أثبتت ترشيحات جوائز "غولدن غلوب" أن خدمة "نتفليكس" لأشرطة الفيديو على الانترنت تمكنت من الارتقاء إلى مصاف شركات الإنتاج الهوليوودية في خلال ثلاث سنوات منذ بدء انتاجها الخاص. وحصدت "نتفليكس" ثمانية ترشيحات، أبرزها لمسلسل "بلودلاين" عن عائلة تتمزق في منطقة خلابة في فلوريدا و"ناركوس" عن تاجر المخدرات بابلو إسكوبار من إعداد استوديوهات "غومون" لحساب "نتفليكس". وتخطت خدمة البث على الانترنت للمرة الأولى محطة "اتش بي أو" التي حصدت سبعة ترشيحات، أبرزها لمسلسلها الشهير "غيم أوف ثرونز". وأكد توم نونان المنتج الحائز جائزة "أوسكار" والذي يحاضر في كلية المسرح والفيلم والتلفزيون التابعة لجامعة "يو سي ال ايه" أنه "إنجاز تاريخي" وباتت "نتفليكس بمثابة استوديو هوليوودي جديد". وقبل فترة قصيرة، "كانت الأنظار جميعها توجه إلى اتش بي أو اما نتفليكس خاضت مؤخرا مجال البث" على ما ذكر روبرت تومسون الذي يحاضر في جامعة سيراكيوز. وكان مسلسل "ليليهامر" أول مسلسل يبث حصريا على "نتفليكس" في العام 2012. وبعد سنتين، قدمت الخدمة أول عملين من إنتاجها هما الدراما السياسية "هاوس أوف كاردز" و"أورانج إذ ذي نيو بلاك" عن مغامرات سجينات. وقد حصد هذان العملان سلسلة من الجوائز وحصلا على ترشيحات لجوائز "غولدن غلوب" التي كشف عنها الخميس. واوضح روبرت تومسون أن "نتفليكس باتت من المجموعات المهمة في الإنتاج التلفزيوني.. وأيضا السينمائي اليوم"، في إشارة إلى فيلم "بيستز أوف نايشن" (مع إدريس إلبا) عن أطفال مجندين في افريقيا من إنتاج "نتفليكس" الذي عرض في صالات السينما. ورشح إلبا في فئتين من جوائز "غولدن غلوب"، من بينهما أفضل ممثل في دور ثانوي عن تمثيله في "بيستز أوف نايشن". ونقلت مجلة "فراييتي" عن تيد ساراندوس مدير المحتويات في المجموعة قوله "نحن جد فخورين بالترشيحات التي حصدناها وبجميع الجهات الموهوبة جدا التي نتعاون معها". وقد رشحت أعمال "نتفليكس" أيضا في 10 فئات من جوائز الجمعية الأميركية للممثلين (اس ايه جي) التي تم الإعلان عنها الأربعاء، جامعة ضعف الترشيحات التي نالتها "اتش بي أو". وباتت هذه الأخيرة مع "نتفليكس" الجهتين اللتين تمتلكان اكبر الموارد في هوليوود لشراء المسلسلات التلفزيونية، ما يجلب إليهما المزيد من المشاريع العالية النوعية المقدمة من المنتجين ومؤلفي السيناريوهات الذين يتوجهون إليهما في المقام الأول. إلى ذلك، يواصل عملاق التجارة الإلكترونية "أمازون" صعوده في هذا المجال الذي خاضعه بعد منافسيه، حاصدا خمسة ترشيحات لجوائز "غولدن غلوب"، لا سيما مع مسلسل "ترانسبارنت" عن رب عائلة متحول جنسيا. ورشح أيضا الممثل المكسيكي غاييل غارسيا برنال عن دوره في مسلسل "موزارت إن ذي جانغل" من إنتاج "أمازون" المستوحى من قصة قائد الأوركسترا الفنزويلي غوستافو دودامل. وقال توم نونان "لا يزال وضع أمازون غامضا بالنسبة إلى المستهلكين وهوليوود على حد سواء. فالمجموعة تشتري مسلسلات تغير المعادلة.. لكن لا نعرف بعد المستوى الذي تطمح الوصول إليه". أما المحطات التلفزيونية التقليدية، فهي تتراجع كثيرا في ظل هذه المنافسة الجديدة. ولم تحصد "ايه بي سي" و"سي بي اس" و"فوكس" مجتمعة سوى تسعة ترشيحات لجوائز "غولدن غلوب". وتصدر فيلم "كارول" هو دراما رومانسية عن المثلية الجنسية سباق المنافسة على جوائز غولدن غلوب الخميس بخمس ترشيحات من بينها جائزة أفضل فيلم في حين تصدر فيلم "ذا بيج شورت" الذي يتناول الصراع في وول ستريت فئة الأفلام الكوميدية بأربع ترشيحات. ويتناول فيلم "كارول" قصة امرأة متزوجة تقع في غرام فتاة شابة تعمل بائعة في متجر خلال حقبة الخمسينات. ويتنافس على جائزة أفضل فيلم مع أفلام "ذا ريفينانت" و"رووم" و"سبوتلايت" و"ماد ماكس: فيوري رود". وترشحت كيت بلانشيت وروني مارا بطلتا فيلم "كارول" لجائزة أفضل ممثلة كما اختير الفيلم الذي صنعه تود هاينس للمنافسة في فئتي أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي. ويتنافس فيلم "ذا بيج شورت" الذي يدور حول ما عرف بانفجار الفقاعة العقارية التي أدت إلى ركود 2008 على جائزة أفضل فيلم كوميدي/موسيقي إلى جانب أفلام "ذا مارشان" و"سباي" و"ترينويرك" و"جوي". كما ترشح كريستيان بال وستيف كاريل بطلا "ذا بيج شورت" لجائزتي أفضل ممثل وترشح الفيلم لجائزة أفضل سينارينو لكاتبيه تشارلز راندولف وآدم مكاي. كما نال كل من فيلمي "ذا ريفينانت"و"ستيف جوبز" اربعة ترشيحات. وتختار مجموعة من 90 صحفيا من رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود الأفلام المرشحة لجوائز غولدن غلوب وليس أفراد من صناعة السينما. لكن الجوائز تعكس اختيارات جماعات النقاد وتعتبر أحد المؤشرات للمنافسة على الأوسكار. وفي الأعوام الأخيرة فاز فيلما "ارغو" و"12 عاما من العبودية" بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم قبل أن يتوجا بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. وتعلن أسماء الفائزين بجوائز غولدن غلوب في حفل يذاع تلفزيونيا من لوس أنجليس في العاشر من يناير/كانون الثاني ويقدمه الممثل الكوميدي ريكي جيرفيه.