صمود الصناعة المصرية :آخر أعمال فنان الخزف المصرى حسن حشمت - حسن حشمت فنان الخزف الذى أقنع الناس فى مصر بأن يكون هناك تمثال صغير يحتل جزءاً أساسياً فى بيتهم مثل اللوحة تماماً . ولذلك صمم التماثيل وأنتجها وجعل سعرها فى متناول كل مواطن مصرى . - تماثيله دخلت بيوتنا لأنها تمثل حياة الشعب المصرى ونبعت من طين شواطئه التى تحيط بالترع . فى قرى مصر هناك تماثيل للفلاح المصرى وابن العمدة وبنت البلد وجحا وحماره والراقصة وتمثال الراقصة الذى أبدعه كان لراقصة من ريف مصر استوحى نموذجها من الراقصة المتفردة فريدة فهمى . كل أعماله تلمح فيها الخطوط المنحنية الناعمة رغم تماسك الكتلة فى أعماله . - أعماله سافرت إلى الخارج سفيرة للفن المصرى ، واقتناها الهولنديون والبلجيك والألمان واليابانيون. وكثيراً ما يذهب السياح إلى ضاحية عين شمس حيث يقيم حسن حشمت ليقتنوا تماثيله التى ينتجها فى الفرن الخاص الذى أقامه فى حديقة منزله.. - هذا الأسبوع قدم الفنان الكبير آخر أعماله فى مدينة العاشر من رمضان التى تتوسط طريق الاسماعيليه الصحراوى . - صمم الفنان تمثاله عن ` صمود الصناعة المصرية ` يمثل انسانا مصرياً شامخاً وجهه قوى الملامح يتحدى الزمن . التمثال يمثل نسيجاً يجمع بين المرأة والرجل فى كتلة واحدة من ناحية ملامح رجل ، أما ظهر التمثال فيمثل المرأة . التمثال كتلة خرسانية ضخمة ترتفع إلى السماء. القدمان مثبتان فوق قاعدة والساقان ينمو بينهما أفراد العائلة مثل التماثيل الفرعونية فى المتحف المصرى. من ناحية ( الرجل ) مجموعة من الرجال بأزيائهم المختلفة . ومن الناحية الأخرى ( المرأة ) يقف بين الساقين مجموعة من النساء بأزيائها مختلة وكأن الحياة تستمر بالرجل والمرأة معا وتضع صمود الحياة والصناعة والزراعة والتنمية والنماء . - صدر التمثال زخرف بالفسيفساء وعليها رموز فرعونية . - التمثال أقيم فوق قاعدة أمام مصنع أزياء B.T.M ومارى لوى فى مدينة العاشر من رمضان . فى ذكرى مرور عام على احتراق مصنع B.T.M . لقد احتفظ رجل الصناعة الكيماوى د.لويس بشارة باطلال ما تبقى من المصنع المحترق واقام بجواره مصنعا جديداً أكثر حداثة من القديم . - وكما يقول المثل من `اكتوى من طبق الشوربة .. ينفخ على الزبادى ` ولذلك فقد أقام نظام إطفاء حديث فى كل شبر من المصنع وانتشرت فى أسقف المصنع الجديد فتحات صغيرة تتأثر بارتفاع درجة الحرارة أو عند تصاعد أى دخان بحيث تنطلق المياه فورا لإطفاء أى حريق . - وفجأة سمع المدعون للحفل صفارات إنذار حريق وتلفتوا حولهم فوجدوا أن هناك نيرانا مشتعلة فى بقايا المصنع القديم المكون من طابقين . وفى لمح البصر وصلت سيارة حريق تحرك منها 3 أطقم من الرجال كل منهم كانت له مهمة. الأول مد خراطيم المياه وربطها بحنفيات الحريق ووجهها إلى الحريق الثانى وجه رغاوى الكيماويات فاندفعت بقوة تحيط بالمبنى . والطقم الثالث من الرجال صعد مع السلم المتحرك إلى أعلى المبنى حيث الدور العلوى ووجه إليه خراطيم المياه . فى نفس اللحظة كان هناك رجل يرتدى بدلة مثل بدل رجال الفضاء وهى بدلة ضد النيران ولا يتأثر مرتديها بحرارتها . حطم باب المبنى واقتحمه وانقذ من فيه من العمال .فى تلك اللحظة لمحت الدموع فى بعض عيون من شاهدوا حريق العام الماضى . - حضر احتفال ذكرى مرور عام على حريق المصنع مجموعة من الوزراء ورجال الأعمال والصناعة من مدينة العاشر من رمضان على رأسهم محمد فريد خميس وأحمد عرفة ومحمد غانم وخميس فريد حسنين وعدد من الفنانين التشكيليين منهم كمال الجويلى ومحمد سليمه وسمير الجندى ، حضروا ليقفوا بجوار الفنان الكبير وهو يقدم أخر أعماله فى عيد ميلاده الرابع والسبعين . نصف الدنيا 26/ 6/ 1994