لاتزال تداعيات النوات المناخية التى حدثت مؤخرا فى شمال مصر وجنوبها مستمرة لتفجر العديد من علامات الاستفهام حول مخالفة توقعات هيئة الأرصاد للأحوال الجوية على أرض الواقع مما أدى إلى اهتزاز الثقة فى بياناتها وتوقعاتها. الدكتور إبراهيم أمين معيزة أستاذ الطبيعة البحرية بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد أكد أن جميع جداول النوات التى توزع من قبل بعض الهيئات مختلفة عن الواقع الجوى نظرا لاعتمادها على المتوسطات لفترات عديدة موضحا أن كثيرا من المتخصصين فى مجال الأرصاد الجوية والبحرية والجغرافية لايعترفون بجداول النوات. وحول ما حدث بالإسكندرية فى 21 سبتمبر الماضى أوضح د. معيزة أن وجود ضباب كثيف فى هذه الفترة من العام لم يحدث من قبل بهذه الكثافة مما يشير إلى تدخل عوامل أخرى أثرت على المناخ وحالته الطبيعية. وكشف د. معيزة أن السبب فى هذه التغيرات المناخية بمحافظة الإسكندرية هو تدخل العنصر البشرى بطريقة غير مدروسة فى البية المحيطة بالمحافظة موضحا أن الإسكندرية فى الماضى كانت تعتبر جزيرة أو شبه جزيرة يحدها من الشمال البحر المتوسط ومن الجنوب بحيرة مريوط ولكن الآن حدثت تغيرات جغرافية أثرت على المناخ العام. ولفت إلى أن الشائع هو ارتفاع درجات الحرارة وهذا خطأ ولكن الذى يحدث هو زيادة انخفاض درجات الحرارة بسبب التدخل العشوائى للإنسان موضحا أنه منذ الثمانينيات ودرجات الحرارة فى انخفاض وارتفاع ولكن من الآن فصاعدا ستزيد فقط وقد تصل إلى 100 مرة ضعف الوضع الحالى. وطالب د. معيزة بعمل دراسات مستقبلية لدراسة الوضع الحالى لأن بيانات هيئة الأرصاد الجوية الآن لا تعطى درجات حرارة أو الإعلان عن نوات بطريقة صحيحة مشيرا إلى ضرورة ربط هذه الدراسات بالمساحات المنزرعة ونوعية المحاصيل وفقا لما تحتاجه من ارتفاع فى درجات الحرارة أو انخفاضها.