فاجأ معجبيه عندما جسد شخصية الشيخ المتطرف دينياً، الذي تحول إلي ارهابي في مسلسل "بفعل فاعل"، واثبت أنه قادر علي تغيير جلده تماماً في مسلسل "نافذة علي العالم"، لكن المفاجأة الكبري التي كشف لنا عنها تامرهجرس تمثلت في تأكيده أنه سيشارك قريباً في بطولة فيلم مصري يحمل عنوان "الوصايا العشر". أثار تجسيدك لشخصية "فضل الجمال" في مسلسل " بفعل فاعل" ردود فعل متباينة، فما الذي دعاك لتجسيدها؟ - السبب الأول اعجابي بالشخصية التي تمر بعدة مراحل متنوعة حتي يلتزم دينياً ثم شيخاً لكنه يتحول من الالتزام إلي التطرف والتزمت، وينجرف في تيار الارهاب الديني، وهي شخصية أثارت انتباهي منذ القراءة الأولي لها، لكنني فضلت ادخال بعض التعديلات التي أكسبت الشخصية عمقاً كبيراً، إذ لم أشأن تصبح الشخصية تقليدية أو مكررة. ماالتعديلات التي طلبتها من كاتب السيناريو؟ - هي تعديلات تتعلق بمرحلة ما بعد التحول من الالتزام إلي التطرف، واكتشاف، "فضل" أن تصرفاته خاطئة، وأن العملية الارهابية المطلوب منه التورط فيها ليست سوي شيئاً مقيت، ومن ثم يحدث المواجهة المتوقعة بينه وبين الشيخ الكبير الذي يتزعمهم، والتي تظهر الفارق بين ديننا الجميل والارهاب، والمحاولات المستميتة من جانب البعض في تشويه الاسلام، وهي التغييرات التي أكدت أن "فضل" ليس مجرد "متعصب ديني" وإنما هو شخص واع بدليل أنه أدرك خطأه وتراجع عنه بدليل انه واجه "كبيرهم" ومنذ مزاعمه ، ومن بين ماطلبت من تغييرات وتعديلات أن يكون مشهد طلاق "فضل" لزوجته "ماستر سين" - مشهد رئيس- بدلاً من أن يكون مجرد طلاق من خلال رسالة بالموبايل". وماحقيقة ما قيل عن كونك رشحت لشخصية أخري في بداية الأمر؟ - هذا صحيح، فقد أرادت تيسير فهمي أن أقوم بتجسيد شخصية أخري، لكنني تشبثت بدور "فضل" بعدما قرأته، وشعرت بأن فيه بريقاً كبيراً لذا ركزت فيه بدرجة كبيرة. هل تجاوبت مع مسلسل "بفعل فاعل" لأنه يطرح أكثر من قضية مهمة؟ - هذه عادتي في الأعمال التي اختار المشاركة فيها، فمن المهم بالنسبة لي أن يتبني العمل رسالة وقضية، وعندما وافقت علي تجسيد دوري في مسلسل "بفعل فاعل" كنت أدرك أنه يناقش ظاهرة الارهاب، كما كنت أدرك من قبل خطورة القضية التي تبناها فيلم "بركان الغضب" وأعني قضية الصراع العربي - الإسرائيلي، فأنا عاشق للسياسة والقضايا الحيوية، وهو عشق ليس غريباً علي كون والدي شغل منصب سفير وجدي هوالسياسي الشهير صاحب الباع الطويل في الحقل السياسي "فالسياسة تجري في دمي" ودائماً أقول: "لو لم أكن ممثلاً لأصبحت سياسياً شهيراً" لكنني لا أشغل نفسي كثيراً بالقضايا السياسية والاجتماعية التي تناقشها الاعمال التي اشارك فيها، وأركز بشكل كبير علي الأدوار التي أجسدها. وما المعايير التي تضعها عند اختيار أدوارك؟ - أهم شيء الورق الجيد الذي يمكنني من التحرك وتقمص الشخصية بمرونة، وبناء علي هذا الورق أوافق علي العمل، سواء أكان كوميدياً أو تراجيدياً أو"أكشن". سبق لك مشاركة تيسير فهمي في بطولة مسلسل "أماكن في القلب" هل ترتاح للتعاون معها؟ - هذا صحيح، فقد سعدت جداً بمشاركتها تجربة "أماكن في القلب" نظراً لوجود تفاهم كبير متبادل بيننا، ولأن دوري في هذا المسلسل كان محورياً، ولم تتدخل لتقليصة أوتشويهه، وجاء الدور في النهاية بمثابة إضافة كبيرة بالنسبة له. هل تتصور انك تجسد شخصيات لا يستطيع غيرك الاقتراب منها وتجسيدها؟ - منذ اللحظة التي سلكت فيها طريق الفن، وأنا اجتهد لكي أصنع لنفسي خطاً منفرداً ومتميزاً، من خلال اختيار أدوار وأعمال ذات ثقل ثم أجيد تقديمها من خلال أداء متقن، ونتيجة لهذا نجحت في اثبات نفسي لدرجة أنهم شبهوني بعمر الشريف. من أي ناحية شبهوك ب"النجم عمر الشريف"؟ - أتصور أنهم لمسوا في اجتهادي والتزامي، وسأكون سعيداً لو بلغت ما بلغه من مكانة عالمية أصبح بعدها رمزاً لمصر في العالم بأسره، بعدما قام ببطولات كبيرة في أفلام مهمة، وليس مجرد مشهد أو اثنين، لكنني أود التوضيح أن هذا التشبيه لن يكون سبباً في أن أقلده أو أن أقلد أحداً لأنني أريد أن تكون لي طريقتي الخاصة في الأداء. ألم يكن هذا دافعاً لك لكي تخوض تجربة المشاركة في أفلام عالمية؟ - سبق لي المشاركة في عروض مسرحية كثيرة في الخارج نالت استحسان الكثيرين، وبلا مبالغة كان أدائي أكثر تفوقاً من أداء ممثلين أمريكيين وأوروبيين أتابع أعمالهم وأدوارهم، لكن ينبغي أن يكون معلوماً أن الزمن اختلف عن ذلك الذي خاض فيه عمر الشريف تجربة العالمية من خلال فيلم "لورانس العرب"، حيث كان هناك متسع من المجال لخوض التجربة، والخروج إلي العالمية، لكن الامكانات اليوم أصبحت مختلفة بعدما وصلت هوليوود إلي مستوي متقدم ورفيع، وهناك نقطة أخري مهمة تتمثل في أن عمر الشريف يحمل ملامح ووجها عربياً أصيلاً بينما أملك ملامح تبدو أجنبية، وأنا أيضاً لا يمكن أن أسافر إلي أمريكا لكي "اتمرمط" بينما أنا ملك في بلدي. لكن عمرو واكد وخالد أبو النجا وخالد النبوي فعلوها وخاضوا التجربة؟ - هم أيضاً يملكون ملامح عربية، لكن خالد أبو النجا لم يشارك في فيلم هوليوودي بل كندي من خلال صديق له هناك، وبالنسبة لي ليس أمامي فرصة سوي أن انطلق إلي العالمية من خلال فيلم مفرق في المحلية. هل تريد القول إن طموحك كبير؟ - بالفعل، ولا أبالغ عندما أقول إنني أسعي إلي إحداث فارق كبير في هذا العالم الذي أعيشه، وأتمني ألا تنتهي حياتي بدون أن اترك الاثر الكبير الذي يذكر العالم بي، وأعني الفن الذي يصبح مثار حديث الجميع. لكن خطواتك تبدو بطيئة مقارنة بأبناء جيلك؟ - لا أنكر هذا لكنني أنظر إلي كل خطوة بوصفها خطوة إيجابية في حياتي، لكنني لست ممثلاً كوميدياً لكي أنطلق بسرعة الصاروخ، ولا أملك شركة الانتاج أوالموزع الذي يتبني موهبتي وتتولي أمور الدعاية لي ولأعمالي، فأنا الذي أصرف أعمالي وحدي، ومازالت أعمل بروح الهواية، وربما لهذا السبب جاءت انطلاقتي قوية، ولم أفرط يوماً أوأتنازل لأنني أملك أعمالي الخاصة، وعائلتي التي أحبها، وبالتالي لن يأتي اليوم الذي "أطرق فيه أبواب المنتجين أو أبوس يد مخرج لكي يشغلني" فأنا أحب التمثيل لكنني لن أجعله سبباً في تقديم أي تنازلات. ماصحة مشروعك السينمائي القادم "الوصايا العشر"؟ - هو مشروع حقيقي بالفعل أقدم من خلاله قصة جريئة ومختلفة ومميزة تحت قيادة المنتج محمد حفظي تحمل اسم "الوصايا العشر" وأتوقع لها أن تحقق نجاحاً كبيراً، بل لا أبالغ إذا ما قلت ان الفيلم سيتحول إلي اسطورة في السينما المصرية، لكنني سأتكتم تفاصيله إلي حين البدء في تصويره، ويخرج إلي حيز التنفيذ. لكن الأمر لم يعد سراً بعدما صار حديث الوسط الفني في الفترة الأخيرة؟ - لا أنكر هذا لكن الفيلم لم يكتمل بعد، ومازال في مرحلة الكتابة، ولست مسئولاً عن الاخبار التي تم تسريبها عنه منذ ما يقرب من الشهرين. هل تريد القول إنك لا تلهث وراء الأفلام وإنك لا تحب "الشو الإعلامي" كما يفعل غيرك؟ - هذا صحيح ، لأن طبيعتي الشخصية تجعلني غير ميال "للشو الإعلامي"، بدليل أنني اكتفي بفيلم واحد أو مسلسل واحد في العام منذ بداية مسيرتي الفنية، وأرفض التواجد علي صحفات الجرائد والمجلات، وربما كان لهذا نتائجه علي الجمهور الذي يشعر أنني غير متواجد علي الساحة الفنية، لكنني أري أن معدلاتي طبيعية، بدليل أن الفنان الكبير عادل إمام لايتواجد علي الساحة سوي في عمل واحد كل عام. وهل تتابع ما يحدث علي الساحة السينمائية؟ - بالطبع، وأري أنه علي الرغم من وجود تجارب سينمائية رديئة ومستهلكة فإن هناك تجارب تستحق التنوية والاشادة كتجارب أحمد حلمي، الذي استطاع أن يغيرنفسه كثيراً، لكن المشكلة تكمن في اننا كصناع للسينما لا نطور أنفسنا بينما بمقدورنا منافسة ما تنتجه "هوليوود" بأقل التكاليف لو نجحنا في استثمار المناطق الطبيعية التي نملكها، وتصلح للتصوير، في "سيوة" والاقصر وغيرهما. وعلي صعيد الدراما التليفزيونية ما الشخصية التي ترغب في تجسيد سيرتها الذاتية؟ - أحلم بتجسيد شخصية عمر الشريف، فهي شخصية ثرية ومليئة بالمواقف الحياتية التي تصنع دراما حافلة مليئة بالاحداث الرائعة والمشوقة، والشخصية الثانية التي ينطبق عليها الشيء نفسه هي شخصية الملياردير محمد الفايد. وعلي صعيد الشخصيات التاريخية؟ - أعشق شخصية عمرو بن العاص، وأتمني تقديمها أيضاً لأنه يملك حياة غامرة بالبطولة بشرط أن تتصدي لتنفيذ المسلسل جهة انتاجية، كبري وبرؤية تجعل منه عملاً مشوقاً وليس حصة في التاريخ ، فالتراجع في إنتاج الاعمال التاريخية يرجع إلي افتقادها عنصر الجذب الجماهيري.