«التاجر لما يفلس يفتش فى دفاتره القديمة».. مثل شعبى يعبر عن الإفلاس سواء كان مالياً أو فكرياً.. وباستعراض موضوعات مسلسلات رمضان تكتشف أن غالبية موضوعاتها كانت معادة مكررة، وبعضها يعتبر النسخة الثانية لأعمال تليفزيونية وسينمائية سابقة أو تطرح قضايا قتلت بحثاً مثل القتل جرائم والشرف والعنوسة وعالم «المطاريد» وتعدد الأزواج والزيجات.«مسلسل بابا نور» الذى يتطرق لقضية الأحراب السياسية وضعف تأثيرها فى الشارع والحروب القذرة فى عالم السياسة من خلال شخصية حسين فهى القيادى فى حزب الشارع المصرى وتعرضه لمؤامرة وحروب وتهديد، بالفعل نجد أن يحيى الفخرانى سبق أن طرح الفكرة فى مسلسله «سكة الهلالى» عندما كان يجسد شخصية رئيس حزب معارض. بينما يكرر صلاح السعدنى فى مسلسل «بيت الباشا» شخصية الرجل المزواج التى أداها فى مسلسل «الباطنية» العام الماضى بزواجه من فريدة سيف النصر وحنان شوقى والسورية كيندا علوش مثلما تزوج لوسى وميمى جمال وهياتم باختلاف أنه فى هذا المسلسل تاجر آثار وليس مخدرات كما كان فى الباطنية. فى حين تقدم نادية الجندى شخصية تاريخية هى الملكة نازلى فى مسلسلها «ملكة فى المنفى» وهى نفس الشخصية التى جسدتها بنجاح كبير وفاء عامر فى مسلسل «الملك فاروق» وإن كان الإختلاف فى المراحل الزمنية حيث تطرق مسلسل نادية لمراحل طفولتها ونشأتها وشبابها.. وهى المراحل التى لم يتناولها مسلسل الملك فاروق. سميرة أحمد.. لاتريد الخروج من جلباب التكرار و النمطية فى الأدوار الطيبة المثالية التى تحارب الأشرار هو نفس الدور الذى جسدته فى مسلسل «ماما فى القسم» شخصية المدرسة الحازمة صاحبة الأخلاق والقيم التى تصدم فى إنهيار الأخلاقيات سواء فى التلاميذ أو جيرانها فى العمارة وطغيان المادة.. وتحاول إعادة إصلاح منظومة الأخلاق التى تغيرت وهو دور يتشابه لحد كبير مع دور سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة فى مسلسلها «ضمير حكمت». ونفس الحال ليسرا فى مسلسلها «بالشمع الأحمر» وإن كان الاختلاف فى طبيعة الشخصية الطبيبة الشرعية التى تساعد الشرطة فىالكشف عن الجرائم لكن الخط الدرامى للمسلسل تحدث أيضاً عن ظاهرة التفكك الأسرى والعنف وما أصاب الأسرة المصرية من تغيرات وهو ماجسدته من قبل فى مسلسلى «أين قلبى» وحياة الجوهرى، بينما يكمن الاختلاف فى مسلسل إلهام شاهين «امرأة فى ورطة» تقديمها عملين فى عمل واحد الأول بنفس العنوان عن سيدة متورطة فى جريمة قتل وتنجح فى إثبات براءتها وسبق أن قدمته إلهام من قبل بينما الجزء الثانى بعنوان «مازلت آنسة» عن العنوسة وهو ماتطرقنا إليه فى فيلم يادنيا يا غرامى مع ليلى علوى وهالة صدقى وغيرها من الأعمال الأخر. النجوم الشباب أيضاً وقعوا أسرى للتكرار فمصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة قدموا قصة فيلم العار فى مسلسل بنفس الاسم وعمرو سعد تحدث فى مسلسله «مملكة الجبل» عن عالم المطاريد فى الجبال والمتمردين على القانون وهو نفس مضمون فيلم الجزيرة لأحمد السقا ومسلسل ذئاب الجبل وأعادت غادة عبد الرازق المعالجة الفنية لمسلسل «الحاج متولى» فى شخصيتها النسائية بتقديم شخصية زهرة المزواجة من خمسة رجال وهو نفس ما قدمته أيضاً فيفى عبده فى فيلم امرأة وخمسة رجال وقدمت مى عز الدين فى مسلسل «قضية صفية» نفس الشخصية التى قدمتها نور فى مسلسلها السابق «دموع القمر» من خلال فتاة ريفية تتهم فى قضية قتل وتهرب من القاهرة وتتعرض لأطماع بسبب جمالها. ولم ينجح فى الإفلات من هذا الفخ سوى عدد قليل من المسلسلات لعل أبرزها «الجماعة» ل «وحيد حامد» عن تاريخ جماعة الأخوان المسلمين وكليوباترا لسولاف فواخرجى عن الملكة كليوباترا، ومسلسل «أزمة سكر» لأحمد عيد والكبير أوى لأحمد مكى باعتبارها كوميديا، ومحمد فؤاد فى مسلسل « أغلى من حياتى» كدراما إجتماعية وغنائية.