تشهد أروقة الأممالمتحدة وقاعاتها نشاطا عربيا مكثفا يقوده الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب.. حيث تنعقد لقاءات ومشاروات حول عملية السلام والأوضاع فى العراق والسودان والصومال، وذلك بين المجموعة العربية والمجموعات الأوروبية واللاتينية والآسيوية إضافة إلى اجتماع كامل لوزراء الخارجية العرب للتنسيق بشأن القضايا المطروحة على الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد أوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ل أكتوبر مجمل الأنشطة العربية فى نيويورك مؤكدا أن العرب عائدون للأمم المتحدة إذا ضلت إسرائيل طريق السلام.سألت الأمين العام للجامعة العربية عن برنامجه فى نيويورك والنشاط العربى وأهدافه خلال هذه المرحلة الحساسة التى تشهدها المنطقة فى عملية السلام إلى الوضع فى العراق إلى السودان والصومال فقال: النشاط العربى حافل باللقاءات والاجتماعات حيث تعقد مشاورات بين المجموعة العربية والرباعية لمتابعة مسيرة عملية السلام ومستقبلها خاصة أننا أعطينا الفرصة للتفاوض المباشر لأننا لا نريد الدخول فى مزايدات ومعارك وإنما جادون بالفعل للتوصل لسلام حقيقى يقضى فى النهاية إلى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية. وأوضح الأمين العام أنه استهل لقاءاته فى نيويورك مع جوزيف دايس رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة كما التقى مع الممثلة العليا للسياسات الخارجية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى ورئيس الوزراء اليونانى ووزراء خارجية الصين واليابان والبرتغال وكوبا وكلها لقاءات تهدف إلى دعم عملية السلام وضمان نجاحها ووقف الاستيطان من غير رجعة والدخول فى مفاوضات الحل النهائى، وأفاد موسى أننا وضعنا اللجنة الرباعية الدولية أمام مسئولياتها خلال اجتماع عقد مع أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية. وأكد أن السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجى وأن عملية السلام يجب أن تكون شاملة وأن هذا لا يتحقق إلا من خلال الانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة. كما رفضنا المواقف الإسرائيلية الخاصة بمطالبة الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل كما أكدنا أيضا أن مبادرة السلام العربية المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلا وأننا سنعود إلى الأممالمتحدة إذا توقفت وتعثرت مسيرة السلام. وأضاف موسى: وطلبنا وبشدة من الدول والمؤسسات التى تقدم دعما للاستيطان بالعمل على تجفيف موارد الاستيطان باعتباره خرقا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية التى تقوض عملية السلام. وذكر موسى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب فى دورته العادية 134 كلف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية متابعة مؤشرات التصويت على القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وكافة الهيئات الدولية والاتصال بالدول التى تتخذ مواقف سلبية فى هذا الشأن لشرح وجهة النظر العربية ومحاولة تغيير مواقفها. يذكر أن وفد الجامعة العربية المرافق للأمين العام قد تشكل بناء على خطة تحرك نشطة لتكثيف الاتصالات ما بين الأمين العام ونائبه السفير أحمد بن حلى ورئيس مكتبه هشام يوسف ومستشاره السياسى طلال الأمين. وعلى هامش الاجتماعات فى نيويورك التقى الأمين العام للجامعة العربية مع وزير خارجية النرويج «جوناس جهرستور» وشارك فى هذا اللقاء كل من سلام فياض رئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية وهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى والشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات العربية والشيخ خالد آل خليفة وزير خارجية البحرين وكان الهدف من هذا الاجتماع بحث سير بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية