فى فصل الخريف.. يهاجر طائر السمان من شواطئ جنوب أوروبا إلى شواطئ البحر المتوسط .. ومن بينها شواطئ مصر.. وفى شهرى نوفمبر وديسمبر.. تعود للإسكندرية أفواج وأفراد من الجاليات الأجنبية التى كانت تعيش فى مصر. من بينها جنسيات مختلفة منهم الإيطالى واليونانى والإنجليزى والفرنسى والمالطى والاسبانى والسويسرى.. وكانت هذه الجاليات تعيش على مدرا مائتى عام فى مصر منذ عهد محمد على باشا حتى جاءت الستينات من القرن الماضى لتعود هذه الجاليات إلى أوطانها.. ولأن الإسكندرية كانت مدينة كوزمبوليتان «متعددة الثقافات» ولأن عدداً كبيراً من هذه الجاليات يعيشون على ذكرياتهم فى مصر ونقلوا هذه الذكريات لأبنائهم وأحفادهم. فيتوافدون فى الخريف لاجترار الذكريات فى المبانى التى أقاموا فيها والأحياء والشوارع التى عاشوا فيها يلتقطون الصور والحكايات وعدد كبير منهم مازال يحتفظ بجنسيته المصرية بالإضافة لجنسيته الأجنبية ويجيدون اللغة العربية.. صديقى المهندس ياسر سيف أحد المهمتين بسياحة الجذور ومن كبار مثقفى الإسكندرية حكى لى ان هؤلاء الطيور المهاجرة دشنت مواقع على الإنترنت لتتواصل مع الوطن وهؤلاء على استعداد للمساهمة فى الاستثمار فى مصر.. ومصر والإسكندرية بصفة خاصة تمثل لهم الجذور.. ولهذا سميت هذه السياحة سياحة الجذور المنتشرة فى العالم.. الطريف أن طيور الإسكندرية المهاجرة تتشوق لسماع كلمة باللهجة السكندرية مثل «أيووه يا جدعان أو «احنا»... مطلوب من خبراء السياحة الاستفادة من سياحة الجذور.