تعتبر شاليمار شربتلي أول فنانة تشكيلية سعودية تزين لوحاتها أحد شوارع جدة الشهيرة بالقرب من كورنيشها الجميل وهو شارع الأمير فيصل بن فهد مما يعتبر خطوة رائعة وحدثا فنيا غير مسبوق يسجل لمحافظة مدينة جدة ورعايتها للفنانات السعوديات. لو قدر لي أن أزور معرضا للفن التشكيلي في أي مكان في العالم تشارك فيه الفنانة التشكيلية المتميزة ابنة مكةالمكرمة "شاليمار شربتلي" لحددت علي الفور لوحتها أو لوحاتها التي تشارك بها في هذا المعرض، والسبب أن شاليمار قامة فنية فريدة في الفن التشكيلي ليس المصري أو السعودي فحسب بل العربي والعالمي ايضًا ولعل أكبر دليل علي ذلك هو المشاركة الفنية لشاليمار مع الفنان العالمي "رامييريز" الذي تتلمذ علي يد الفنان "سلفادور الي" حيث رسمت بسيفه إحدي اللوحات من خلال دويتو فني بينما شاهده المئات في الحي اللاتيني في باريس حيث تمخض هذا الدويتو ليقدم لعشاق الفن التشكيلي لوحة فنية رائعة بيعت ب60 ألف يورو خصصت للأعمال الخيرية. كما تعتبر شاليمار شربتلي أول فنانة تشكيلية سعودية تزين لوحاتها أحد شوارع جدة الشهيرة بالقرب من كورنيشها الجميل وهو شارع الأمير فيصل بن فهد مما يعتبر خطوة رائعة وحدثا فنيا غير مسبوق يسجل لمحافظة مدينة جدة ورعايتها للفنانات السعوديات. وبيعدا عن لوغاريتمات الفن التشكيلي تمتاز الرؤية الفنية التي تنتهجها الفنانة شاليمار شربتلي منذ بدأت حياتها التشكيلية وحتي الآن بسيطرة الطابع اليريالي النابع من أعماق اللاشعور والمحمل بالطاقات المختزنة للمؤثرات الحياتية فهي من خلال ابداعاتها تقرأ وتفسر وتحلل الشخصيات التي تصادفها في حياتها اليومية حيث تقوم باستشراف ما هو كامن بالنفس البشرية لكل المحيطين بها من الأشخاص وترجمتها في تشكيلات إبداعية وهو ما يلاحظ في أعمالها من دلالات ورموز تجمع بين كل من الطابع السريالي والطابع التعبيري في رؤية مزدوجة تعود بأذهاننا إلي كل من الفنان فرنسيس بيكون والفنان جيمس إنسور اللذين صورا الطابع اللاشعوري من خلال ملامح الوجوه وما تختزنه من أقنعة فكأنما شاليمار تؤكد تعددية الأقنعة للشخص الواحد. كما يقول الناقد التشكيلي د. سعيد العبد لذا فإن شاليمار تشق طريقها بفهم ودراية وإدراك ليكون للوحاتها هدف ومغزي إنساني كبير تعالج معظم القضايا المعاصرة وترسم بشحنة نفسية عالية وتري الأشياء باحساسها الفني بألوان جريئة وخطوط وأشكال إنسانية متداخلة غير مستقرة حيث يطغي الجانب النفسي الانفعالي علي اللوحة وتستخدم ألوانها الصريحة ذات المدلولات المختلفة وفي مقدمتها الأحمر والأزرق. وتذكرنا الفنانة شاليمار بعالم الأسطورة والخرافات القديمة وحكايات الأجداد عندما نسجت عالما ساحرا بها تآلفت فيه الرموز والهواجس والاشارات الدالة علي الموروثات القديمة ولجأت في المعالجة إلي التباين اللوني الصارخ لدرجة أن اصبح الأسود حدا فاصلا من البناء الشامل للعمل الفني وإن اتسمت أعمالها بالتلقائية وتدفق الأفكار بيسر فيها يشبه صوت السرد الحميم للأجداد في قلب الليل كما يقول الفنان د. أحمد نوار، وشاليمار ليست مجرد فنانة تشكيلية فحسب بل كوكتيل إبداعي من الأفكار ولعل استمتاع المشاهدين ببرنامجها "2*2" الذي طرحت فكرته وابدعتها وقدمه الزميلان مجدي الجلاد ووائل الابراشي في رمضان الماضي حظي بنسبة عالية جدا من المشاهدة والقبول وسط هوجة المسلسلات والبرامج الأخري في مهرجان رمضان الفضائي، ولو انها مقلة في الكتابة لأن الريشة والألوان سرقاها وحظيا بفنها فهي كاتبة متميزة تملك ناصية الكلمة والتعبير بها باقتدار لذا نتمني أن يعود قلمها ليتحفنا بأفكارها التي تعالج بها الكثير من القضايا الاجتماعية الشائكة خاصة وانها حاصلة علي درجة الماجستير في علم النفس الجنائي وتستطيع أن تتناول بفكرها وتقدم حلولا لأمراض العصر الجنائية. إنها شاليمار شربتلي ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب ولكنها الانسانة البسيطة التي تعيش الواقع بتواضع النبلاء وأخلاق الفرسان.. انها شاليمار بستان أزهار وإبداع أفكار.