ناقش وزير الثقافة المصري حلمي النمنم استعدادات انطلاق الملتقى العربي الثالث لفنون الدمى وخيال الظل، المزمع افتتاحه الخميس بالقاهرة. وأكد النمنم خلال لقائه، اسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وخالد وغنام غنام مسئول الإعلام والنشر بالهيئة العربية للمسرح، أهمية تفعيل دور فنون الدمى في الأماكن المفتوحة والتفاعل الإيجابي مع واقع هذه الفنون في المجتمع العربي، مشيرا إلى أن الملتقى يهدف إلى إبراز الثراء الفني والتعبيري لتلك الفنون واستعادة مكانتها في المشهد الفني والثقافي، كما يعمل على حماية هذه الفنون الآيلة للاندثار، والعمل على توثيقها في البلاد العربية. وقال إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الداعمة لهذا الملتقى منذ انطلاق دورته الأولى، إن الملتقى إعادة اعتبار إلى فنون الدمى والعرائس وخيال الظل حيث يعيد الروح إلى هذه الفنون وتصديرها إلى المشهد الفني والثقافي العربية. وأشار إلى أن الدورة الأولى للملتقى عقدت بالشارقة تحت عنوان "تفعيل الدمى في فضاءات الفرجة"، والثانية أقيمت بتونس تحت عنوان "تفعيل الدمى في الفضاءات التربوية"، أما الدورة الثالثة للملتقى تقام في القاهرة في الفترة من 29 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وتستمر حتى 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل تحت عنوان "دور فنون الدمى في الفضاءات المفتوحة. وقال: "إن عدم انعقاد الدورة الأولى للملتقى بالقاهرة كان بهدف تبلور شكل الملتقى في الدورتين السابقتين لنكون قد امتلكنا أدواتنا ووقفنا على أرجلنا بشكل جيد فالقاهرة قاطرة تقود وهي ساحة أكبر رحابة". وأضاف خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافى أن دعم الهيئة العربية للمسرح لهذا الملتقى وإقامته في مصر التي شهدت ميلاد عروس النيل أقدم الدمى التي عرفها التاريخ هو خطوة فعالة وجادة على طريق استعادة ريادة فنون الدمى في الوطن العربي، مشيرا إلى أن مصر ظلت البوتقة التي تنصهر فيها فنون الدمى عبر الزمان، وتاريخ إنشاء فرقة ومسرح القاهرة للعرائس بالبيت الفني للمسرح التابع لقطاع شئون الإنتاج الثقافي خلال خمسينيات القرن الماضي، والذي يعد من أقدم المسارح الحكومية في الوطن العربي في هذا المجال لأكبر دليل على دور وزارة الثقافة المصرية التاريخية في دعم فنون الدمى والعرائس. وقال الفنان فتوح احمد رئيس البيت الفني للمسرح إن هذا الملتقى يعد محاولة جادة من عقول مستنيرة لاستعادة مناهل الفن الخالصة حيث كان الإبداع لصيقا بالشعوب وبقضاياها وهو ما نسعى لتحقيقه في هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا من خلال قوى الثقافة التنويرية الناعمة. وقال الدكتور مصطفى سليم رئيس المركز القومي للمسرح إن مسرح الدمى من أكثر المسارح جذبا لكل الفئات العمرية فهو كوسيط غير بشري يقدم فرجة من نوع خاص لها سماتها ومميزاتها ونصوصها التي تكتب خصيصا لتراعي خصوصية الدمى وأساليب تحريكها وفق مهارات شديدة الدقة والمرونة. وأضاف غنام غنام مسئول الإعلام والنشر بالهيئة العربية للمسرح أن الملتقى الذي يفتتح في مسرح العرائس سيكرم الممثل والمخرج المسرحي الفلسطيني عادل الترتير الذي يكاد يكون هو الباقي في العالم العربي في فنون مسرح صندوق العجب، والعملاق عم صابر المصري وهو اسم الشهرة للفنان المصري مصطفى عثمان شيخ لاعبي الأراجوز البالغ من العمر86 عاما. يذكر أن الملتقى سيتم تنظيمه في مركز الهناجر للفنون في ساحة دار الأوبرا ويضم معرضا للمستنسخات والوثائق التي تؤرخ لفنون العرائس في مصر إضافة إلى صور فوتوغرافية "نادرة" لعروض قديمة. كما تقام عروضه في عدة مسارح منها مسرح الهناجر ومسرح القاهرة للعرائس ومسرح الميدان وبيت السحيمي الأثري في شارع المعز بالقاهرة الفاطمية، كما سينظم خمس ورش تدريبية وندوات ومعرضا للكتب المسرحية. وتشارك في الملتقى عدة فرق منها فرقة صندوق العجب من فلسطين وفرقة ميتوس للإنتاج الفني من تونس والجمعية المغربية لفنون الدمى والعرائس، ومن مصر تشارك فرق الكوشة، وومضة، ومسرح القاهرة للعرائس. كما يشارك باحثون من مصر والسودان والأردن وليبيا وموريتانيا وسوريا والمغرب وتونس والجزائر وفلسطين واليمن.