انسجاماً مع أهدافه في نشر عادة القراءة بين أفراد المجتمع، والاطلاع على أفضل التجارب الدولية في هذا المجال، شارك "ثقافة بلا حدود" المشروع الثقافي الإماراتي الذي يتخذ من إمارة الشارقة مقراً له، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال47، حيث استضافت قاعة ضيف الشرف راشد الكوس، مدير عام مشروع "ثقافة بلا حدود" في ندوة تعريفية بالمشروع وكذا بمبادرة "مكتبة لكل بيت"، أدارها الإعلامي محمود شرف. وأكد الكوس أن مشروع "ثقافة بلا حدود" يستهدف تحسين مهارات القراءة عند الأطفال في سن المدرسة، وتشجيعهم على حب القراءة، ولاسيما خارج المؤسسات التعليمية. وقال: قبل مجيئنا إلى هنا كنا نشارك في فعاليات مؤتمر "عالم التعلم البصري" الذي أقيم مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن، بمشاركة نخبة من المؤسسات والشركات المعنية بالتعليم، إلى جانب خبراء دوليين في هذه القطاع الحيوي، وقد قمنا بجمع أحدث المعلومات حول مبادرات القراءة حول العالم، وتقنيات التعلم المستخدمة في الدول الأخرى، واطلعنا على العديد من التجارب الدولية الرائدة في مجال غرس عادة القراءة في نفوس طلاب المدارس، وهو ما يحظى بأهمية بالغة بالنسبة لأهدافنا المتمثلة بنشر ثقافة القراءة في إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأضاف الكوس: نسعى إلى المشاركة في المزيد من الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات الدولية من أجل تطوير خططنا ووسائلنا الهادفة إلى نشر القراءة، وكان من الممتع التواصل مع قادة قطاع التعليم وتبادل الأفكار معهم، وكذلك المشاركة في ورش العمل، والاستماع إلى المحاضرين الذين شهدوا تحسناً كبيراً في تعلم أطفالهم منذ بداية رحلة التعلم البصري الذي يربط الأفكار والمعلومات بالصور والتقنيات. وأوضح أن هدف المشروع الرئيس يتمحور حول نشر القراءة كافة بين أفراد المجمتع، انطلاقًا من منازلهم ومكتباتهم الخاصة التي يتكفل المشروع بإنشائها وفق معايير دقيقة ومدروسة، ويضع القائمون على المشروع نصب أعينهم أن يستفيد من المشروع عند نهايته حوالي 42 ألف عائلة في مختلف مناطق الشارقة، كما أن المشروع سيلعب دورًا كبيرًا في تطوير النمو الفكري لدي الأطفال تحديدًا، وأفراد المجتمع بشكل عام. وأشار إلى أن للمشروع أهدافًا أخرى وأكبر، أهمها ترسيخ اسم إمارة الشارقة كعاصمة معروفة للثقافة العربية، ووجهة ثقافية لا يستهان بما تقدمه من أشكال الدعم كافة، للعلم والثقافة والأدب والفن الراقي، وسيدعم المشروع أهدافة المرجوة من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة التثقيفية لطلاب المدارس والجامعات وأفراد المجتمع، وتدور في ذات الإطار مثل المحاضرات وورش العمل وغيرها من الأنشطة التوعوية، بما يعزز رؤية المشروع المتمثلة بنحو إمارة مثقفة وجيل قارئ. ولفت الكوس إلى أن مكتبات "ثقافة بلا حدود" التي بدأت بالانتشار في كل منزل إماراتي تحتوي على 50 كتابًا باللغة العربية بموضوعات مختلفة ومتنوعة تم اختيارها بعناية فائقة، تتوخى فئات الأعمار المختلفة والخلفية التربوية والثقافية لهم، وبعد دراسة متأنية لكل عائلة والتعرف على ميولها واحتياجاتها الفكرية، لكنها في المجمل كتب منوعة بموضوعات علمية وثقافية ودينية وصحية وروايات عالمية وقصص أطفال. يذكر أن مشروع "ثقافة بلا حدود" انطلق بمبادرة من الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ وبمتابعة مباشرة وحثيثة من قبل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اللجنة المنظمة للمشروع. ويهدف المشروع إلى تعميق علاقة الفرد بالكتاب والقراءة بشكل عام، ونشر ثقافة القراءة في كل بيت إماراتي، من خلال إنشاء مكتبات خاصة في المنازل، وتزويدها بمجموعة من الكتب المتخصصة في مختلف المجالات المعرفية المناسبة لكل أفراد العائلة.