تشهد محافظة قنا صراعا انتخابيا شرسا فى عدد من الدوائر فى ظل تزايد أعداد المرشحين يقابل ذلك حالة من السخط بين المواطنين بسبب فشل غالبية النواب الحاليين فى أداء دورهم البرلمانى وعدم تقديم أى خدمات حقيقية لأبناء دوائرهم طوال الدورة المنتهية. دائرة نجع حمادى/U/ ففى دائرة نجع حمادى حالة من الاحتقان وخاصة بعد أن أعلن الشقيقان فتحى وحمدى قنديل خوض الانتخابات وهو ما قد يسفر عن حدوث مصادمات خاصة أن دائرة نجع حمادى تحكمها التركيبة القبلية ما بين قبائل العرب التى يسيطر عليها عبد الرحيم الغول الذى شغل مقعد العمال عن الدائرة لمدة 30 عاما وهو النائب الحالى ورئيس لجنة الزراعة ومن المتوقع أن يكون الغول مرشح الحزب الوطنى خاصة وأن الكثير من أعضاء المجمع الانتخابى يتفقون عليه وهو ما يجعل موقفه قويا كما أن خدماته المتواصلة خلال هذه السنوات جعلت أهالى الدائرة لا يقبلون بديلا عن الغول. أيضا هناك قبائل الهوارة والتى يمثلها النائب الحالى فتحى قنديل الذى خلف والده المرحوم أحمد فخرى قنديل والخطير فى الأمر أن الاحتقان لم يتوقف عند هذا الأمر وإنما طال الأقباط حيث أعلن الأقباط تأييدهم للمرشح جمال عبد الناصر وذلك للإطاحة بالغول النائب الحالى ويرى الأقباط أن جمال عبد الناصر لعب دورا مهما فى تهدئة المسلمين الثائرين عقب حادث اغتصاب الطفلة المسلمة على يد قبطى بفرشوط وحمايته لأملاك الأقباط فضلا عن كونه أقرب مرشحى الانتخابات الماضية للغول حيث خسر أمامه بفارق 500 صوت فقط. دائرة رئيسية/U/ أما فى دائرة «الرئيسية» والتى يطلق عليها دائرة الدم والنار فهناك انقسام بين أبناء القبيلة الواحدة وهو ما ينبئ بوجود منافسة شرسة قد تؤدى لتكرار ما حدث خلال الانتخابات التى جرت فى عام 1995 عندما وقعت أحداث عنف بين قبائل العرب وهواره أدت إلى مصرع 7 أشخاص فدائرة الرئيسية التى تحكمها النزعة القبلية والتى أحدثت انشقاقا ففى قبيلة الهوارة أعلن ناصر خلف الله ابن عم النائب الحالى عمر الطاهر خوضه الانتخابات رافعا شعار الحفاظ على مقعد العائلة فى البرلمان فى ظل عدم رغبة الكثير من أبناء القبيلة فى ترشيح عمر الطاهر رغم قربه من دائرة اختيار الحزب الوطنى على اعتبار أنه العضو الحالى ووكيل اللجنة الدستورية وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى إلا أن البعض يرى أنه بعيد عن الدائرة وغير متواجد ولم يقدم خدمات حقيقية لأبناء الدائرة وهو ما أدى إلى إعلان طارق رسلان ابن خالة عمر الطاهر خوض الانتخابات ويعتمد أيضا على قبيلة هوارة فى الدعاية الانتخابية والغريب أن جميع المرشحين يرون أن القبيلة ترغب فى ترشيحهم. أما ناصر خلف الله الذى قرر خوض الانتخابات ضد ابن عمه عمر الطاهر خلف الله من أجل الحفاظ على مقعد العائلة معتمدا على الشباب وكثرة الخدمات لأبناء الدائرة أما طارق رسلان الذى قرر خوض الانتخابات معتبرا أن عمر الطاهر فشل فى تقديم الخدمات لأهالى الدائرة ويتعرض رسلان لضغوط كبيرة من قبل أهالى الدائرة لخوض الانتخابات منذ 2005 لذلك قرر أن يخوض الانتخابات لخدمة أهالى دائرة الرئيسية وأما هشام الشعينى النائب الحالى عن مقعد العمال بدائرة الرئيسية فهو المنافس الأقوى والأقرب للحزب لما يتمتع به من خدمات. وتشهد دائرة أبو تشت والتى يمثلها النائب الحالى محمد أبو المجد على مقعد العمال وماهر الدربى على مقعد الفئات حالة من السخط الشديد لما يعانيه أهالى الدائرة من نقص الخدمات والحاجة الملحة إلى من يطالب بحل مشاكلهم والجميع يعتقدون أنهم الأقرب إلى المنافسة لكن هناك آراء أخرى وخاصة أن من هم مرشحين على قائمة الحزب فى تلك الدائرة كثيرون لهم من المميزات التى تجعلهم يتفاءلون باختيار الحزب لهم كممثلين للحزب فى الانتخابات المقبلة ومنهم حسن أبو سباق المتقدم بأوراقه للمجمع الانتخابى ويعتقد الجميع أنه الأقرب لاختيار الحزب فى حالة عدم اختيار الحزب للنائب الحالى محمد أبو المجد واللواء محمد فراج المتقدم أيضا بأوراقه للمجمع الانتخابى ومحمود سالم وأحمد فتحى وكلهم يأملون فى اختيار الحزب لهم. كما قرر الشاب هانى أبو زيد أيضا خوض المعركة مستقلا بعد أن شعر بحب الناس لأنه قدم العديد من الخدمات لأهالى الدائرة ويطمع فى توفير العشرات من فرص العمل لأهالى الدائرة من الخريجين وكذلك إدراج عدد كبير من المدارس بالدائرة فى خطة الأبنية التعليمية للترميم وبناء مدارس ودعم مراكز الشباب وتوفير خدمات مكاتب البريد وتوفير مستشفى متطور يشمل جميع التخصصات وإنشاء منطقة صناعية الظهير الصحراوى لمحافظة قنا. أما مقعد الفئات والذى يمثله النائب الحالى ماهر الدربى فيشهد منافسة قوية أمام أبو النجا المحرزى النائب السابق والذى يتميز بجماهيرية كبيرة تضاف إلى رصيده أمام اختيار المجمع الانتخابى حيث إنه الأقرب إلى تمثيل الحزب فى الانتخابات المقبلة كما قرر الدكتور محمد رفعت مدير مستشفى نجع حمادى العام خوض الانتخابات وبالفعل تقدم بأوراقه للمجمع الانتخابى للحزب الوطنى كما ينافسه أيضا عصام بركات على نفس المقعد.