بعد انتهاء فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية كان من المهم أن نجلس مع الناقد الكبير على أبو شادى رئيس المهرجان لنتحدث معه حول هذه الدورة وما أثير من تساؤلات حولها.. وإلى تفاصيل الحوار.. * إلى أى مدى استطاع المهرجان أن يحقق لنفسه مكانة ومكاناً وسط المهرجانات السينمائية الدولية؟ ** منذ نجاح د. محمد كامل القليوبى عام 2001 فى استعادة المهرجان بعد توقفه 4 سنوات نحاول تطويره ونجعله نموذجاً للمهرجانات الدولية حسب إمكاناتنا لكن بتقاليد المهرجانات الدولية وانضباطها وبقيمة الأفلام المنافسة خصوصاً أننا المهرجان الوحيد فى العالم العربى والشرق الأوسط الذى يضم 5 أقسام وعام بعد عام ونتيجة للسمعة الطيبة واحترام مواعيد العرض والانضباط واحترام المشاهد والضيوف والدقة فى مطبوعات المهرجان استطعنا أن نجعل من هذه التقاليد هى الأصل فى عملنا ونجحنا فى أن يصبح للمهرجان شخصية لكونه مهرجاناً سينمائياً مصرياً وعربياً بتوجهاته ودولياً بنشاطه.. وعندى أمران نصب عينى قيمة المهرجان واسم مصر وقيمتها عند الفنانين فى الخارج والجغرافيا لا تهمنا ولا عدد الأعمال المشاركة سوى فكرة التميز وأن أشغل 30 ساعة بأفضل الأفلام. * إذا فلم تكن هناك محاباة فى اختيار الأفلام من مصر أو الدول العربية؟ ** إطلاقاً حتى لو انتقد البعض عدم وجود أفلام مصرية مادام لا توجد أفلام تستحق أن تمثلنا وإن كنت فى بعض الأحيان أراعى مع لجنة المشاهدة مستوى الأفلام فى العالم العربى. والمشاركة العربية الضعيفة سببها إنتاجهم ونحن أرسلنا لجميع الدول العربية وهذا العام شاركت 3 دول عربية وفى سنوات سابقة كانت توجد 8 و10 دول.. لا تهمنى جنسية الفيلم ولا تهمنى وزارة الصحة أم وزارة الثقافة التى تنتج المهم هو جودة المنتج. * لكن هناك من اتهم إدارة المهرجان بأنها تسعى «لتسيس» المهرجان بسبب فيلم الافتتاح عن سياسات بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس. ** لا نريد أن «نسيس» المهرجان بقدر أن نقول موقفنا وتسييس المهرجان به خطورة لأنه سيحجب عنك أشخاصاً كثيرين وأهم ما فى المهرجانات أننا ننفتح على كل التيارات والثقافات جميعاً كان يهمنى أن يكون هناك «تلامس» مع الواقع. * لكن كان هناك قصد لعرض هذا الفيلم بالذات من بين أعمال كثيرة؟ ** نعم اخترت هذا الفيلم لطرحه وللمعلومات الجديدة به وتم تنفيذه بشكل رائع والمهم أنه يقدم وجهة نظر أمريكية فى مواطنة أمريكية تسيدت العالم فى لحظة ما وتوحشت من عازفة بيانو إلى وحش كاسر سببت كوارث بالعالم.. فهى رؤية أمريكية إنهم يحاسبون بعضهم ونحن ليس لنا دخل لأننا لم نعرض فيلماً مصرياً يشتم ويهين ويهاجم ويحاكم كونداليزا رايس أو الأمريكان.. أنا جهة عرض. * لماذا كان قرار وزير الثقافة برفع قيمة الجوائز من 60 ألفاً إلى 150 ألف جنيه فى اللحظات الأخيرة من بدء المهرجان وما هى كواليس هذا القرار؟ ** انتهزت فرصة موافقة الوزير العام الماضى على رفع قيمة جوائز المهرجان القومى للسينما وطلبت منه قبل المهرجان زيادة جوائز مهرجان الاسماعيلية وكانت الاستجابة فورية وتعمدت أن أعلن ذلك أمام الجميع فى حفل الافتتاح بدلاً من إعلانه فى الصحافة لأن المردود الإيجابى سيكون أفضل خصوصاً من الضيوف الأجانب. * غياب الوزير عن حفلى الافتتاح والختام قد أثار تساؤلات فهل هذا يقلل من قوة المهرجان؟ ** إطلاقاً.. والوزير كل عام لا يحضر.. وطلبت منه أن يكون هناك نائب أو بديل حتى لا يشعر الناس بأن الوزير غير مهتم بالمهرجان. * أيضاً كان من المفترض حضور د. أشرف زكى رئيس قطاع الإنتاج الثقافى بدلاً من الوزير ففوجئنا بحضور د. عماد أبو غازى أمين المجلس الأعلى للثقافة.. فهل لذلك علاقة بقواعد البروتوكول؟ ** حسب البروتوكول د. ?أشرف زكى هو رئيس الجهة التى تنظم المهرجان وهى المركز القومى للسينما و د. أشرف كان سيحضر بصفته رئيس القطاع واعتذر لارتباطه بمؤتمر فى نفس اليوم وأبلغت الوزير. * لكن البعض فسر ذلك بأن د. مغازى منصبه أعلى من د. زكى؟ ** لم نحسبها بهذا الشكل بقدر أننا اخترنا د. أشرف زكى بصفته المسئول عن المكان.. وأمين عام المجلس يعنى هو الواجهة الأساسية لأن رئيس المجلس الأعلى للثقافة هو الوزير ليس وزير الثقافة فقط بل هو فى حد ذاته وزير والأمين العام للمجلس هو الشخص التالى له مباشرة. * لماذا لا يوجد راع للمهرجان؟ ** عندما يأتى رئيس آخر للمهرجان غيرى ينفذ ذلك وأنا شخصياً لا أحب ذلك لأننى لا أحب أن يتحكم فىّ شخص وميزانية المهرجان ضئيلة «وبنغزل برجل حمار» ولا يفرق معنا هذا الموضوع. * كيف ذلك ووجود راع سيجلب لك أموالاً؟ ** الدولة تصرف على المهرجان وليست متأخرة ثم أننى لست مهرجان نجوم أسعى مثلاً لإحضار نيكول كيدمان فالمهرجان ليس به بذخ وبهرجة كالمهرجانات الأخرى وليس لدينا الميزانيات المفتوحة لأن ميزانيتنا محدودة جداً لكن الشطارة أن نقدم بها شيئا محترماً ونحن نرشد الإنفاق بأكثر قدر ممكن. * كم ميزانية المهرجان؟ ** لا تزيد على 150 ألف يورو وهو شىء مضحك.. هل شاهدت من قبل مهرجاناً ميزانيته كذلك؟ وتشمل قيمة الجوائز وتذاكر الطيران لأكثر من 70 أو 80 شخصًا حضر. * لكن وجود راع سيحقق لك فكرة استقلال المهرجان مالياً بعيداً عن الميزانية الضئيلة كما يحدث فى مهرجان القاهرة السينمائى؟ ** هذا هو مهرجان الدولة وجزء من مهام الدولة ومهرجان القاهرة السينمائى الدولى هم أحرار فى ذلك.. ثم إنهم يأخذون 6 ملايين جنيه من الدولة. أنا لست ضد الرعاة ولو وجدت راعياً لا يفرض شروطه على فلن أرفض وحدث ذلك مع يوسف شاهين أعطى لنا 25 ألف جنيه وشكرته فى نصف صفحة بكتالوج المهرجان.. ومؤسسة سمات كانت تعطينا 25 ألف جنيه وفعلت نفس الأمر. ود. عزة كامل رئيس مركز وسائل الاتصال أعطت لنا جائزة بقيمة خمسة آلاف جنيه لأحسن فيلم يناقش قضايا المرأة ولن أرفض والناقد سيد درويش من مجلة سينما كان يعطينا 100 ألف دولار جائزة من المجلة بلجنة خاصة ولم أرفض. * وهل تقدم محافظة الاسماعيلية دعماً مالياً للمهرجان؟ ** تتحمل جزءاً من تكلفة الإقامة وأية زيادة نتحملها وهو جهد مشكور وليست القضية الدعم المالى بل تأمين المكان وتوفير الراحة والرعاية والاهتمام والإحساس بأن هذا المهرجان فى الاسماعيلية لدرجة أن اللواء عبد الجليل الفخرانى محافظ الاسماعيلية حول الموضوع بأن أصبح المهرجان اسماعلاوياً 100%.