قال تعالى فى سورة آل عمران آية 46:(إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلاً ومن الصالحين) كان ميلاد عيسى عليه السلام معجزة، فقد كانت مريم عليها السلام تتعبد فى المحراب كان الأمر الصادر لمريم هو قول الله تعالى:(يا مريم اقنتى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين) آية 43 آل عمران.. كان الأمر الصادر بعد الإشارة أن تزيد من خشوعها وسجودها وركوعها لله وأحست مريم فجأة أنها ليست وحدها فى المحراب وملأها الخوف لحظة، وتساءلت مريم فى نفسها عمن يكون؟ وكأنما قرأ القريب أفكارها فقال السلام عليك يا مريم، وقالت له:(إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) أرادت أن تحتمى فى الله، وسألته هل هو إنسان طيب يعرف الله تعالى وابتسم الواقف هناك ابتسامة نقية، قال:(إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً)، رفعت مريم رأسها وهى ترتعش انفعالا، كان الروح الأمين يقف أمامها فى صورته البشرية، فقد قال: إنه رسول ربها وأنه جاء لكى يهب غلاماً زكيا، فكرت مريم أنها عذراء لم يمسسها بشر، ولم تتزوج كيف تنجب بغير زواج؟ دارت هذه الأفكار فى رأس مريم عليها السلام، فقالت للروح الأمين (أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا).. قال الروح الأمين (كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا) استقبل عقل مريم كلمات الروح الأمين جبريل عليه السلام، لقد قال لها: إن هذا هو أمر الله وكل شىء ينفذ إذا أمر الله. عاد جبريل عليه السلام يتحدث: إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها فى الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس فى المهد وكهلاً ومن الصالحين، زادت دهشة مريم قبل أن تحمله فى بطنها تعرف اسمه وتعرف أنه سيكون وجيها عند الله وعند الناس وتعرف أنه سيكلم الناس وهو طفل وهو كبير، وقبل أن يتحرك عقل مريم بسؤال آخر رأت الروح الأمين يرفع يده ويدفع الهواء فى اتجاه مريم وجاءت نفخة الهواء مضيئة بنور لم تره مريم من قبل وتسلل هذا النور إلى جسد مريم وملأه فجأة وقبل أن تسأل مريم سؤالاً آخر كان الروح القدس قد اختفى بغير صوت. وفكرت مريم فى كلام جبريل ورسالته إليها، سيصير عيسى عندما يكبر كلمة الله وروحه التى ألقاها إلى مريم وسيصبح عندما يكبر رسول الله ونبيا رسالته هى الحب والسلام المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام، وبالناس المرة.