ظن المثقفون والمفكرون أن الشباب المصرى غير مبالٍ بقضايا وطنه وغارق فى الديسكوهات والكليبات واللهو ولكن أحداث 25 يناير اثبتت كذب المقولة الشائعة والمفهوم الخاطئ. وأثبتت الوقفات الاحتجاجية سواء من مؤيدى ومعارضى مبارك مدى نضج هؤلاء الشباب الثقافى والتقنى بعد استخدام الانترنت والفيس بوك. لقد أوضح الرئيس حسنى مبارك مدى عشقه وولائه العميق لبلدنا بعد قناعته بمشروعية مطالب الشباب المصرى، لقد اعترف مبارك بانتمائه العميق لتراب مصر التى عشقها فى طفولته ودفاعه عن ترابها فى حرب أكتوبر حيث قاد القوات الجوية ببراعة هائلة. لقد دفعت مصر ثمنا باهظا من أرواح الشهداء من شبابها ولولا خطأ رجال الأمن فى المبادرة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتجنبنا جميعا عواقب ما يحدث لأرواح شبابنا ولم تقتصر خسائرنا على بعض شبابنا بل أصابت الأزمة الاقتصاد المصرى فى مقتل فقد خسرنا فى تعاملات البورصة حوالى 75 مليار جنيه بخلاف خسائر توقف عجلة الانتاج فى مصانعنا. وشر البلية يتمثل فيما سبق سرده ولكن أزمة احتجاجات الشباب أزاحت الصورة السلبية عن شبابنا المصرى وأزاحت عنه تراب اللامبالاة والبلادة والغيبوبة عن واقعنا المرير. كما أن نجيب ساويرس أثبت أن رجال الأعمال فى مصر ليسوا كلهم حدايات لاترمى الكتاكيت وخاصة أن بعضهم أثروا ثراء فاحشا باحتكارهم لبعض منتجاتهم التى تدخل فى لب عدة صناعات عديدة. لقد أعلن ساويرس عن تحمله نفقات ما أفسده شبابنا وأكد عدم هروبه خارج البلاد وبقاءه فى مصر. إن ساويرس نموذج طيب لمشاركته وتلاحمه مع نبض الشارع المصرى وتأكيد حقيقة أننا كلنا مصريون لا فرق بين مسلم ومسيحى. أمام باقى رجال الأعمال فرصة عظيمة ليحذوا حذوه ويؤكدوا أننا جميعا فى قارب واحد.