- لا أري سبباً لمحاربة المسرحية بالشكل الذي حدث في الفترة السابقة، خصوصاً أن الحرب بدأت من جانب المسرحيين أنفسهم، الأمر الذي يوخي بأن لهم مصالح شخصية، خصوصاً أن كل مسئول منهم يشغل وظيفة في مؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة، فالمتفق عليه عند التفكير في إنتاج عمل مسرحي لبيت من البيوت الفنية المسرحية، أن يُعرض النص علي لجنة القراءة ثم اللجنة العليا لو أن النص واجه مشاكل من أي نوع، لكنني واجهت أموراً عجيبة الشأن تؤكد إن المسألة أصبحت تخضع للأهواء الشخصية بل الأمزجة الشخصية ولم يعد هناك احتكام لأي آليات مؤسسية بل الأمزجة الشخصية، ولا أبالغ عندما أقول إن هناك مؤسسات تحولت إلي "عزب" لمديريها ما يتسبب في كثير من الأحيان في ضياع مجهود الناس هباء، فقد كان المفروض أن تُعرض مسرحية "لسه فيه أمل" علي خشبة مسرح الغد، وفي اللحظة الأخيرة فوجئنا بأن أحد "العباقرة" اقترح تحويل مسرح الغد إلي "الغد للعروض التراثية"، ولا يهم أن كلمة "الغد" تتناقض أصلاً وكلمة "التراث" (!) لكن المهم أن قراراً كهذا نتج عنه استبعاد مسرحية "لسه فيه أمل" بحجة أن النص لا يتلاءم والنهج الجديد لمسرح "الغد" ولما وصلت الأمور إلي طريق مسدود اتخذت قراراً بسحب النص وذهبت به إلي مسرح السلام، حيث قدمته إلي مدير هشام جمعة، الذي شكل لجنة من "عمال المسرح" أطلق عليهم "لجنة قراءة"، وكانت النتيجة أن قرروا عدم إجازة النص، لعدم ملاذمته لمسرح السلام، وشاءت الأقدار أن يغادر د. أشرف زكي منصبه كرئيس للبيت الفني ،يتول المنصب توفيق عبدالحميد، ودخل النص لجنة قراءة مرة أخري، ولم أفاجأ لأن "لجنة العمال" رفضته لكنني صدمت لأن النص أجيز لتقديمه ضمن خطة إنتاج البيت الفني للمسرح، وهو ما تم الإعلان عنه بالفعل في مؤتمر صحفي، ويبدو أن هشام جمعة أراد أن يجامل صديقه المخرج ناصر عبدالمنعم فأطاحا معاً بالمسرحية، ووضع بدلاً منها مسرحية "أولاد الحب والغضب" بحجة تصويرها تليفزيونياً، وبعد إنتاجها وتكلفها حوالي، 650 ألف جنيه أقرت لجنة تابعة للتليفزيون عدم تصويرها لسوء مستوي النص، ونظراً لتعارض الرأيين في عهدي أشرف زكي ثم توفيق عبالحميد، بين الموافقة والرفض علي إجازة "لسه فيه أمل" تقدمت بشكوي ضد المخرج هشام جمعة فأحيل إلي التحقيق، لكن النتيجة لم تتضح مما أضطرني إلي اللجوء إلي وزير الثقافة الذي أنصفني وقرر عرض المسرحية علي المسرح المتجول. من ناحيته يقول المخرج عصام سعد المخرج الذي أسندت إليه مسئولية تقديم المسرحية علي المسرح المتجول: - هذه التجربة هي الثانية التي أتعاون فيها مع المؤلف حمدي نوار، بعد مسرحية "تحت السيطرة"، وينطبق عليها مفهوم "الكباريه السياسي"، وواجهتنا مشاكل عديدة بالفعل، نتيجة تغير هوية مسرح الغد، وهو ما أدي إلي دخولنا في مهاترات طوال عامين أو أكثر، وعلي الرغم من ترشيح نجوم وأبطال العرض قررنا التوقف لأسباب يعلمها المخرج هشام جمعة مدير مسرح السلام، وأخري لا يعلمها إلا الله، لكن تدخل وزير الثقافة أنقذ العرض، وانتهز الفرصة لأشيد بالدور الذي لعبه عصام شويخ مدير المسرح المتجول حيث استقبلنا بحفاوة بالغة، وهي مناسبة أيضاً لاؤكد سعادتي بانتقال العرض إلي المسرح المتجول لأن عرضه علي مسرح السلاما كان سيحصر رسالته في جمهور القاهرة فقط بينما انتقاله إلي المسرح المتجول يعني وصوله إلي جمهور المحافظات، الذي سيري نفسه في العرض الذي يناقش أحوال المواطن البسيط، ويعري أمراضاً اجتماعية كثيرة علي رأسها الفساد الذي نرصده علي أرض الواقع، وهي التجربة الاستعراضية الغنائية الأولي لي في المسرح بعد تجاربي المسرحية السابقة في "امرأة السوق" و" تحت السيطرة" كما أنها الأقرب لي في مسيرتي الفنية الممتدة زهاء عشر سنوات.