أصبحت النقابات الموازية لنقابة الصحفيين أو كما تراها النقابة والمهنيين من الإعلاميين والصحفيين "الكيانات الوهمية " شبحا أسودا يضير بالصحافة ومهنيتها، ويساعد في تهميش دور نقابة الصحفيين . فالنقابة التي تعقد لجنة القيد بها في العام مرة واحدة، وجد الكثير من المريدين للانضمام لها، سهولة الحصول على "كارنيه نقابة"عن طريق جهة وهمية أخرى، مدون عليه مهن مختلفة ك" مذيع ،إعلامي ،صحفي ، مستشار إعلامي " ، الأمر الذي تنخدع به الكثير من المؤسسات الحكومية وغيرها، في قضاء مصلحة أو تسهيل مهمة، وغير الحكومية في ممارسة سلطة الصحافة والإعلام عليهم، وقد تصل في بعض الأحيان إلى حد الابتزاز كما أشيع مؤخرا . وانتفضت نقابة الصحفيين عندما زادت الأمور عن حدها، وأطلق الحبل على الغارب لتلك الكيانات الوهمية، دون محاسبتها على ما تدعيه من أنها توازي نقابة الصحفيين أو تعمل بعملها،وتم تقديم بلاغات في بعض البعض منها ، وبعضها رأي أنه من الأفضل تجميد النشاط حفاظا على نفسه من مواجهة القانون، والبعض الآخر يحاول القفز من السفينة وفضح الأمر برمته في محاولة واهية للنجاة من المسائلة القانونية . قال جمال عبد الرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن المقصود بالكيانات الوهمية، هي النقابات الموازية لنقابة الصحفيين، والتى توهم المشتركين بها بأنها تعمل عمل النقابة، في مقابل مادي يتم جبايته من المشتركين. وأشار عبد الرحيم، إلى أنه تم مخاطبة الوزراء والمحافظين بالحكومة، بالامتناع عن التعامل مع الكيانات الوهمية الموازية لنقابة الصحفيين ، وذلك تفعيلا لقرارات الجمعية العمومية للنقابة، بالتصدي للكيانات الموازية للنقابة،وعدم اعتماد المخاطبات الغير معتمدة بختم النقابة .وقد تم اتخاذ بعض الإجراءات ضد الكثير من الكيانات الوهمية، والأمر بات أمام القضاء. وفيما يخص الجرائد التي تصدر من الخارج، قال عبد الرحيم، ليس للنقابة دخل في صدورها من عدمه، ما لم تعط كارنيه يحمل صفة صحفي ،لأن ذلك يعد انتحال صفة ، ونص القانون في انتحال الصفة " ما لم يكن مقيد بجداول نقابة الصحفيين " . وأكد عبد الرحيم بأن نقابة الصحفيين تستثني الزملاء المتدربين بالجرائد المعتمدة لدى النقابة من عملية انتحال صفة صحفي، موضحا بأنه لابد وأن يكون هؤلاء الزملاء معتمدين وعلى قوة تلك الجرائد، بحيث أنه في حال مخاطبة تلك الجرائد للاستفسار عن صحفي تابع لها، تعترف بالفعل بتبعية ذلك المحرر لها " وأوضح عبد الرحيم بأن النقابة يتبعها ثلاثة أنواع من الجرائد" الجرائد القومية ،الجرائد الحزبية ، الجرائد المستقلة" مشيرا إلى أن الجرائد التي تصدر عن جمعيات وتكون حاصلة على ترخيص من المجلس الأعلى للإعلام أيضا ليست نقابية، والترخيص لأجل جمعية ،و الجرنال أو المجلة التابعة لها تكون بمثابة نشرة دورية للجمعية فقط، وغير معترف بها من قبل النقابة لا من قريب ولا من بعيد . وقال حسين الزناتي عضو مجلس النقابة، إنه قد حان الوقت لمواجهة ظاهرة من ينتحلون صفة صحفي، وهم لا ينتمون إلى