في الفترة الأخيرة أصبح سوق الفوركس أكبر سوق مالي تجاري في العالم كله، وذلك بسبب الأرباح الهائلة التي يحققها للمتداولين، بالإضافة إلى سهولة التداول وانتشار وسطاء الفوركس، الأمر الذي ساعد في انتشار سوق الفوركس في كثير من البلدان، وزيادة عدد المتداولين بشكل يومي، وبالطبع أصبح هذا السوق يؤثر بشكل كبير على اقتصاد الدول، حيث إنه يعتبر من أهم المجالات التجارية، التي تعتمد عليها بعض الدول، لتحقيق نهضة إقتصادية. العلاقة بين سوق الفوركس والتغييرات الإقتصادية علاقة طردية، فكلما كانت الأوضاع الإقتصادية مستقرة، كلما استقر سوق الفوركس وكان من السهل تحقيق المزيد من الأرباح، ودخول الكثير من الصفقات الجديدة، أي أن سوق الفوركس يظل منتعش وقوي طالما كان هناك اقتصاد الدولة قوي، خاصة الدول التي تسيطر على الاقتصاد العالمي مثل روسيا والولايات المتحدةالأمريكية. كيف تؤثر التغييرات الإقتصادية على سوق الفوركس؟ القاعدة الأولى في سوق الفوركس تقوم على دراسة المتقلبات الإقتصادية، وحتى تصبح متداول ناجح يجب عليك متابعة الأخبار الإقتصادية بشكل يومي، حتى تتعرف على أسعار العملات وهل هناك دولة معينة قامت بتخفيض أو رفع سعر عملتها، أو أن هناك دولة تعاني من مشكلات إقتصادية، كما يجب عليك دراسة المؤشرات الاقتصادية لكل دولة والتي تتضمن معدلات البطالة وعدد الوظائف وأسعار المستهلكين والإنفاق الحكومي على الخدمات وأسعار المنتجين والصادرات والإيرادات، كل هذه المؤشرات ستساعد على إختيار العملة الرابحة التي تتداول بها، حتى يمكنك تحقيق الأرباح. الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة يدل على قوة أو ضعف اقتصادها، فكلما كان الناتج المحلي الإجمالي كبير كلما كانت الدولة تتمتع بإقتصاد قوي، لذا يجب معرفة الناتج المحلي الإجمالي للدول التي تتداول في عملاتها، حتى تعرف إذا كان سعر العملة سيرتفع أم سينخفض وبناءاَ عليه ستحدد متى تنهي صفقاتك؟ ومتى تبدأ صفقة جديدة؟، حيث إن قوة أو ضعف العملات يؤثر بشكل مباشر وكبير على اسعار صرف العملات. الدول التي تعاني من مشكلات اقتصادية كثيرة، لا يمكن أن تحقيق نجاح في سوق الفوركس، وذلك لأن اقتصادها يكون ضعيف، ولا يمكن لسوق الفوركس أن ينمو ويزدهر في ظل هذا الضعف، فعمليات التداول تحتاج إلى اقتصاد مستقر وقوي، حتى يمكن للمتداولين الشعور بالإطمئنان. ينصح خبراء الاقتصاد جميع العاملين في مجال الفوركس، بمتابعة التحليل الفني والتحليل الأساسي الذي يتم عرضهم في بداية يوم التداول، حيث إن هذان التحليلان يتضمنان كل الأخبار الإقتصادية التي يجب على المتداول أن يكون على دراية بها، حتى يكون قادر على تحديد الصفقات التي ستحقق له الأرباح. في بعض الأحوال قد تقوم الدولة بإضعاف قيمة عملتها بهدف زيادة صادراتها الى الدول المجاورة، وبالتالي تكلفة الصادرات ستنخفض بشكل كبير على الدول المستوردة، فعندما ينخفض السعر سيزداد الطلب وبهذا ستحقق الدولة مكاسب كبيرة، وعلى العكس في حالة قيام الدولة بزيادة قيمة العملة، فعندها سيقل الطلب على صادرات الدولة، وسيزداد الطلب على الاستيراد من الدول الاخرى لرخص اسعار سلعها، وبالتالي سيتأثر سوق صرف العملات. كل التغييرات الإقتصادية التي تطرأ على دولة ما، لابد أن تأثر على بشكل واضح على سعر العملة، سواء كان بإرتفاع سعرها أو إنخفاضه، ومن هنا تأتي ضرورة متابعة كل التغييرات والتقلبات التي تطرأ على اقتصاد جميع الدول، فسوق فوركس من الأسواق البسيطة التي يمكنك تحقيق الكثير من الأرباح من خلاله، وفي نفس الوقت من الممكن أن تخسر كل ما تملك في غمضة عين، بسبب خسارة صفقة كبيرة.