تفجرت حالة من الغضب والاستياء بين علماء ومشايخ الأزهر بسبب ما وصفوه بتجاهل الحكومة وعدم التعامل اللائق مع وفاة الإمام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، فاستنكر الدكتور أحمد كريمة استاذ الشريعة بجامعة الأزهر أسلوب تعامل الدولة حكومة وشعبا مع نبأ وفاة شيخ الأزهر، منتقدا غياب المسئولين عن تشييع الجنازة رغم أن الوفاة حدثت في الصباح الباكر والدفن تم عقب صلاة العشاء في البقيع والمسافة بين مطار القاهرة والمدينة المنورة لا تتعدي ساعة ونصف الساعة كما أن السفارة السعودية بالقاهرة قدمت كل التسهيلات لمن يرغب في السفر للمشاركة في تشييع الجنازة وتساءل كريمة لماذا لم يذهب وفد من الأزهر ممثلا في المشيخة وقطاع المعاهد وجامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ولماذا اكتفي د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بإرسال بيان نعي إلي وسائل الإعلام، وايضا لماذا لم ترسل دار الإفتاء مندوبا عنها لحضور مراسم الدفن في غياب المفتي بسفره إلي اليابان كما غابت رابطة العالم الإسلامي وايضا لجنة الدعوة والإغاثة التي يرأسها د. طنطاوي لم يحضر منها أحد وعلاوة علي ذلك غابت الحكومة منذ اللحظات الأولي للوفاة . وبغض النظر عن إعلان الدولة للحداد فهو شيء عرفي ورسمي وشدد علي ان مصر في أوقات الأزمات والكوارث مازالت في حاجة إلي تلقي التعليمات والتوجيهات قائلا: للأسف مكانة شيخ الأزهر كانت أقل من لاعبي المنتخب الذين خصصت لهم الحكومة طائرات خاصة واستقبلهم المسئولون بالمطار كما يتم الاحتفاء بهم بشكل مبالغ فيه، وبالتالي أصبح شيخ الأزهر في نظر الحكومة لا يصل لحجم حسن شحاتة مدرب المنتخب الوطني. ومن جانبه أبدي الشيخ علي عبدالباقي - أمين عام مجمع البحوث الإسلامية - استياءه من التعامل مع وفاة شيخ الأزهر مؤكدا ان الإمام خدم الإسلام والأزهر كثيرا ولم يتوان لحظة عن تقديم كل الدعم للدولة مشيرا إلي حالة الارتباك والتناقض الحكومي التي أعقبت خبر وفاة د. طنطاوي. وكانت مشيخة الأزهر قد أقامت ليلة أمس الأول عزاء خاصا غداة عزاء مسجد عمر مكرم الذي حضره حشد من كبار رجال الدولة يتقدمهم د.أحمد نظيف رئيس الوزراء، فيما أناب الرئيس مبارك سعيد كمال زادة كبير الأمناء. وحرصت السفيرة الأمريكيةبالقاهرة مارجريت سكوبي علي تقديم العزاء فيما حضر د.أحمد فتحي سرور وصفوت الشريف والبابا شنودة الثالث وعمرو موسي والعديد من الوزراء ورجال الأعمال في مقدمتهم رامي لكح في أول ظهور له منذ عودته إلي القاهرة بعد تسوية ديونه مع البنوك. وكان د.حمدي زقزوق وزير الأوقاف ود.أحمد الطيب في مقدمة مستقبلي المعزين.