** وكلف الجيش بإدارة شئون البلاد.. فالجيش دائماً فى الأزمات الزاد والزواد، ولحماية الأرض والعباد.. ودائماً فى الحرب والسلام أجاد وأفاد.. والجيش هو الضمان والأمان.. وكما قال فى أول بيان: إنه الضامن لكل طلبات ومكتسبات الشباب والشعب.. وفى سبيل ذلك عليه أن يخوض الصعب.. وهو الضامن لأن يسلمها دولة مدنية بمعنى الكلمة.. وحتى تكون دولة عصرية تنهض فى الأيام القادمة بكل همة.. تقوم على أساس التعددية الحقيقية، وديمقراطية حقيقية.. وعلى أساس تداول السلطة، وأن تكون السيادة فيها للشعب. والدولة المدنية تحمينا من الطامعين والاتجاهات الفاشية، وعلى رأسها السلفية الدينية .. وتعالوا نرى ماذا فعل الحرس الثورى الإيرانى، وماذا يفعل فى خلق الله من قهر، وماذا فعلت فاشية حسن الترابى فى السودان.. وماذا فعلت هذه الفاشية فى الصومال، وحولتها إلى عصابات والدم فيها سال أنهار.. والقتلى بالملايين، وعصابات القتل من الملاعين.. وكيف تعيث هذه السلفية فى باكستان إفسادا فى الأرض من إرهاب وقتل.. ولا أحد يجد لهذه الأفكار المتحجرة الحل .. وكيف أذلت طالبان فى أفغانستان شعبها، وعادت به وسط العالم المتحضر إلى ما قبل العصر الحجرى.. والانتقال السلمى للسلطة هو حائط الصد الوحيد أمام أى فاشية أو ديكتاتورية من أى نوع.. وهى بردا وسلاما على الجميع .. وهى الإبداع، وعلاج الوطن من كل الأوجاع. وعدم تأليه الفرد، ومبدأ السمع والطاعة، والانصياع، لأن هذا نظام قطيع.. يفقد البشر حياته المسالمة.. وهو مبدأ كريه وفظيع. ?? والشباب الذى خرج وثار، وكان صاحب القرار فى 25 يناير. نادى بالحرية والعدالة الاجتماعية والدولة المدنية.. والجيش وحده هو الذى يضمن لهم تحقيق هذه المطالب فى الفترة الانتقالية.. وهو الذى يسلمها آمنة مطئمنة.. بعد إقامة دستور جديد أفضل أن تكون برلمانية.. ويكون الرمز فقط هو رئيس الجمهورية.. سلطاته محددة فى ضوابط تلزمه بعدم التجبر.. أو تمكنه من ضرب التحرر.. حتى الشعب منها لا ينفر، ولا يستطيع أن يستغله ويقهر.. فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.. وتكون الغلبة بعد ذلك لحكومة أغلبية أو ائتلافية .. وأن يعطى البرلمان سلطات تشريعية واسعة على رأسها سحب الثقة من الحكومة.. لو كان أداؤها غير مناسب، ولمصالح الشعب غير حاسب.. وكما أن تحديد مدد رئيس الجمهورية بمدتين.. ولا تزيد المدة على 5 سنوات فإن البرلمان بمجلسيه الشعب والشورى مدته أيضاً لا تزيد على 5 سنوات.. ووجب أن يتحول مجلس الشورى إلى مجلس نيابى كامل السلطات الرقابية والتشريعية.. حتى لاينفرد مجلس بالقرارات، فالمجلسين ضماناً.. وحتى لا تسلق القوانين، كما كان الحال، وحتى لا يكون لترزية القوانين وجود.. حتى ولوكان للصبر حدود.. فالتأنى ينقى القوانين من الشوائب ويؤدى إلى الصياغات المتقنة لأن حرف واحد فى غير مكانه.. ممكن أن يعيد لنا النصوص المطاطة.. والمجلسين حماية لحقوق الإنسان.. ومانع قاطع من إصدار قوانين تنتهك هذه الحقوق أو تفرض القوانين الاستثنائية أو الضرائبية التى تزيد الفقير فقراً.. والغنى غنى حتى يتوحش .. هذه هى مصر التى نراها.. مصر المزدهرة بشبابها.. والتى تشع رخاء على أبنائها، وعلى كل الدول من حولها. ولا مانع من أن ينخرط أصحاب العقائد الدينية ويذوبوا فى المجتمع المدنى.. بأن يقيموا أحزاباً على أساس مدنى.. كما هو الحال فى تركيا، وأن يكونوا على علم بتداول السلطة.. وأنه لا احتكار بعد 25 يناير . لأى سلطة.. حتى لا تعود الأمور، وتصبح سلطة.. وتعود ريمة لعادتها القديمة.. ويعود القهر والقتل والاستغلال باسم الدين .. والدين من هذابراء.. فالدين هو الذى نص على أن أمرنا شورى بيننا، ولم يفضل عجمى على عربى إلا بالتقوى.. وغير ذلك يصبح تسلط وتعنت وتعصب وفتنة باسم الدين.. فنحن نريدها بمعنى الكلام حرية وعدالة اجتماعية وديمقراطية.. ولن يسمح هذا الشباب الذى أقاد مصر بشمس الحرية.. بأن تركبها أفكار فئوية أو قهرية.. ووجب علينا جميعا بعد 25 يناير أن نقدر المسئولية.. ونعرف أن مصر لكل أبنائها باختلاف آرائهم وأفكارهم.. وضد أن يسيطر فكر واحد.. لضرب الحرية فى مقتل تحت اسم الديمقراطية وقد جربنا. والديمقراطية.. من الفكر الشمولى براء.. فهى تحتكر السلطة.. وتفقد الإنسان حبه لوطنه والانتماء. وبدأت الخطوات الفعلية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى الطريق لتسليم دولة مدنية يحكمها سيادة القانون.. فعطل الدستور المعيب.. وحل مجلس الشعب ومجلس الشورى .. وحدد أنه ينهى مهماته فى 6 شهور.. وبعد انتخابات جديدة وفق الدستور الجديد الذى يجرى الاستفتاء عليه بعد تعديل المواد المعيبة، والتى تعطى سلطات مطلقة لرئيس الجمهورية وإصدار المراسيم قوانين التى تؤدى إلى انتخابات شفافية نظيفة يكون الصوت فيها للشعب وحتى يصبح الشعب صاحب السيادة ويتسنى أثناء هذه الفترة أن يقدم لمحاكمة كل من استعمل القوة المفرطة مع الشباب، وتقديم الفاسدين للمحاكمات العادلة.. فالجيش من الشعب.. والشعب والجيش يد واحدة.. والجيش حمى الثورة الشعبية.. ولا نستطيع إلا أن نقول الجيش يعيش.. والشعب حريص على جيشه فهو أمن وأمان.