أثار إعلان التحالف الموقع بين لجنة الحوار الوطني وجماعة الحوثيين جدلا بين الفرقاء السياسيين في اليمن. ففي حين عبر الحزب الحاكم عن استيائه من هذا التقارب بين المعارضة وحركة متمردة ترفع السلاح في وجه الدولة، رأت المعارضة أن هذا التحالف خطوة مهمة للخروج باليمن من مخاطر التمزق والحروب. وأيد عضو لجنة الحوار الوطني محمد الظاهري التحالف قائلا للجزيرة نت إن التقارب مع الحوثيين مكسب وضمان حقيقي لتحول الحوثيين من جماعة معارضة عنيفة تستخدم السلاح إلي معارضة سلمية تمكنها ممارسة حقوقها من خلال إشهار حزب سياسي. واتهم الظاهري حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم باتباع سياسة الكيل بمكيالين حينما سمح لنفسه بالتحاور مع الحوثيين في الدوحة وانتقد الآخرين حين ممارسة هذا الحق بحجة أنهم جماعة خارجة علي القانون..وبحسبه فإن معارضة الحزب الحاكم لهذا التقارب هي هروب من أزماته السياسية وفي مقدمتها إلغاء اتفاق فبراير الموقع مع أحزاب اللقاء المشترك. وكانت لجنة الحوار الوطني _التي تضم أحزاب اللقاء المشترك وشخصيات اجتماعية وفكرية- وجماعة الحوثي قد أعلنتا الخميس عن تشكيل لجنة تنسيق مشتركة بشأن مختلف القضايا علي الساحة الوطنية. وأكد الجانبان في ختام لقاءات ضمت ممثلين عن اللجنة التحضيرية للحوار الوطني وجماعة الحوثي في محافظة صعدة علي تنفيذ بنود الاتفاق الموقع بينهما في أبريل/ نيسان الماضي وفتح المزيد من آفاق التعاون والتنسيق..وذكر الطرفان في بيان مشترك أن حل جميع المشكلات لن يتحقق إلا بتوافق وطني من خلال مؤتمر وطني شامل لا يستثني طرفا أو قضية بما في ذلك قضيتا صعدة والمناطق الجنوبية وبناء الدولة الحديثة وتحقيق المواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة وحفظ وصون اليمن، كيانا وهوية، من كل عبث أو استهداف..وطالب البيان بوقف "الإجراءات القمعية والملاحقات وعسكرة المدن واستهداف الناشطين" وبالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين وإلغاء المحاكم الاستثنائية و"حالة الطوارئ غير المعلنة" ويري المحلل السياسي محمد الغابري، أن فتح الحوار بين الحوثيين ولجنة الحوار الوطني مطلوب، لكنه -في نفس الوقت- يعتقد أن اللجنة التحضيرية ليس لها رؤية واضحة بشأن التعاون مع الحوثيين. وفور صدور البيان المشترك صعدت صحيفة الثورة الرسمية -في افتتاحيتها الجمعة_ من نبرة النقد ووصفت تقارب المعارضة والحوثيين بأنه ممارسة طائشة وغير مسئولة..ومضت إلي القول "إنه ليس بجديد علي هذه القوي السياسية هذا المسلك، وهي من تحالفت مع شرذمة التخريب واللصوصية والقتلة في بعض مديريات المحافظات الجنوبية وانبرت للدفاع عنهم، بل جعلت من نفسها غطاءً سياسيا لأولئك المأجورين الذين سفكوا دماء المواطنين الأبرياء ونهبوا ممتلكاتهم وعملوا علي ترويعهم في قراهم وعلي الطرقات". كما استغرب عضو اللجنة الدائمة بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبد الجليل كامل تحالف المعارضة مع الحوثيين، موضحا أن هذا التقارب دليل علي أن المعارضة تستقوي بهذه الحركات الخارجة علي الإجماع الوطني وقواعد اللعبة السياسية. فجماعة الحوثي _وفق تعبيره- ترفع السلاح في وجه السكينة العامة وترفض تكوين كيان سياسي خاص بها وكل ذلك من أجل جر اليمن إلي فراغ دستوري..ويري أن لجوء المعارضة إلي هذا التحالف للتهرب من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد أمر يثير الشك والريبة في المقاصد الحقيقية للمعارضة.