فى عرف المرض ليس هناك كبير أو صغير.. شاب أو حتى طفل صغير.. فالمرض لا قلب له يصيب الجميع دون تفرقه.. فهو لا يفرق بين غنى أو فقير.. ولكن الفرق الوحيد أن الغنى يستطيع علاج نفسه لدى كبار الأطباء والمتخصصين وإذا لزم الأمر فهو قادر على أن يدخل مستشفى خاص يدفع له من ماله.. وعلى العكس فالفقير المريض لا يجرؤ على الذهاب إلى عيادة الطبيب سواء كان كبيراً أو صغيراً.. وعندما يفكر فى العلاج فليس أمامه إلا المستشفى العام الذى يقاسى فيه الأمرّين.. «أحمد» شاب فى ريعان شبابه لم يتجاوز الثلاثين من عمره مقبل على الحياة حصل على الدبلوم بحث عن أية مهنة يعمل بها وانتهى به المطاف إلى أن يعمل كل مهنة وأية مهنة المهم أن يجد فى نهاية اليوم ما يسد به نفقات الحياة الصعبة.. وكأى شاب كان يبحث عن الأسرة والاستقرار وما كان عليه إلا أن يقتصد بعض الجنيهات مما يكسب يوميا ليحقق حلمه فى الاستقرار.. وكان له ما أراد عندما بحث عن بنت الحلال التى يكمل بها دينه ويبنى حياته وجدها قريبة منه.. تزوجها وكوّن أسرة سعيدة.. لم يتوان عن أن يوفر لهذه الأسرة السعادة وراحة البال.. لم يبخل على أسرته بأى شىء وفر لهم جميع احتياجاتهم.. ولذلك لم يبخل الله عليه بشىء فقد رزقه بولدين وبنت كان يحسد نفسه قبل أن يحسده الآخرون وعندما كان يختلى بنفسه كان يراوده الإحساس بأن هذه السعادة وهذا الفرح الذى يعيش فيه لن يكتملان.. ولكنه كان يدعو الله أن يخفف عنه أى مكروه قد يصيبه أو يصيب أسرته.. يعمل طوال النهار ليعود محملاً بما لذ وطاب لأولاده وزوجته.. ولكن القدر لم يمهله لتكتمل سعادته ويحقق أمانيه وأحلامه التى كان يحلم بها من أجل أولاده.. بدأ يشعر بضيق بالتنفس.. إجهاد شديد يعجز عن رفع جسده من فوق فراشه.. نهجان.. دقات قلبه سريعة.. كان يتحامل على نفسه من أجل لقمة العيش.. ولكن بمجرد وصوله للعمل يعجز عن القيام به.. طلبت منه الزوجة الذهاب للطبيب.. أكد لها أنه محتاج فقط إلى الراحة يومين وسوف يعود إلى كامل نشاطه، ولكن تدهورت الحالة أصبح غير قادر على أن يقوم من مكانه.. آلام شديدة فى صدره.. شعور بأن قلبه سوف يتوقف.. لم يكن هناك مفر، ولكن ليس بالذهاب إلى الطبيب، ولكن بالتوجه إلى المستشفى وهناك كانت الحقيقة المُرة التى لم تخطر على باله وبال زوجته أنه مصاب منذ زمن طويل بضيق بصمامات القلب بسبب إصابته بحمى روماتزمية أتلفت الصمامات وليس هناك علاج إلا بجراحة لتغيير صمام، ولكن عليه أن يخضع أول الأمر لتحاليل وأشعة.. ترك عمله وبدأ رحلة العلاج ودخل المستشفى لإجراء الجراحة على نفقة الدولة بمبلغ عشرة آلاف جنيه وعندما بدأ يتعافى طلب منه الطبيب الراحة التامة وعدم بذل أى مجهود وتناول الدواء بدون انقطاع حتى لا تتدهور صحته التى هو فى أمس الحاجة إليها ليواصل الكفاح من أجل أولاده. وأكد له الطبيب أنها مجرد شهور قليلة وسوف يستطيع أن يعمل ولكن عملاً خفيفاً وظن أحمد أن هذا آخر مشوار المرض، ولكنه للأسف كان حلماً لم يكتمل ففى إحدى الليالى أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة ظن أول الأمر أنه مجرد إصابة بنزلة برد سرعان ما يشفى منها.. انتظر يوما واثنين الحالة تدهورت ذهب إلى المستشفى.. طلب منه الطبيب إجراء تحاليل من كل نوع وأشعة وفى النهاية لم يكن الأمر يتعلق بالقلب والمرض القديم، ولكنه كان شيئاً جديداً لم يكن يخطر على باله أنه مصاب بالفشل الكلوى الذى افترس كليتيه.. كانت صدمة له ولزوجته.. وأصبح عاجزا كلياً عن العمل.. لن يستطيع مواصلة مشوار حياته الذى رسمه.. أصبح الآن مضطراً إلى التردد على المستشفى 3 مرات أسبوعياً لإجراء جلسات الغسيل الدموى.. ليظل يعانى معاناة شديدة لمدة ست ساعات وهو يرى دمه يجرى ليدخل إلى فلتر الغسيل، ثم يعود مرة أخرى إلى جسده المنهك وبمجرد خروجه من الجلسة يصبح عاجزا عن العمل.. يجلس فى المنزل يكاد يقتله الهم والحزن على ما وصلت إليه حالته فليس هناك مورد رزق ثابت وليس هناك ما يسد به أفواه أطفاله الجائعة يمد يده ليتلقى مساعدات أهل الخير.. أرسل يطلب مساعدتنا ونحن نناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدة أحمد على مواجهة الحياة الصعبة ومحنة المرض من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.