** لابد أن تعود الحياة، وتعود مصر الحرة والتى أدخلت على قلب شعبها المسرة.. والخلق بها فى العالم منبهرة.. ولا وقت للضياع.. ولكى تزداد الثورة الإبداع.. وجب معالجة الشخصية من الأوجاع، والتقدم للعمل لتجدد الأمل، وقد تركت وراءها الماضى بحلوه ومره.. وجاء وقف تعويض ما فات.. وتنظر إلى ماهو آت.. وحتى لا ندخلها فى متاهات ومهاترات.. ونندفع فى كل المواقع بروح الحرية لنبدع، وليظل الخلق عن الثورة المصرية يسمع.. فالثورة نالت فى الدنيا الانبهار والإعجاب.. وكان لها رونقها الخلاب.. ودفعت الثمن من دم الشهداء.. بالفداء والانتماء.. وهى قادرة على حماية نفسها من كل الذين يلبسون ثوبها.. وحتى إذا تمكنوا أعادونا لمنطقة الصفر، وعودة الديكتاتورية التى هى سلطة مطلقة ومفسدة مطلقة.. وتجبرت والثوار رفضوا الديكتاتورية ولفظوها بكافة أشكالها.. ومرجعيتهم الوحيدة حب الوطن، وحرية التعبير، فقد حددت من بدايتها خط السير.. ثورة تقوم على تداول السلطة، وعلى السيادة للشعب.. وليس لفصيل على فصيل، وتقوم على احترام اختلاف وتنوع الآراء.. واحترام الرأى المضاد.. وفى بعض الأحيان أكثر من الرأى الشخصى أو الفكر الشخصى.. هكذا أرادها الشباب الذين كانوا طليعتها.. ووافقهم الشعب.. وقد خاض الجميع من أجلها الصعب.. فلا قدسية لفكر معين.. وعلينا أن ندرس ونختلف وفى جميع ما نسمع نتمعن.. ودائما السيادة لما يقره الشعب.. فالشارع هو الصوت، ولا صوت يعلو على صوت ما يطلبه الشعب.. لأن الحكاية جد ولا ولعب..فالقرار الصواب يأخذ مما يطلبه الناس باختلاف آرائهم.. وفى الآخر يراعى فيه صالح الوطن والصالح العام.. وبعد أى قرار يجب أن ينتهى الكلام.. ليكون هناك خطوة أخرى للأمام.. وحتى لا يفرش أى مغرض فى طريق ثورتنا حقول ألغام.. وهناك فارق كبير بين تطهير الوطن من الفساد والمفسدين، وتصفية الحسابات.. وهناك فارق بين أن نكون يد واحدة.. وأن ينجح من يريدون أن يعبثوا بثورتنا، وأن يبثوا بيننا الفتنة والأحقاد.. ومحاسبة الفاسدين واجبة، والدلائل وحدها هى فى هذه المسائل اليقين.. وحتى لا نأخذ الناس بالشبهات.. فتتحول الثورة نحو الديمقراطية إلى ديكتاتورية جديدة بغضاء.. والذين يفعلون ذلك لا هم من الثورة، وهم بعيدون عن الانتماء.. والثورة التى نادت بأن نكون يدا واحدة مهما تعددت الأفكار والأيادى.. ولا نكون لأى صاحب فكر نعادى.. والانتخابات الحرة.. تجعلنا فى طريق تعدد الآراء.. ونبذ الرأى الواحد ونتقى شره.. وتداول السلطة.. غير القوة مهما كانت نواياها ومتسلطة.. ولن يقبل الشعب المصرى أن يخرج من حفرة.. فيوقعه أصحاب المطامع الخاصة فى دحديرة.. والقوات المسلحة حارس أمين لتوصيل البلاد إلى الشرعية المدنية الجديدة.. والوقوف معها خطوة مفيدة.. ومن يريد أن يخلق أمامها المصاعب.. يريد أن يجلب على الشعب المصرى كله المتاعب.. فالقوات المسلحة صوت الشعب من أول وهلة وحامى حماه، وهو فى هذه الفترة أهم لاعب.. وبعد ستة أشهر ليسلم الحكم لحكومة مدنية بعد أن تكتمل الشرعية الدستورية.. وهذه لكل مصرى فخور بوطنه وقواته المسلحة.. هى فى هذه الفترة أهم سمات الوطنية.. ويظل رجال الجيش هم حماة الشرعية فهم يحلفون على احترام الدستور، ووجب أن يكون كل منا بقواته المسلحة الفخور.. فالجيش والشعب كل لا ينفصل.. لأنه حامى الأوطان من كل عدوان.. وهو حامى مكتسبات ثورة الشعب.. ولا يوجد أحد على الآخر العالى الكعب.. وهذا ما لمسه كل مصرى.. فالثورة الشعبية كانت نصره قوية.. كما هى نصرك ونصرى. ** وكلنا أمل فى أن تعود الحياة إلى طبيعتها بأسرع ما يكون.. والذى يهدف إلى غير ذلك هو بحق المجنون.. فالشعب هو الضامن وهو أيضا المضمون.. والذى يحاول أن يركب مكتسبات الثوار.. هو لمبادئها يخون.. فهى أبدا لن تكون خومينية.. كما قال مرشد إيران ومعتوهها، وهو يحاول استغلال الثورة بتحريض الجيش العريق المنضبط، والشعب.. ولن تكون أبدا إلا كما أراد.. لأن الشعب أرادها مدنية ومعاصرة.. تتقدم للأمام، ولا تعود للخلف مئات السنين.. وهى تحترم العقيدة والدين.. وتطلق الحرية للعلاقة بين العبد وربه.. فلا أحد يمثل الله على الأرض.. وكل واحد بما يعتقد ويجتهد يعبد أو يقيم ما عليه لله من فرض.. فكل مواطن فى عقيدته الحر.