بغداد - واشنطن - وكالات الأنباء: غداة نشر موقع ويكيليكس الالكتروني نحو 400 ألف وثيقة سرية تكشف جرائم الغزو الأمريكي للعراق تواصلت ردود الفعل الأمريكية والعراقية علي ما وصف بأنه اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية في التاريخ ففيما تدرس الولاياتالمتحدة بنشر فظائع قواتها في العراق وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" حالة التعبئة العامة قالت الحكومة العراقية انه لا توجد مفاجآت في الوثائق. وصرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية لوكالة فرانس برس أمس أن الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل أي مفاجأة". وقال كامل الأمين المتحدث بأسم الوزارة أن التقرير لم يشكل أي مفاجأة لاننا اشرنا إلي أمور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن أبو غريب وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأمريكية، واضاف بالنسبة لنا لن نفاجئ بمعلومات جديدة. وتابع أن عدد القتلي الذي كشف الوثائق انه بلغ 109 آلاف منذ بداية الغزو في 2003 قريب من الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة العراقية. وأكد ان حقوق الانسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل عبير ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة. واطلقت عناصر شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية النار علي مدنيين عراقيين في ساحة النسور ببغداد في سبتمبر 2007 خلال مهمة لوزارة الخارجية الأمريكية مما أدي إلي مقتل 14 شخصا علي الأقل. واتهم أربعة جنود أمريكيين باغتصاب وقتل اربعة مدنيين عراقيين في مارس 2006 في المحمودية "30 كم جنوب بغداد". وحذرت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية من أن وثائق ويكيليكس لنشرها قد تشكل تهديدا للقوات الأمريكية والعراقيين المتعاونين معها. كما حذر الأمين العام للحلف الأطلسي "الناتو" اندرس فوغ راسموسن في برلين من تسريبات ويكيليكس قائلا أن هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن أن تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الأشخاص المعنيين. واضاف هذه التسريبات يمكن أن تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر.. وطلب البنتاجون الذي أعلن تعبئة 120 شخصا لتقييم النتائج المحتملة لنشر المستندات من وسائل الاعلام الاثنين "عدم تسهيل تسريب" المستندات حول العراق. وكشفت الوثائق الأمريكية السرية التي نشرها موقع ويكيليكس تفاصيل حرب في الظل علي الارض العراقية بين القوات الأمريكيةوايران خصوصا استعمال طهران ميليشات لقتل او خطف أمريكيين. والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها موقع ويكيليكس، نشرتها خصوصا صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان. ومن بين الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادث وقع علي الحدودالعراقية الايرانية في السابع من سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايران قاذفة قنابل علي وحدة اميركية كانت تقوم بدورية علي الجانب العراقي مع قوات عراقية. واطلق الجنود الاميركيون النار علي الجندي الايراني واردوه بسلاح رشاش، حسب التقرير. واضاف ان الوحدة الأمريكية كانت تتواجد في تلك المنطقة "للتأكد من طرق التسلل" التي يسلكها الايرانيون لنقل الاسلحة الي العراق. وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب الموت من عراقيين كي يشنوا هجمات علي قوات التحالف والمسئولين الحكوميين. واوضحت الصحف نقلا عن الوثائق ان الحرس الثوري الايراني يشتبه بانه لعب دورا حاسما في هذا المجال. وجاء في وثائق اخري ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية وكذلك السفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب صحيفة الجارديان البريطانية. وجاء في بيان للموقع ان الوثائق توضح "عددا كبيرا من جرائم الحرب التي تبدو واضحة من قبل القوات الأمريكية مثل القتل العشوائي لاشخاص كانوا يحاولون الاستسلام". وتطرق موقع ويكيليكس ايضا الي تصرف الجنود الأمريكيين الذين "فجروا ابنية بكاملها لان قناصا يوجد علي سطحها". وكشف الموقع عن "اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسري". واحصي اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية.