بدأت الوعود التى رفعها الرئيس الأمريكى باراك أوباما تتهاوى وتحولت إنجازاته وأبرزها قانون الرعاية الصحية إلى سلاح ضده أفقده الشعبية الجارفة التى اكتسبها بعدما رفع شعار التغيير، وهذا ما ظهرت نتائجه فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى استطاع فيها الحزب الجمهورى السيطرة على مجلس النواب بحصوله على 247 مقعداً مقابل 198 للديمقراطيين. ووسط مناخ الإحباط الذى طفا على المشهد الاجتماعى الأمريكى بدأت تتصاعد فى الولاياتالمتحدة حركة سياسية جديدة تسمى نفسها حركة «حفلة الشاى» وهى حركة سياسية شعبية أطلقتها فى بادئ الأمر مجموعات من المحافظين الجمهوريين ولكنها بدأت فعلياً فى سبتمبر 2009 بمظاهرة شعبية فى واشنطن ضد مشروع قانون الاصلاح الضريبى ثم امتدت لتشمل كافة المدن الأمريكية، واستوحت الحركة اسمها من احتجاج شعبى نفذه أمريكيون عام 1773 على ضرائب فرضها البرلمان البريطانى على الشاى المستورد إلى المستعمرات الأمريكية وقاموا خلالها بالاستيلاء على سفن بريطانية بميناء بوسطن ورموا صناديق الشاى فى المياه ليشعلوا بذلك شرارة الثورة الأمريكية ضد الاستعمار البريطانى. وقد ظهر تيار «حفلة الشاى» تحت شعار نحن الشعب وهى أول عبارة فى الدستور الأمريكى، وتقوم هذه الحركة على رفض الأفكار الليبرالية اليسارية التى يمثلها الديمقراطيون، والمعارضة الشديدة لشخص الرئيس أوباما، ورفض سياسة الكونجرس الاقتصادية والدعم المطلق لإسرائيل والعمل على إعادة الاعتبار السياسى والاجتماعى للرجل الأبيض، والغضب الشديد من المؤسسة الرسمية وخاصة الجمهورية التى خذلتهم وخاصة فيما يتعلق بتعزيز الأفكار المحافظة. وقد اتبع منظمو هذه الحركة طرقاً جديدة من أجل التعبير عن أنفسهم والتواجد فى الشارع الأمريكى، أبرزها الاجتماعات والاحتفالات، وقد لعبت هذه الحركة على وتيرة أحداث 11 سبتمبر واطلقوا مخاوف متنوعة تجاه أوباما حتى حققوا أعلى نسبة نجاح عندما اظهرت استطلاعات الرأى أن واحداً من بين كل اثنين بالغين مستاء من سياسة الإدارة الحالية، وأن واحداً من بين كل خمسة بالغين يعتبر نفسه جزءاً من هذه الحركة، حتى أن سياسيين فى الحزب الجمهورى والديمقراطى اصبحوا يتجنبون مواجهة الحركة حتى لا يتم تهديد مواقفهم، ومما يدل على جدية هذه الحركة فوز مرشح الحزب الجمهورى سكوب براون والمتعاطف مع تيار «حفلة الشاى» بواحد من أهم المعاقل الديمقراطية وهو مقعد ماساتشوسيتس الذى لم يفز به جمهورى منذ أكثر من 50 عاماً، وحسب آخر استطلاع للرأى فإن هذه الحركة تمتلك قاعدة عريضة تصل لحوالى 20% من الشعب الأمريكى ومن المتوقع أن تلعب دوراً مؤثراً فى السياسة الأمريكية فى المرحلة المقبلة.