كان الله فى عون المهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل لجسامة مسئولياته وكثرة الكوارث والحوادث والمشاكل التراكمية فى السكة الحديد واختناقات المترو والقوانين البائدة فى الموانئ المصرية وتزايد معدلات حوادث الطرق. إن وزارة النقل من الوزارات الشاقة فى هيئاتها وتعاملها المباشر مع مختلف نواحى الحياة اليومية ورجل الشارع. ولذلك فهى أشبه بشرايين الدماء فى الجسم البشرى. فإذا توقف شريان منها عن العمل توقف كل أجزاء الجسم بالتبعية. وقد شاهدنا ذلك على الطبيعة عندما توقفت المقطورات عن نقل البضائع والمحاصيل الزراعية بين المحافظات ارتفعت أسعارها ارتفاعا هائلا وأحدثت عجزا هائلا فى توافرها. السكة الحديد لا تزال أم الكوارث فى وزارة النقل فقد تسببت فى إقالة الوزيرين إبراهيم الدميرى ومحمد منصور. كما أن العمالة فيها تمثل حاجزا هائلا فى تطويرها وأزمة المزلقانات وهيئة السكة الحديد تحتاج إلى قرارات حاسمة وجذرية لإنقاذها من الحضيض التى وصلت إليه من سوء حالة القطارات وانتهاء عمر معظم عرباتها الافتراضى وكسر زجاج العربات وعدم صلاحية دورات مياهها للاستخدام الآدمى. ومترو الأنفاق يحتاج إلى وقفة حاسمة خصوصا مع عربات الخط الأول حلوان- المرج حيث الاختناقات والحر الشديد فى الصيف لعدم وجود التهوية اللازمة وسوء حالة بعض المحطات وعطل معظم البوابات عن العمل. كما أن حالة الطرق السريعة أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا بسبب كثرة الإصلاحات بها على مدار سنوات طويلة خصوصا طريق مصر إسكندرية الصحراوى الذى تكثر فيه المطبات الصناعية والدورانات والمنحنيات التى تسببت فى تأخير السيارات والأوتوبيسات عن السير بمعدلاتها المعتادة. إن وزارة النقل وزارة قليلة الحظ كثيرة المشاكل والهموم ولذلك لم يترك فيها بصمة واضحة من الوزراء الذين تولوا حقيبتها باستثناء المهندس سليمان متولى رغم أنه كان يتولى ثلاث وزارات حينذاك وكان اسمها وزارة النقل والمواصلات والطيران المدنى. إلا أنه كان يديرها باقتدار ولم نسمع عن أى حوادث للقطارات فى عهده. وكذلك المهندس حمدى الشايب رحمه الله الذى تفانى فى النهوض بها وعدل معظم قوانين النقل البحرى وطور السكة الحديد. إن المهندس عاطف عبد الحميد وزير النقل الجديد يحتاج إلى عصا سحرية وجهد جبار للنهوض بأعبائها الجسيمة ويجب أن تتعاون معه كل الجهات المعنية وأن يتوافر له كل الدعم المادى والمعنوى خصوصا وأنه حقق طفرة هائلة فى تطوير مصر للطيران عندما كان رئيسا لها.