نقابة الصحفيين، أو يمارسون المهنة في صحف معتمدة بالنقابة.. كما أن الجمعية العمومية العادية للنقابة أصدرت قرارًا واضحًا في هذا الشأن، لمواجهة هذه القضية التي باتت بالفعل تهدد المهنة في مقتل لها، وتجعل مُدعى المهنة في مكانة واحدة مع أصحابها الحقيقيين. وأن ذلك يفتح الباب على مصراعيه لانتحال صفة صحفي، والتدخل من غير ذي صفة في شؤون مهنة الصحافة. وأشار الزناتي إلى أن العاملين بالصحافة والإعلام لهم كل الاحترام والتقدير طالما يسيرون في الطريق السليم، وأنهم يساعدون الصحفي والإعلامي المهني في تأدية عمله إلا أنهم ليسوا صحفيين . وتوعد الزناتي بمزيد من الهجوم على تلك النقابات الوهمية، حتى يتم القضاء عليها تماما وتعود مهنة الصحافة إلي مجدها كما كانت عليه من قبل . توفيق الأوضاع طبقا للقانون فيما قال مجدي البدوي عضو نقابة الصحفيين ورئيس النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام، إن هناك العديد من النقابات الغير مرخصة والتي تم إنشاؤها بهدف الجباية من الناس وفقط، مقابل إعطاء الشخص المنضم لها كارنيه يحمل صفة صحفي أو إعلامي . وأضاف البدوي، أن الجهة الوحيدة المنوط بها تحديد صفة الصحفي من غيره هي نقابة الصحفيين وفقط، وليس نقابة العاملين بالصحافة والإعلام، وتنحصر وظيفة نقابة العاملين بالصحافة والإعلام في الاهتمام شئون العمال، وأنها لا تعطي صفة صحفي أو إعلامي، وإنما عضو مشترك في نقابة العاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، لأنها نقابة عمالية وليست مهنية . وأشار بأن نقابة العاملين بالصحافة و الطباعة والإعلام التي يترأسها البدوي هي النقابة الوحيدة التي وفقت أوضاعها طبقا للقانون الذي حدد لوائح وضوابط لتشكيل لجنة نقابية تكون خاضعة للرقابة، ولا توجد نقابة أخرى حتى الآن وفقت أوضاعها وأجرت انتخابات قانونية ومشهرة غير النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة الإعلام . موضحا بأن العاملين بالجرائد القومية يتبعون نقابتنا وفقا للقانون . تجميد النشاط وفي الفترة السابقة تم تجميد البعض من النقابات الوهمية الموازية، بعد أن كشرت نقابة الصحفيين عن أنيابها. فقد جمدت "نقابة الإعلام الحر المستقلة" نشاطها. وفي هذا الصدد يقول محمود حجاج نقيب ومؤسس نقابة الإعلام الحر بالقاهرة ، والتي تم تأسيسها في 2013، بأن الهدف من تأسيس نقابة الإعلام الحر، كان مساعدة الشباب الإعلاميين - خريجين الإعلام – بشكل أو بآخر، وتنمية أفكارهم وإبراز مواهبهم في العمل الصحفي، وفوجئنا بانتشار كيانات كثيرة، تحت مسمى نقابة العاملين بالصحافة والإعلام ، الأمر الذي أثار الشبهات حول تلك الكيانات، خاصة أن الهدف الرئيسي من تواجدها هو الهدف المادي وفقط،إضافة إلى عدم مشروعيتها قانونا . وطالب حجاج نقابة الصحفيين بضرورة احتضان خريجي الإعلام و المحررين تحت التمرين حتى لا يقعوا في براثن تلك النقابات الوهمية، ويتعرضوا لعمليات نصب من أجل الحصول على كارنيه يحمل صفة صحفي أو إعلامي من تلك النقابات .