يأتى المتحف الزراعى ليؤكد حقيقة من أروع الحقائق فى تاريخ العالم وهى أن الحضارة المصرية القديمة قامت وازدهرت فى الأساس على الزراعة وأن الزراعة تفرض نفسها على مصر وتؤثر على اقتصادها وحضارتها واسلوب الحياة فيها عبر التاريخ القديم والحديث. ولقد تم التفكير فى انشاء المتحف الزراعى فى عهد الملك (فؤاد الأول) ليقوم هذا المتحف على نشر المعلومات الزراعية والاقتصادية فى البلاد وليسجل تاريخ الزراعة عبر تاريخها الطويل منذ عصور ما قبل التاريخ.. حتى العصر الحديث وقد وقع الاختيار على قصر الأميرة فاطمة إسماعيل. وكانت هذه السراى قد سبق أن وهبتها الأميرة فاطمة إسماعيل للجامعة المصرية عام 1914 غير أن الجامعة حصلت على موقعها الحالى وتم بالفعل صدور قرار مجلس الوزراء فى 21 نوفمبر 1929 بانشاء المتحف الزراعى بسراى الأميرة فاطمة إسماعيل وتم تسليم السراى لوزارة الزراعة عام 1930 وقامت وزارة الزراعة باجراء بعض التعديلات المعمارية داخل السراى لإعداده ليكون متحفاً. كما تم تجميل مداخل المبنى وواجهاته بالنقوش والزخارف الجصية الزراعية والحيوانية رمزاً وتجسيداً لرسالة المتحف الزراعى كما تم إقامة مبان أخرى بالإضافة إلى قاعة السينما والمحاضرات والمكتبة، وأقيمت هذه المبانى بنفس طراز القصر. وافتتح المتحف رسمياً فى 16 يناير عام 1938 وافتتحه الملك (فاروق). وتبلغ المساحة الكلية للمتحف الزراعى حوالى ثلاثين فداناً (حوالى 125 ألف متر مربع) تشغل منها مبانى المتاحف المختلفة حوالى 20 ألف متر مربع وباقى المساحة عبارة عن حديقة تضم العديد من الاشجار والشجيرات والنباتات والمسطحات الخضراء والصوب الزراعية بالإضافة إلى حديقتين على الطراز الفرعونى.