وسط الأجواء التى ترفض فيها الدول العربية فتح أبواب التطبيع مع إسرائيل، تداولت محطات الإذاعة الإسرائيلية فيما بينها خبرا كان بمثابة قنبلة موقوتة فى المحيط العربى، الخبر كان يدور حول سيدة من أفراد الأسرة المالكة فى إحدى الدول الخليجية أصرت على الخضوع لإجراء عملية جراحية معقدة فى قلبها بأحد المستشفيات الإسرائيلية، وذلك بعد أن أوصاها أطباؤها بذلك، حيث توجه الطبيب الذى يعالج هذه السيدة إلى نائب وزير الصحة الإسرائيلى «يعقوب ليتسمان» للتدخل فى الموضوع، وبناء على طلبه سمحت وزارة الداخلية بدخولها إلى إسرائيل وهى الآن تخضع للعلاج فى المستشفى، ومازال هذا الخبر يشوبه الغموض ولم تحاول الصحافة العربية أو حتى الإسرائيلية تأكيده أو نفيه حتى الآن. جاء هذا فى الوقت الذى نشرت فيه صحيفتا هآرتس ويديعوت أحرونوت تحقيقا كشف عن نمو ما يسمى بالسياحة الطبية فى إسرائيل وأن إسرائيل أصبحت تمثل قوة عظمى فى هذا المجال، وأن مستشفياتها الحكومية الكبرى أصبحت تفضل الملايين التى توفرها لها عشرات الآلاف من المرضى الأجانب الملقبين «بالمرضى السائحين»، على مواطنى إسرائيل بتوفير أفضل وسائل الراحة وأفضل الخدمات الطبية لهم، فى حين أن أكثر المرضى الإسرائيليين يعانون من سوء الخدمة الصحية بل وينتظرون شهورا من أجل إجراء عملية جراحية واحدة. وكشفت صحيفة هآرتس فى تحقيقها أنه فى الوقت الذى ساء فيه النظام الصحى فى مستشفيات إسرائيل، توجهت هذه المستشفيات إلى إقامة اقسام خاصة أطلقوا عليها (VIP) لعلاج كبار الشخصيات والمسئولين من خارج إسرائيل وتوفير أفضل وسائل الخدمات الطبية لهم كمظهر من مظاهر السياحة داخل إسرائيل. وأضافت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الدعاة والمؤيدين للسياحة الطبية داخل اسرائيل، ينظرون إلى الملايين التى ستتدفق على مستشفيات إسرائيل التى ستحل الضائقة المالية التى تمر بها الآن، وهم يرون أن بدخل السياحة الطبية ستكون تلك المستشفيات قادرة على توفير الخدمات الطبية الجيدة والعادلة لمواطنيها بتوفير أحدث الأجهزة الطبية. كما أشارت الصحيفه إلى أن السياحة الطبية فى إسرائيل شهدت نموا هائلا فى السنوات الخمس الأخيرة، فمستشفياتها تستوعب أكثر من 30 ألفا من المرضى السائحين كل عام، وذلك مقابل 200 مليون دولار سنويا (حسب تقديرات وزارة الصحة الاسرائيلية) أى ما يقرب من نصف مليار شيكل. وذكرت صحيفة هآرتس أن مجال السياحى الطبية فى إسرائيل يهدف أيضا الى جذب المرضى من أفريقيا وحتى الولاياتالمتحدة لتصبح منافساً كبيراًً للأردن التى يعالج فيها 210 آلاف سائح سنوياً، ومنافسا أيضا للبلدان الأوروبية مثل ألمانيا التى تجذب اليوم مرضى الشرق الاوسط لتلقى العلاج فى مستشفياتها.