بالإضافة إلى عملية تطوير البنية التحتية فى الضفة الغربية وقطاع غزة فضلا عن عمليات إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية وأساليب عملها. وكان للنشاط العربى فى نيويورك أثر بالغ فى تحريك المواقف الداعمة للحق العربى حيث أصدرت اللجنة الرباعية الدولية والتى تتكون من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة وروسيا بيانا دعت فى نصه إسرائيل إلى تمديد تجميد الاستيطان حتى يتمكن الجانبان من التوصل لاتفاق سلام فى غضون عام. كما حث البيان الجانبين على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتصريحات الملتهبة التى تفسد مناخ التفاوض. ودعا إسرائيل إلى المزيد من تخفيف القيود على الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة باعتباره خطوة مهمة لتحسين المستوى الاقتصادى لدولة فلسطين وفق رؤية البنك الدولى. وكرر البيان الدعوات الموجهة إلى الدول العربية لزيادة مساندتها المالية للسلطة الفلسطينية التى تحتاج إلى المزيد من المساعدة استعدادا للتوصل إلى اتفاق سلام محتمل. وتعهدت المجموعة الرباعية الدولية بالاستمرار بدورها الراعى للمفاوضات مؤيدة عقد مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط فى موسكو لم يتحدد موعده بعد. ولم يقتصر دور المجموعة العربية فى نيويورك على القضايا الرئيسية وإنما امتد للتفاصيل حيث طالبت المجموعة الأممالمتحدة بإرسال بعثة تقصى حقائق لتحرى أوضاع أملاك وأراضى اللاجئين الفلسطينيين فى أراضى فلسطين التارخية عام 1948. والعمل للحصول على نسخ كاملة من جميع الوثائق والخرائط الموجودة لدى إدارة الأراضى فى إسرائيل. والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إعداد تقرير بهذا الشأن لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أملاك اللاجئين مع مطالبة الأممالمتحدة القيام بتحمل مسئولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة وفق آلية مناسبة لمنع التصرف بأملاك اللاجئين الفلسطينيين فى أراضى فلسطين عام 1948 باعتبارها لاغية وباطلة. وكان هذا الطلب بمثابة رسالة بأن أى اتفاق للسلام لن يسقط الحقوق التاريخية للاجئين وأن الحل الشامل لابد وأن يستوعب الجميع. فيما أوضح الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه سيلتقى مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون كما يلتقى مع مجموعات من أمريكا اللاتينية والآسيوية والأوروبية لتنسيق التعاون بين الجامعة العربية لدعم الحق العربى وتوضيحه فى مجمل الملفات والقضايا العربية المختلفة. وامتد نشاط الأمين العام حيث شمل اجتماعا رفيع المستوى لبحث تطورات الوضع فى السودان بمشاركة على عثمان طه نائب الرئيس السودانى. حيث أكد التضامن الكامل مع السودان والرفض التام لأية محاولة تستهدف الانتقاص فى سيادته ووحدته وأمنه واستقراره ورموز سيادته الوطنية والاهتمام بالسلام فى دارفور ودعم وحدة السودان. كما شارك موسى فى قمة مصغرة لبحث تطورات الوضع فى الصومال بمشاركة الرئيس شيخ شريف أحمد بالإضافة إلى اجتماع لأصدقاء اليمن. وفى الشأن العراقى دعمت المجموعة العربية الطلب العراقى لإخراجه من تحت وطأة الفصل السابع- واحترام وحدته وسيادته واستقلاله ورفض التدخل فى شئونه الداخلية. وكان اللافت للنظر لقاء جمع بين الرئيس الإيرانى والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حيث تناول اللقاء العلاقات العربية الإيرانية والوضع النووى فى المنطقة وتطور الأحداث فى منطقة الشرق الأوسط عموما والعراق على وجه الخصوص. أما تفاصيل إمكانية دخول إيران إلى عضوية رابطة الجوار العربى مازالت مرهونة بمتطلبات ومواقف سياسية تتطلب توضيحات فى طهران بشأنها فيما يتردد ويتأكد حول تدخلاتها فى الشأن العربى واستخدامه كوقود تشغل به أعداءها فى الغرب وإبعاد الأنظار عن نشاطها النووى.