أكد خبراء وسياسيون في الشأن العراقي ان مرشح "المؤسسة" الشيعية في العراق رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي سيكون مضطرا الي تقديم تنازلات للكتل الاخري وخصوصا "العراقية" لكي يتمكن من تشكيل حكومة "اقوياء". وأعلن التحالف الشيعي اختيار المالكي مرشحا لرئاسة الوزراء خلال اجتماع عقده الجمعة الماضية بغياب اثنين من مكوناته. وقال الكاتب والمفكر حسن العلوي ان "هذا الاختيار متوقع وسيتمكن المالكي من تشكيل حكومة اقوياء تضم الجميع، سيعتمد لغة تصالحية مع الجميع خلافا لما يعتقده البعض وسيقدم تنازلات". وتوقع العلوي النائب عن كتلة "العراقية" بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي "ان تستغرق المفاوضات حول تشكيل الحكومة حوالي الشهر ليس اكثر للتوصل الي تسوية ترضي الجميع تقريبا". وحذر من احتمال اندلاع "جولة من العنف بمواجهة ترشيح المالكي لكنها ستمر وتستقيم الامور بعدها". واجاب ردا علي سؤال حول مقاطعة حكومة يرأسها المالكي، "ان قرار المقاطعة ليس بيد اي طرف في العراق. كل المعارضين سيكونون شركاء في حكومة المالكي لن يقاطع احد منهم (...) ستكون حكومة الاقوياء للمرة الاولي في تاريخ العراق". وقاطع المجلس الاسلامي الأعلي بزعامة عمار الحكيم وحزب الفضيلة اجتماع التحالف الوطني في حين حضر النائب هادي العامري عن منظمة بدر المتحالفة مع الحكيم الاجتماع وحيدا. يذكر ان التحالف الوطني نجم عن اندماج ائتلافيين شيعيين فازا في الانتخابات التي جرت في السابع من مارس الماضي وهما دولة القانون (89 مقعدا) بزعامة المالكي والائتلاف الوطني (70 مقعدا) بزعامة الحكيم. ويضم الائتلاف الوطني بشكل اساسي التيار الصدري (40 مقعدا) الذي اتخذ خطوة مفاجئة قبل ايام عبر تأييده انتخاب المالكي الأمر الذي احدث انعطافة لصالح الأخير، بعد ان كان من اشد معارضيه ومنتقديه. وقال العلوي ردا علي سؤال حول تهديد "العراقية" بالمقاطعة ان هذه الكتلة "ليست قادرة علي مقاطعة الدولة (...) الامة العربية ذات غالبية من السنة فهل من المعقول ان يوافقوا علي غياب سنة العراق عن الدولة"؟. واضاف "لن تكون هناك مقاطعة ثالثة في تاريخ العراق الحديث لقد خسر الشيعة عندما قرروا المقاطعة لدي تأسيس الدولة العام 1921 كما خسر السنة عندما قرروا مقاطعة الدولة الوليدة بعد الاجتياح الأمريكي". وتابع العلوي ان "اوضاع العراق مشابهة لاوضاع لبنان انها شراكة الخصوم الذين يضطرون الي الذهاب للسلطة لانهم لا يمثلون أحزابا انما طوائف ومجموعات (...) المشاركة المنقوصة ستضعف موقف السنة لانهم سيكونون في هذه الحالة في موقع فردي".