم موظفة تمارس عملها وتقدم ما يسنده إليها رؤساؤها!! يجب أن نفكر كثيراً قبل أن نصدر الأحكام - ونفرق بين من كان بوقا للنظام على إقتناع ويقوم بالتخديم عليه طواعية وبمنتهى الجهل النشيط وبين موظف داخل منظومة الإعلام مذيع أو مذيعة أو قارئ نشرة يتلو ما أمامه من أخبار على الشاشة وهذا ينطبق على هالة وغيرها من مذيعى ومذيعات قطاع الأخبار - وكفانا تفتيشا فى الضمائر وإصدار الاتهامات جزافا بالخيانة والعمالة والتواطؤ!! لمصلحة من ما يحدث من فوضى واحتقان داخل ماسبيرو كل يوم - لمصلحة من الدعوة إلى تأزيم الأمور وتعالى صيحات التوتر..!! اللواء نبيل الطبلاوى رئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون لايهدأ لا هو ولارجاله ليل نهار فى محاولات تهدئة الأمور المتصاعدة ويضطرون للتدخل دوما عندما يتم وضع ملصقات أو صور تحمل عبارات السب والقذف والتشهير فى حق قيادات ماسبيرو أو العاملين فيه. هذا وصف سريع ومبسط لما يحدث من احتقان واشتعال للأزمات داخل ماسبيرو كل يوم- فى وقت الجميع مطالب فيه بالهدوء حتى يستطيع ماسبيرو حل أزماته ومشاكل العاملين الحقيقية التى أعرفها جيدا ويدركها المسئولون تماما- ولكن للأسف الكثيريين منهم يريدون الحل فورا والآن- ويعتبرون أن عدم الاستجابة لمطالبهم حتى لو كانت غير مشروعة كارثة!! حقا هى كارثة بكل المقاييس إذا اعتقدنا أن الحق يأتى لأصحابه بالصوت العالى أو الاعتصامات أو التظاهرات أو أعمال الشغب!! قضايا ماسبيرو- معقدة وشائكة ومتشابكة تمتد جذورها لسنوات طويلة- ولا يمكن أن تحل فى شهر أو اثنين أو ثلاثة- الحلول لابد أن تكون تدريجية حتى تكون متوافقة مع ما يريده أبناء ماسبيرو. وفى رأيى أن نبدأ أولا بتحديد الهيكل الأساسى لماسبيرو- والقطاعات الإعلامية الأخرى كهيئة الاستعلامات ومدينة الإنتاج الإعلامى.. * هل تعود وزارة الإعلام مرة ثانية لتتولى مسئولية إدارة هذه القطاعات جميعا؟ * هل يتم إنشاء مجلس وطنى للإعلام يتولى إدارة شئون الإعلام كله؟ * هل نستبقى على كيان اتحاد الإذاعة والتليفزيون بنفس هيكله الوظيفى وقطاعاته ويسند إليه مهمة الإشراف على هيئة الاستعلامات ومدينة الإنتاج الإعلامى؟ * وهل يؤول الإشراف على هيئة الاستعلامات لرئاسة مجلس الوزراء كما تردد مؤخرا؟ تساؤلات مهمة- أيه إجابات عنها سوف تودى إلى استقرار ماسبيرو والإعلام بكل قطاعاته- المطلوب فقط أن نستقر على شكل وهيكل متكامل للمنظومة الإعلامية لتدور عجلة الإعلام..