فى وقت يعانى فيه العراق من عدة أزمات أبرزها عدم تشكيل الحكومة نتيجة الخلافات السياسية بين مختلف القوى الفائزة فى الانتخابات البرلمانية التى جرت قبل سبعة أشهر كشف موقع ويكيليكس الإلكترونى النقاب عن «تورط» رئيس الوزراء العراقى المنتهية ولايته نورى المالكى فى إدارة فرق للقتل والتعذيب خلال الحرب الأمريكية على العراق الأمر الذى أدى إلى زيادة رقعة الخلاف بين ائتلاف العراقيين بزعامة أياد علاوى وائتلاف دولة القانون بزعامة نورى المالكى. ولاشك أن توقيت صدور هذه الوثائق التى تدين المالكى جاءت على طبق من فضة لائتلاف العراقية بزعامة أياد علاوى. فقد طالبت القائمة العراقية القيام بتحقيق دولى وعدم التهاون بهذه الوثيقة كما طالبت منظمات حقوقية دولية الحكومتين الأمريكية والعراقية باجراء تحقيقات ومحاكمة المسئولين عن الجرائم الإنسانية فى العراق خلال الحرب الأمريكية على العراق، ولم يكن بوسع ائتلاف المالكى إلا أن يعلن رفض هذه الوثائق معتبرا نشرها يهدف إلى خلق ضجة إعلامية مفتعلة يستفيد منها أعداء العراق والعملية السياسية. كما حذرت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» من أن الوثائق العسكرية السرية التى تم نشرها يمكن أن تُشكل تهديدا للقوات الأمريكية والقوات العراقية المتعاونة معها. وقال المتحدث باسم البنتاجون «دايف لابان» إن وزارته تعرفت على الوثائق السرية ال 400 ألف حول الحرب فى العراق التى نشرها موقع ويكيليكس، موضحا أن هذه الوثائق هى معلومات أولية جمعتها وحدات عسكرية ولا تتضمن تحليلا استراتيجيا ولا معلومات رفيعة المستوى، مضيفا أن بعض الوثائق تتحدث عن معاملة المعتقلين وعن مناقشات بين مسئولين أمريكيين وشخصيات سياسية عراقية وتفجيرِ ألغام يدوية الصنع وعمليات على المستوى التكتيكى. وفى غضون ذلك أكد د. ملا ياسين يروف ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى بالقاهرة ل (أكتوبر) أن الوثائق التى أطلقها ونشرها موقع ويكيليكس الإلكترونى الاسترالى لن تؤثر على المفاوضات والحوارات بين التحالف الوطنى وبقية الكتل السياسية لأن الغرض من إطلاقها فى هذا الوقت تحديدا هو «التشويش» فقط. وعن تأثير ما نشر على تقليل فرص نجاح المالكى فى تولى رئاسة الحكومة المقبلة قال ملا إن رئيس الوزراء المقبل للحكومة العراقية سيكون وفقا لاختيار المكونات البرلمانية فقط وبالتالى فالمسألة متوقفة على العراقيين أنفسهم. وأوضح الملا أن هذه الوثائق التى أطلقها ونشرها موقع ويكيليكس أول من تدينهم هم الأمريكان أنفسهم الذين تورطوا بقتل الأبرياء من المدنيين العراقيين بكثرة لأنهم كانوا مسئولين عن القوات داخل العراق وعن الملف الأمنى وملف حقوق الإنسان وملف الديمقراطية كما يقولون ولكن مهما كانت التقديرات حول هذه الوثائق من الجانب العراقى سواء كانت دقيقة أو العكس يجب أن يتم التحقيق بما جاء فيها بشكل شفاف ودقيق.