أهم ما في التعديلات هو اصرار اللجنة علي ان يكون المرشح للرئاسة مصري الجنسية من أبوين مصريين وألا يتمتع بجنسية أخري، وألا يكون أحد الوالدين يحمل جنسية أجنبية أو متزوجاً من أجنبية. والنص مهم جدا ومحوري، لانه طوال العقود الثلاثة الماضية، ظهرت موضة جديدة في مصر، جعلت الناس تخجل من الجنسية المصرية. وجواز السفر المصري، وعدم الإعلان عن انه مصري في أي مكان.. وذهب الكثيرون من السياسيين ورجال الأعمال والفنانين والادباء بعيداً إلي أوروبا وأمريكا للحصول علي جنسية المستقبل وتأمين الجنسية لاولادهم. وظهرت الموضة الجديدة جلية وواضحة في كبار رجال الدولة الذين احبوا ان يكونوا بريطانيين أو أمريكيين، ورغم مشاعر المصريين المتجهمة من هذه الجنسية التي احتلت مصر طويلا، إلا انها الجنسية المفضلة لرجال الأعمال والسياسيين وأبناء وأحفاد الرئيس السابق لأنها من الدول التي يصعب ملاحقة الهاربين فيها من الذين فسدوا ونهبوا اموال البلاد، واضاعوا حقوق العباد. تجسيد "موضة الجنسية" ظهر واضحاً في اولاد الرئيس مبارك الذين ذهبوا هم وزوجاتهم واولادهم الي لندن ليحصلوا علي جنسية المحتل القديم، و بدا للناس المشهد وكأن عائلة الرئيس مبارك تتنكر وتتبرأ بل وتخجل من جنسيتها المصرية، وتفخر بانها تحمل جنسية الإنجليز، وكأنها نوع من التوجيه الرئاسي، ليكون اصحاب الفضل والرفعة والمكانة في مصرهم الذين يتمتعون بجنسية أخري غير المصرية. انتهي العهد، ولن يتقلد منصباً في مصر إلا المصري ابن المصري، ولن يكون هناك مستقبل لمزدوجي الولاء، الذين يتعاملون مع مصر، وكأنهم اجانب لا يهمهم امرها ولا مستقبلها، بل ذهبوا لبيعها ونهبها وتوزيع اراضيها علي المحاسيب.