أثرت أيام الغضب على صناعة السياحة المصرية بشكل مباشر وعنيف فى الوقت الذى تعتبر السياحة إحدى وأهم ركائز دعائم الاقتصاد المصرى ويمثل هذا القطاع 11% من الدخل القومى والذى كسر حاجز ال 15 مليونا فى 2010 وكان عدد من الدول المصدرة للحركة السياحية إلى مصر قد بدأت فى إجلاء رعاياها من الموظفين والسياح فى ظل تدهور الأزمة والأوضاع الأمنية بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية.يقول الخبير السياحى إلهامى الزيات الرئيس الأسبق للاتحاد المصرى للغرف السياحية أن الموقف سيئ جدا ويحتاج إلى مجهود من نوع جديد وتوقيت وخيوط لإعادة الثقة فى السوق المصرية وطمأنة وكلاء السفر الدوليين من ناحية الأمن والأمان وحذر الزيات من أن تداعيات هذه الأزمة سوف تستمر لمدة عام على الأقل حتى تعود الأمور الطبيعية إلى مجراها وحذر أيضا من حرق الأسعار والذى يؤثر تأثيرا سلبيا على مكانة مصر السياحية خاصة فى المحافل الدولية ويجب أن تكون هناك متابعة مستمرة على أسعار المجموعات كما أوضح الزيات أن هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على العمالة المصرية والتى يصل عددها فى هذا القطاع إلى أكثر من مليون و60 ألف عامل فتسريح جزء منهم لمواجهة الأزمة سوف يخلق العديد من المشاكل إضافة إلى الخوف من توقف المشروعات الجديدة ولابد من الإسراع فى معالجة الأمور حتى لا يفلت الزمام أكثر من ذلك. كما أوضح الخبير السياحى عمرو صدقى أن مصر مرت مؤخرا بالعديد من الأزمات والتى أصابت صناعة السياحة بشدة وكان آخرها حادث كنيسة الإسكندرية ولم تعط هذه الأحداث الفرصة لصناعة السياحة المصرية للتعافى وحتى الآن لم يظهر أمامنا إحصائيات واضحة ودقيقة تعبر عن حجم الخسائر، وأشار صدقى إلى أن إيقاف خدمة الإنترنت أدى إلى اضطراب فى الحركة السياحية وزادت أزمة السياحة مما أثر على عدم معرفة حجم إلغاء الحجوزات السياحية. وقد طالب عدد من السفارات الأوروبية بالقاهرة رعاياها بالالتزام بمواعيد حظر التجول التى تبدأ من الساعة 3 عصرا حتى 8 صباحا فى الوقت الذى أكد البعض منهم أنها لم تطلب من رعاياها مغادرة البلاد وهذا ما أكده مجدى السيد المستشار الإعلامى بالسفارة الألمانية بالقاهرة وأضاف أننا نقدم المعونة والتسهيلات لمن يطلب من أعضاء السفارة المغادرة مؤكدا أن السفير الألمانى موجود ويتابع الموقف عن كثب مشيرا إلى قوة العلاقات الوطيدة بين مصر وألمانيا. هذا فى الوقت الذى قامت فيه السفارتان الأمريكية والبريطانية بالقاهرة بإخلاء عدد من رعاياها والدبلوماسيين العاملين بالقاهرة. وحول الموقف فى مدينة شرم الشيخ يقول أحمد بلبع رئيس جمعية مستثمرى جنوبسيناء إنه لا صحة لما تردد من خلال بعض وسائل الإعلام الأجنبية والعربية خاصة ألمانيا على أن هناك مغادرات بالجملة للسائحين بشرم الشيخ والغردقة ومرسى علم مؤكدا أن جميع السائحين الذين غادروا المناطق كان طبقا للبرامج وبعد إنهائها تماما وليس كما قيل إن هناك حالة من الهلع انتابت السائحين والقرى السياحية وأضاف بلبع أن عمليات الإخلاء من الفنادق ومن السائحين تمت فى بعض فنادق القاهرة الكبرى وليس فى بقية فنادق مصر السياحية كما أدلى البعض مشيرا إلى أن نسبة الإشغالات فى فنادق شرم الشيخ تتراوح ما بين 55% و65% وهى معدلات العام الماضى نظرا إلى أن 98%من الرحلات فى شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم رحلات شارتر تأتى من الدول إلى تلك المناطق مباشرة فى أوقات محددة من هذا الطيران وأن شرم الشيخ اعتمادها الأساسى هى والغردقة ومرسى علم على الشارتر والطيران المصرى يمثل 2% فقط.