بمناسبة اختيار الفيلم الوثائقي المصري "عيد الأوبت" ضمن أفضل 10 أفلام وثائقية عالمية في مهرجان أركيوفيجن بإيطاليا أقام مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي احتفالية لعرض الفيلم أقيمت بالمتحف القبطي بمصر القديمة وقد تعرض الفيلم لوحدة الشعب المصري التراثية رغم اختلاف الأزمان وكيف أن المصريين يسلكون مسلكا واحدا في سلوكهم الاحتفالي عبر التاريخ. كما أقيم معرض هو نواة صغيرة لمشروع توثيق التراث القبطي الذي يهدف إلي توثيق التراث القبطي في جميع أنحاء مصر وقد ضم المعرض صورا لمجموعة من المواقع التي تم توثيقها. وعن الاحتفالية والفيلم يقول الأستاذ الدكتور فتحي صلاح رئيس مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي "عيد الأوبت" يحكي استمرارية الحضارة فعلي أرض مصر ومنذ أكثر من 3 آلاف سنة كان يجري احتفال بين معبدي الكرنك والأقصر تنتقل فيه مقصورات لآلهة من معبد لآخر عبر النيل وعلي الشاطئ بشكل موازٍ وهي عبارة عن جنود وفرق رقص وغناء ويقوم الملك بتدشين هذه المقصورات والصلاة من أجلها وتجري نفس الطقوس عندما تصل إلي الجانب الآخر. وفي العصر الحديث دفن أحد مشايخ الصوفية المعروف باسم أبوالحجاج الأقصري، فوق معبد الأقصر الذي كان مهملا حتي القرن ال 19 ثم تم كشفه وإزالة أتربته ليصبح المسجد الذي دفن فيه أبوالحجاج جزءا من معبد الأقصر الذي يعد مثالا لوحدة الحضارات فجزء منه فرعوني وجزء إسلامي وجزء منه حوله الرومان إلي مقصورة مسيحية ولاحظنا أن مظاهر الاحتفال بسيدي أبوالحجاج مشابهة للاحتفالية التي جرت منذ أكثر من 3 آلاف فقمنا بتسجيل ما يحدث في مولد سيدي أبوالحجاج وأيضا ما هو علي حوائط معبد الأقصر التي توضح الخطوات المختلفة وكان التشابه مدهشا وعن اشتراك الفيلم في معرض "أركيو فيجن" يؤكد د. فتحي أننا حريصون علي تقديم رؤية حديثة للآثار والعلاقة بين الحياة المصرية القديمة والحياة اليومية واحدة واختير الفيلم من بين مئات الأعمال التي تقدمت للاشتراك وهذا الفيلم جزء من أربعة أفلام أخري نوثق من خلالها للجوانب غير التقليدية في المعابد، فالمعبد ليس مجرد مبني تتم فيه الطقوس والصلوات بل نظهر الجوانب الأخري ففي معبد دندرة اكتشفنا أول قبة سماوية معروفة في العالم تظهر الأبراج السماوية والنجوم ومواقعها بطريقة علمية دقيقة وفي معبد إدفو رصدنا التقويم السنوي لمصر والزواج الديني بين حتحور وحورس ونحاول رصد الجوانب الأخري والحكايات خلف الجدران التي تشكل أساس أي معبد علي أرض مصر. وفي النهاية فإن الرسالة التي يقدمها الفيلم أننا وإن كنا نتحدث عن اختلاف الحضارات وتقاربها فإن الإنسان هو الإنسان وحضاراته كلها تلتف حوله في نسيج حضاري متكامل ومعبد الأقصر يذكرني بمدينة الفسطاط التي اجتمع فيها الإسلام والمسيحية واليهودية فالتراث أشبه بالسجادة المحتوية علي خيوط نسيجية مختلفة وجمالها في التنسيق والتكامل بين هذه الخيوط. أما محمد فاروق نائب مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي يقول : أن أهمية التجربة تتمثل في استخدام أكثر من شاشة لعرضه وهو ابتكار مصري أصله موجود بالمركز في صورة شاشة عرض بانورامية مكونة من 9 شاشات.