أثار إعلان البيت الأبيض عن استعداد الرئيس باراك أوباما لبحث مسألة التخفيضات الضريبية مع الجمهوريين ردود فعل واسعة، حيث أكد المواقبون أن هذا الإعلان مجرد محاولة من الادارة الديموقراطية لترويض الجمهوريين الذين حققوا فوزا كاسحا في انتخابات مجلس النواب، في حين قابل الجمهوريون هذه الدعوة بفتور واضح. ففي لهجة تصالحية أفرزتها نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي انتزع فيها الجمهوريون الأغلبية في مجلس النواب، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن أوباما مستعد للتباحث في مسألة التمديد المؤقت للتخفيضات الضريبية علي الدخول المرتفعة التي كان قد أقرها سلفه جورج بوش ويفترض أن ينتهي العمل بها نهاية العام الحالي. وفي هذا السياق، دعا الرئيس أوباما كبار قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي لاجتماع في الثامن عشر من الشهر الجاري لإجراء مباحثات يتوقع أن تكون قضية التخفيضات الضريبية علي رأسها. يشار إلي أن الرئيس الأمريكي كان مصرا علي إبقاء التخفيضات الضريبية علي الدخول التي تقل عن 250 ألف دولار سنويا، لكنه ربط الإعفاءات الخاصة بالأثرياء بمهلة زمنية تنتهي مع نهاية الشهر المقبل. ويطالب الجمهوريون بأن يشمل التمديد جميع الشرائح الضريبية، مع الإشارة إلي أنه في حال عدم التوصل لاتفاق حول هذه المسألة سيشهد الأمريكيون ارتفاعا في معدل الضريبة مع بداية العام المقبل. وفي حال الاتفاق علي تسوية ما، سيتم تمديد العمل بالتخفيضات الضريبة -التي تعود إلي عهد بوش-لتشمل الدخول المنخفضة والأسهم وأرباح رأس المال التي تقف مستحقاتها الضريبية عند نسبة 15% في الوقت الراهن. وتقف العقدة في هذا الموضوع عند رغبة أوباما برفع هذه النسبة إلي 20% بالنسبة لأصحاب الدخول المرتفعة ابتداء من العام المقبل، لكن وفي حال الفشل في التوصل لاتفاق مع الأغلبية بمجلس النواب حاليا (الجمهوريين) قبل نهاية الشهر المقبل، فسوف ترتفع النسبة الضريبية علي أصحاب الأسهم وأرباح رأس المال إلي 40% مما يثير قلقا كبيرا لدي الشركات والمستثمرين. وفي هذا الخصوص أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن أوباما مستعد لمناقشة إمكانية الإبقاء علي معدلات ضريبية منخفضة بشكل مؤقت علي الأقل. بيد أن الجمهوريين لم يستقبلوا هذه الدعوة بحماس كبير، في إشارة واضحة إلي أنهم غير مستعدين لتقديم أي تنازلات للرئيس بعد فوزهم الكاسح علي الديمقراطيين في انتخابات مجلس النواب وانتزاعهم الأغلبية. وجاءت أقسي عبارات الجمهوريين من زعيم أقليتهم بمجلس الشيوخ الذي قال بأنه لا مجال لأي مهادنة مع أوباما، مدافعا عن تصريحات سابقة قال فيها إن الأولوية الرئيسية للجمهوري بالوقت الحاضر تتمثل في عدم تمكين أوباما من الحصول علي ولاية دستورية جديدة. يذكر أن انتخابات التجديد النصفي للكونجرس شهدت خسارة كبيرة للديمقراطيين حيث تمكن الجمهوريون من انتزاع ستين مقعدا جديدا في مجلس النواب إضافة إلي مقاعدهم الأصلية التي كان يشغلونها، ليحصلوا علي الأغلبية في المجلس المؤلف من 435 مقعدا. أما في مجلس الشيوخ فقد احتفظ الديمقراطيون بأغلبية ضئيلة مع احتفاظ مرشحتهم السيناتور باتي موراي بمقعدها عن ولاية واشنطن وبواقع 51 مقعدا من أصل مائة، علما بأن سباق التنافس بين موراي وخصمها الجمهوري دينو روسي كان متقاربا حيث فازت موراي بفارق نقطتين فقط.