"يا يا يا يا واد يا تقيل.. يا يا يا مشيبني، ياه ده أنا بالي طويل.. وإنت إنت عاجبني.. يا يا يا يا واد يا تقيل"، بهذه الكلمات تغنت سندريلا الشاشة العربية، الفنانة سعاد حسني في أحداث فيلم "خلي بالك من زوزو" أحد أشهر الأفلام الرومانسية والغنائية فى السينما المصرية، لتضفي جوًا من البهجة والمرح على الكبار والصغار، بفضل موهبتها التي طغت على عالم التمثيل، لتصنع نجمة ستخلدها ذاكرة الفن في الوطن العربي. سعاد حسني لم تكن ممثلة تؤدي بعض الأغاني فحسب، وإنما فنانة شاملة تقدم الفن الاستعراضي ومنولوجات غنائية، إذ لا يمكن أن لا نتذكر أغنية "بمبي.. بمبي" التي حققت نجاحًا كبيرًا بعد طرحها في أحداث فيلم "أميرة حبي أنا"، ومن منا يستطيع أن يهمل روعة أداء السندريلا في أغنية "بانو بانو" في فيلم "شفيقة ومتولي" الذي عُرض عام 1979. وتأتي أيضًا أغنية "الدنيا ربيع"، التي تعد واحدة من أشهر أغنيات سعاد حسني، والتى يرددها الجميع مع بدء فصل الربيع، وفى الاحتفال بأعياد "شم النسيم". وإذا تعمقنا في البحث عن موهبة الغناء الاستعراضي في حياة سعاد حسني، فإننا نجد أغنية "أنا لسه صغيرة" التي عُرضت في أحداث فيلم "صغيرة على الحب" أمام النجم رشدي أباظة، وهي من كلمات حسين السيد، وألحان محمد الموجي، وقدمت السندريلا أيضًا بنفس العمل أغنية "الحلوة لسه صغيرة"، لتُمتع الملايين بموهبتها الفاذة وإحساسها المرهف. كما قدمت السندريلا أغاني تجسد مواقفها الوطنية المخلصة، ومنها أغنية "دولا مين"، كلمات أحمد فؤاد نجم، وألحان كمال الطويل، وقد جاء طرح هذه الأغنية بالتزامن مع انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، حيث ذهبت السندريلا عام 1973 إلى الإذاعى وجدي الحكيم وعرضت عليه الكلمات، وقامت بتسجيل تلك الأغنية التى تعتبر من أنجح الأغانى المرتبطة بنصر أكتوبر. وتحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة سعاد حسني، إذ ولدت فى السادس والعشرين من يناير عام 1943، فى حى "بولاق" بمدينة القاهرة، وكانت بداية مشوارها الفني؛ عندما اكتشفها الشاعر عبدالرحمن الخميسي، الذى قدمها فى مسرحية "هاملت" لشكسبير، ثم ضمها المخرج هنري بركات لدور البطولة فى أحداث فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، ثم توالت بعدها فى تقديم العديد من الأفلام الناجحة، ومن أشهرها: "صغيرة على الحب"، "الزوجة الثانية"، "القاهرة "30، "البنات والصيف"، "خلى بالك من زوزو"، "السفيرة عزيزة"، "أميرة حبى أنا"، "الكرنك"، "المشبوه"، "حب في الزنزانة"، "غريب في بيتي"، "موعد على العشاء" وغيرها من الأفلام التى تركت بصمة كبيرة عند المشاهدين، حيث بلغ رصيدها من الأفلام 91 فيلمًا. وكان آخر أعمالها؛ فيلم "الراعي والنساء" عام 1991، أمام الراحل أحمد زكي، والفنانة يسرا، غير أنها لم تشارك إلا فى مسلسل تليفزيوني واحد، حمل اسم "هو وهي" أمام أحمد زكي أيضا، كما شاركت فى عدة مسلسلات إذاعية منها "الحب الضائع"، و"لا شىء يهم"، و"من أنا". وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي؛ عانت السندريلا من آلام فى الظهر، حيث كانت تعانى من تآكل فى فقرتين من العمود الفقري، وقد ظهر ذلك أثناء تصويرها أحداث فيلم "الدرجة الثالثة" عام 1988، وعلى الرغم من مرضها لكنها واصلت التصوير، ثم انتهى بها الحال لتسافر إلى فرنسا لتلقي العلاج، وبالفعل قامت بإجراء عملية جراحية لتثبيت فقرتين في العمود الفقري، وسرعان ما عادت لطبيعتها من جديد، لكن الآلام قد عاودتها، حتى تفاقم الأمر ووصل بها الحال بعد عدة سنوات، لتصاب بشلل فى الوجه، ما أدى إلى استخدامها "الكورتيزون" الذى نتج عنه زيادة فى الوزن بشكل غير طبيعي، مما أثر على حالتها النفسية بشكل كبير. وتوفيت سعاد حسني في الحادي والعشرين من يونيو عام 2001، إثر سقوطها من شرفة شقة فى الدور السادس من مبنى "ستوارت تاور" فى العاصمة البريطانية لندن، وقد أثارت وفاتها العديد من التساؤلات والجدل حول فرضيات الحادث.