«إذا قابلت أى رئيس فى أى مكان فيجب ان تأخذ منه أى شىء لأنه سبق وان اخذ منك كل شىء» هذه كانت نصيحة الفنان محيى إسماعيل لجمهور الحضور أثناء مناقشة روايته المخبول فى الندوة التى أقيمت بالهيئة العامة للكتاب وشارك فيها أستاذ الأدب المقارن د.عزة هيكل والناقد والأديب محمد قطب وأدارها محيى عبد الحى واستكمل محيى قائلا بعد أدائى دور الشاب المصاب بالصرع فى فيلم الإخوة الأعداء فوجئت برشاد رشدى رئيس أكاديمية الفنون الأسبق يبلغنى بأن الرئيس السادات يريد أن يطمئن على صحتك ويعتقد أنك بالفعل مصاب بالصرع وأن ما قمت به فى الفيلم ليس تمثيلا وحاولت أن أؤكد له بأنك سليم وطبيعى ولكنه لم يصدقنى ويريد مقابلتك. وأخذنى رشاد رشدى وذهبنا لنلتقى بالرئيس السادات وعندما شاهدنى فوجئت به يلتفت للدكتور رشاد رشدى ويقول له (هل عالجتوه من الصرع؟) وجاء الرد منى ومن رشاد رشدى فى ذات الوقت باننى لست مريضا ولكن تفوقى ونجاحى فى هذا الدور كان بسبب دراستى المتعمقة للأشخاص المصابين بجميع العقد النفسية ومنها الصرع فوجدته يضحك ويثنى على أدائى ثم سألنى ماذا تريد ؟ فقلت له على الفور (لا أريد يا ريس سوى شقة أقيم فيها). فانزعج السادات بشدة بعد أن عرف أننى أعانى من عدم وجود سكن وأتنقل بين الغرف الفقيرة فأمر على الفور بإعطائى شقة تمليك وقد كان، وحصلت على شقة فى المهندسين و اقيم فيها حتى الآن. وعن حكايته مع المخبول وكيف جاءته فكرة أن يقدم على تقديم عمل روائى قال محيى إنه فى فترة من الفترات قررت السفر إلى فرنسا هربا من التلوث الذى نعيش فيه وهناك جلست أتامل واسترجع المشهد المصرى وحدثت نفسى متسائلا كيف ونحن أصحاب حضارة سبعة آلاف سنة واستدعيت من ذاكرتى الشخصيات المصرية العظيمة التى درست وحققت نجاحات فى فرنسا مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوى وتوفيق الحكيم وقدمت اعمالا ابداعية كبيرة فتساءلت لماذا لا أقوم بعمل رواية اسطر فيه كل ما يدور فى خلدى من اعتراضات على فساد النظام المصرى السابق وبدات فى كتابة المخبول وعن الرواية وكاتبها قال الناقد محمد قطب إن الفنان محيى إسماعيل معروف فى نشاطه السينمائى والمسرحى وكانت المفاجأة عندما قرأت الرواية حيث تلمست أصابع فنان روائى يجيد السرد كما يجيد التمثيل وكان صادقا وهو يتناول هذا العمل الروائى وقد صدرت الرواية فى 2001 أى قبل الثورة بعشر سنوات وكانت ثمة أعمال أدبية رصدت الخلل السياسى والاجتماعى الموجود فى مصر وألقت الضوء على هذا الفساد السياسى تعد رواية المخبول أحد هذه الأعمال كتبها محيى وكأن معه عدسة سينمائية ترصد المشاهد وتوضح وتظهر الحس الشعبى المكبوت فى العشوائيات. أما الكاتبة والناقدة د عزة هيكل فأشارت خلال كلمتها إلى أنها ترددت فى البداية لقبول مناقشة الرواية لسببين، أولهما دهشتها من وجود فنان يكتب الرواية، والثانى شعورها أن هذه المرحلة التى تمر بها البلاد أكبر بكثير من مناقشة أى رواية مهما كانت أهميتها، ثم قامت بتلخيص قراءتها النقدية للعمل الروائى من خلال عدة أسئلة وأجابت د. عزة : المخبول عمل سردى درامى مسرحى سينمائى به كم كبير من السرد والشخصيات فيه تتجاوز حدود المنطق والواقع وتخلق عوالم جديدة ولكن المجمل أن الخيال بالعمل اكثر من الواقع و فيه الكثير من الفجوات المنطقية. فى نهاية الندوة أعرب الفنان محيى إسماعيل عن دهشته وقال إن هذه الرواية التى كتبتها منذ أكثر من عشرة أعوام - فوجئت بأننى أراها الآن تتحرك أمامى فى ميدان التحرير وأرى أيضا أنها أصبحت رواية الثوار والشعب المصرى الذى قام بثورة عظيمة ولكن فى رأيى أن من خطط لهذه الثورة وقدر لها النجاح هو الله عز وجل الذى ذكر مصر فى القرآن خمس مرات.