باختلاف الشخصيات التي عرضت عليك يبدو وكأنك لا تجيدين سوي أداء أدوار الإغراء؟ أنا لم أكرر نفسي حتي وأنا أقدم أدوار الإغراء، وفي كل مرة هناك زاوية مختلفة دخلت للشخصية من خلالها، لكن اللوم ينبغي أن يلاحق المخرجين، ومعهم المنتجون بالطبع، فقد "استسهلوا الحكاية"، وبمجرد أن نجحت في تجسيد شخصيتي في فيلم "السفارة في العمارة" مع النجم الكبير عادل إمام، انهالت علي العروض التي تدور في فلك الشخصية نفسها. لكنك استسلمت لرغباتهم؟ لأنني كنت في حاجة للتواجد علي الساحة؛ بالإضافة إلي أن الأدوار التي عُرضت علي كانت جيدة، وليست إغراء بالشكل الذي اصطلح الناس علي تسميته، بل تحمل الشخصية مضمونًا وتمرر رسالة، وإلا رفضتها علي الفور. لكن دورك في "بوبوس" بدا وكأنه مجاملة للفنان عادل إمام؟ لا.. الدور كان لامرأة مغنية "ماعندهاش مبادئ"، وتتمني لو أنتج لها "كليبات"، وهي شخصية تقترب في ملامحها من كثيرات علي الساحة؛ بمعني أن الدور "رمزي" (!) ويحمل إسقاطًا علي البنات اللاتي نراهن في "الكليبات"؛ فالفنان عادل إمام يعرف كيف يختار الممثل الذي يريد أن يتعاون معه، ويدرك ما الذي يريده منه بالضبط، وعندما اختارني في فيلم "السفارة في العمارة" كان قد شاهدني قبلها في مسلسل "عباس الأبيض"، وعلي الرغم من أنني كنت أقدم دورًا شريرًا، إلا أنه وظفني في دور جديد تمامًا لفتاة الليل.. "الوطنية"! هل يمكن القول إن أدوار الإغراء سجنتك في إطار لا يمكنك الخروج عنه الآن، وبالتالي يستحيل أن تصبحي بطلة يومًا؟ لقد عرضت علي بطولات سينمائية كثيرة، ورفضتها لأنها "دون المستوي" ولا يمكن القول إن أدوار الإغراء سجنتني لأنني تحررت منها منذ فترة غير قصيرة، وتعددت أدواري وتنوعت بحيث أصبحت أجسد شخصيات النجمة التي تبحث عن الاستقرار أو الوجه الجديد التي تبحث عن الشهرة أو سيدة الأعمال وحتي دور الفتاة التي تنتمي للطبقة المتوسطة أقدمه بجرأة وثقة، ولم يحدث أن رفضني الجمهور في أي من هذه الأدوار التي عاهدت نفسي ألا أعود بعدها لأي سجن يضعني فيه المخرجون، سواء سجن أدوار الإغراء أو غيرها. ما الدليل علي هذا؟ الدليل في الأدوار التي أقوم بتجسيدها حاليا في الأعمال الفنية، التي أشارك في بطولتها؛ ففي مسلسل "شاهد إثبات" أجسد شخصية "ثناء الحلواني" الفنانة المشهورة التي تتهم بقتل الصحفي الكبير عصام كشك بعد اصطدامها به، لأنه كان يمارس عليها الابتزاز، وأثناء المحاكمة تظهر براءتها. وفي الجزء الثاني من مسلسل "الهاربة"، الذي يقدم بعنوان "بفعل فاعل" أجسد شخصية سيدة أعمال تقترض من البنوك الوطنية، وتسهم في الإساءة للبلد، كما انتهيت من تصوير دوري في مسلسل "دنيا أونطة" وأجسد فيه دور ممثلة تروج الشائعات، وتبرم اتفاقات مع شركة وهمية لنشرها ظنًا منها أنها تسهم في زيادة جماهيريتها ونجوميتها إعلاميا. لكن النقلة الكبري لم تتحقق بعد؟ بل تحققت بدليل أنني جسدت شخصية ابنة البيئة المتوسطة في مسلسل "أكتوبر الآخر"، التي تندفع بسبب ضيق الحال إلي جمع المال بالطرق المشروعة وغير المشروعة، وهو دور جديد علي تمامًا. هل لديك مخاوف من عرض هذه الأعمال في توقيت واحد؟ علي الإطلاق؛ فقد كان يمكن أن أتخوف لو أنني أكرر نفسي أو أدور في فلك شخصيات بعينها، لكنني علي العكس من هذا أبدو مختلفة بشكل سيلحظه الجميع، حتي لو عرضت كل هذه الأعمال في توقيت واحد؛ فالعرض سيصب في مصلحتي لأنها أدوار جيدة، ولو كانت غير ذلك لرفضتها. ألا تكررين دور الممثلة في "شاهد إثبات" و"دنيا أونطة"؟ في الظاهر فقط؛ حيث تبدو المهنة واحدة في العملين، لكن هناك فروقا شاسعة للغاية، ففي "شاهد إثبات" أجسد دور نجمة طيبة، ومعروفة بعمل الخير، وجاء اتهامها في قضية القتل بمثابة اختبار لها، بينما في "دنيا أونطة" هي وجه جديد تتطلع للشهرة والأضواء والنجومية وتتصور أن الطريق إلي هذا يبدأ بترويج الشائعات عن نفسها. حوار: سامية عبدالقادر