تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الحرب علي أفغانستان بالنقد والتحليل، وأشارت إلي أن اللعبة النهائية للحرب قد بدأت للتو، مضيفة أن معظم الدعم المالي الأمريكي يذهب إلي جيوب حركة طالبان، وأن الاستراتيجية الأمريكية من شأنها دفع الناس البائسين للانضمام إلي الحركة. وقالت الصحيفة في تعليق لها إنه بعد مرور تسع سنوات من الحرب علي أفغانستان فإن اللعبة النهائية في البلاد قد بدأت للتو، مشيرة إلي محاولات إبرام صفقة سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية، ومتسائلة عن الزمن الذي يمكن فيه للعبة النهائية أن تنتهي، وإلي أين سينتهي المطاف بالحرب برمتها؟ وكان قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ديفد بترايوس قد أدلي بتصريحات تتمثل في قوله إن قوات الحلف سهلت دخول قادة من طالبان إلي العاصمة الأفغانية كابول لإجراء مفاوضات مع حكومة الرئيس حامد كرزاي. وأضافت أن القوات الأمريكية وقوات الناتو تشن في نفس اللحظة هجمات قاسية ضد طالبان، مما يدلل علي أن القادة العسكريين الأمريكيين يسعون إلي الضغط علي قادة الحركة من أجل حثهم علي عقد صفقة سلام في البلاد التي مزقتها الحرب. وبينما تشير معظم الدلائل الأولية في أفغانستان إلي كون الأمور في البلاد تجري لصالح طالبان، تضيف الصحيفة أنه ينبغي للأمريكيين إعادة مراجعة استراتيجية الحرب برمتها. وأوضحت أنه لا أحد يعرف ما إذا كانت واشنطن ستنجح في تشجيع وحث جميع قادة طالبان علي إجراء المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، مضيفة أنه لا أحد يعرف أيضا ما إذا كان بإمكان الأمريكيين والحكومة الأفغانية عقد صفقات مع بعض القادة من طالبان بشكل منفرد. وعلي صعيد متصل أشارت نيويورك تايمز إلي أن القوات الأمريكية في جنوبأفغانستان تواجه مواطنين بائسين بعدما دمرت الحرب محاصيلهم وخربت أراضيهم وأفقدتهم الأمل في العيش الكريم. وبينما غادر معظم الأفغان مناطق سكناهم وأماكن عيشهم في مدن وبلدات وقري الجنوب، يقول بعض الباقين إنهم باتوا محصورين بين سندان القوات الأمريكية ومطرقة طالبان، وإنهم يعانون جراء تعرض ممتلكاتهم للدمار دون أن يعوضهم أحد عن الخسائر التي تكبدوها. وأما الكاتب الأمريكي نيكولاس كريستوف فيذكر في مقال نشرته له نيويورك تايمز أنه عندما يدعم دافع الضرائب الأمريكي حركة طالبان من حيث يدري أو لا يدري، فإنه يتوجب مراجعة الاستراتيجية الأمريكية للحرب علي أفغانستان برمتها. ويوضح كريستوف أنه بينما تذهب معظم الأموال التي ينفقها المقاولون الأمريكيون في أفغانستان إلي جيوب طالبان بشكل مباشر أو غير مباشر، يلوح مئات الرجال في هلمند بالانضمام إلي طالبان في ظل البؤس الذي يعيشونه بسبب الحرب. ويضيف أن الكثير من الأفغان يفضلون الروس علي الأمريكيين، ويقولون إن الأمريكيين أقاموا بعض المشاريع التنموية في البلاد، لكن الروس أقاموا فيها مشاريع أكثر. ويختم الكاتب بالقول إنه زار أفغانستان، وإن مائة صورة ترتسم في دماغه بعد الزيارة، وخلاصتها تتمثل في كون الاستراتيجية الأمريكية في الحرب الأفغانية غير قابلة للاستمرار وغير ناجعة، في ظل الدعم الأمريكي لما وصفها بالحكومة الأفغانية الفاسدة التي تجعل الناس يتوجهون إلي طالبان في نهاية المطاف.