لمن لا يعرف.. القوات المسلحة المصرية هى أقدم قوة عسكرية نظامية ظهرت على كوكب الأرض منذ 7 آلاف عام.. حتى قبل حرب التوحيد المصرية التى قادها الملك مينا عام 3200 قبل الميلاد.. وفى العصور اللاحقة بفضل هذا الجيش كوّن أجدادنا أول امبراطورية فى العالم تمتد من تركيا شمالا إلى الصومال جنوبا إلى تونس غربا.. وحظيت مصر بأعظم قادة عسكريين فى التاريخ مثل رمسيس الثانى وتحتمس الثالث الذين مازالت تدرس (بردياتهم) فى أكثر الكليات العسكرية فى العالم حتى الآن مثل الأكاديمية العسكرية (سانت هيرست) فى بريطانيا. والرسول صلى الله عليه وسلم قال (إذا فتح الله عليكم مصر.. فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض) وهذا الحديث رواه ابن عبد الحكم فى أحاديث فتوح مصر، ويسند إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نقلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وعلى هذا تمت الاستعانة بالجيش المصرى فى إطار الدولة العباسية الأولى والثانية لصد هجمات الغزاة الذين هددوا الدولة الإسلامية والعالم كله.. فتصدى الجيش المصرى للتتار والصليبيين.. ومنع عن العالم كوارث محققة.. لذلك فللجيش المصرى فضل على العالم كله. أما فى الدولة المصرية الحديثة التى أسسها محمد على الذى حكم مصر عام 1805 فقد تأسس جيش مصر الحديث.. وأرسل أمراءه لتعليم فنون القتال فى فرنسا واستقدم سليمان باشا الفرنساوى ليشرف على إنشاء المدرسة الحربية المصرية فى أسوان عام 1820.. وتخرج فيها الضباط والجنود الأكفاء الذين شاركوا فى بناء مصر الحديثة.. فبسبب كفاءة الجيش انتعش الاقتصاد المصرى بسبب المصانع الحربية التى أنشئت وازدهرت صناعة السفن والترسانة البحرية.. وأصبحت مصر قوة دولية توسعت لتسيطر على الشام والحجاز ووصلت إلى الجندل الرابع فى النيل الذى يقع على حدود أوغندا مما أدى لخوف الدول الأوروبية وتم التآمر على مصر فى مؤتمر لندن عام 1840.. والجيش المصرى فى عهد محمد على ساعد فى بناء مصر الحديثة، فعلى مبارك ضباط سلاح المهندسين أسس كلية الهندسة وساعد فى بناء القناطر الخيرية ومد ترعتى الإسماعيلية والمحمودية وتم تحويل مجرى النيل داخل القاهرة.. ومن الجيش المصرى ظهر الزعيم أحمد عرابى الذى طالب بالحرية للمصريين. والجيش المصرى هو جيش وطنى فى تصنيف الجيوش، حيث يعتمد على الخدمة الإلزامية الوطنية من أبناء الشعب البالغين 20 عاما.. عكس الجيوش التى تعتمد على المحترفين مثل الجيش الأمريكى والألمانى. فالخدمة فى الجيش المصرى وطنية وليست بمقابل.. وتأكدت وطنية الجيش المصرى من خلال ثورة يوليو التى قادها جمال عبدالناصر ورفاقه والتى قادتها النخبة العسكرية وانضم لها الشعب لتحقيق مطالب الشعب، والجيش المصرى هو الذى عبر بالبلاد للنصر فى أكتوبر 1973 من خلال قيادات عسكرية تاريخية بقيادة الرئيس السادات ومنهم الفريق محمد فوزى والمشير أبو غزالة وعلى دربهم سار المشير محمد حسين طنطاوى والفريق سامى عنان اللذين قاما بتحديث الجيش المصرى ليكون على أحدث النظم العسكرية فى العالم.. أما العقيدة العسكرية للجيش المصرى فهى ثابتة كما كشفتها وثائق ويكليكس من أن الجهة الشمالية الشرقية هى الخطر الأساسى على مصر.. والعدو هو إسرائيل. وإذا كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 9 فبراير انعقد وأعلن صراحة انحيازه لمطالب الشعب ولثورة 25 يناير.. فهذا ليس غريبا على جيشنا العظيم الذى هو من صلب هذا الشعب!